إن مجزرة أبناء هيبان عارٌ على كل البشرية جمعاء،، وأنها نكبة يندي لها الجبين ويفُجع لها القلب، ولكن كل من تجرد من الإنسانية سوف يكون شيطاناً مارداً، يدوس بنعله وبالبارود رؤوس الأبرياء،، وكلما نادينا بوقف عبثية الحروب أنها نبض الحياة في وجه الظلام، وُئدت ولا حياة لمتن تنادى ،، والمسؤولية هنا تقع على الجميع حكومة ومعارضة، هذه المجازر الشنيعة يدور رحاها منذ 27 عاماً في دار فور وكردفان والنيل الأزرق والشرق الحبيب، حصدت خيرة أبناء الأمة السودانية، وأهل ساس يسوس يتمتعون بكل ما لذ وطاب ويقضون إجازاتهم مترفهين في أصقاع العالم، حيث الشلالات والروابي والجبال والطبيعة بشتى تفاصيلها، وبالداخل حيث المزارع بها كل ما تشتهي الأنفس ،، إذا تساءلنا لماذا الحروب المستمرة في السودان ولمصلحة من ؟ .. فضلاً عن أنها قضت على الأخضر واليابس ودمرت اقتصاد البلاد، أفرزت واقعاً جديداً أشد مرارة من القتل، هو اللجوء والنزوح، عشرات الآلاف من بني وطني نازخين ولاجئين بدول الجوار لا تعليم ولا صحة، ولأن سنة الحياة التكاثر، اليوم لنا أضعاف تعداد اللاجئين لهم جيل كامل يُعرف بجيل النزوح واللجوء كيف يكون مصير هؤلاء!!، وغدا سيعودون الى ديارهم وهم مشبعون بعادات وتقاليد تختلف عن الواقع ،، انظروا الى هذا النموذج المخيف الحزين، هل كل الذي يجري بسبب كرسي السلطة، هل غابت الحلول واستعصمت تماماً ، لماذا وكلنا أبناء هذا الوطن لم نرسم على وجهه مستقبل الأجيال، هل ورثنا هذا السوء والظلم والأنانية والنكران من أسلافنا ...كلا ،،، فليراجع الجميع حاكماً ومحكومين أنفسهم، ونرجع للصواب ، هل يستاهل هذا الشعب الصابر الصامد هذا الجزاء، أن يرى فلذات أكباده أكوامٌ من اللحم هكذا، ومن لنا بالمستقبل والحياة، والأوطان تبنى بسواعد بنيها، على الجميع التروي فإن مستقبل هذه البلاد بهكذا نهج الى الفناء، ولا غلبة لأحد ويدفع فاتورة الحرب للوطن، وطني أيها الجريح المكلوم المفجوع استفق حتى لا تكون ركاماً حطاماً ولا سبيلاً لأوطان تباع أو تشترى، ورثناك هكذا تحت وصايا الجدود وطناً كبيراً شامخاً عُلا ، عشقنا تُرابك هكذا أديماً ندياً ولوداً، نحبك انت الوطن الرابط القابض وحدة الشعوب ، نبكيك دماً سخياً عندما تُئن من قهر ووطأة ابن عاقٌ يُعوق الحياة ويسيء الوجود، وما زلت يا وطني انت الملاذ ، مهما تجور وتسود الخصال منهم ومنا انت يا وطن فوق حدقات العيون. والله المستعان ...