ضمن سلسلة الاهتمام والاحتفاء بالرموز الثقافية والفنية التي رحلت بجسدها عن هذه الدنيا، احتفى مركز راشد دياب للفنون بالجريف بذكرى الموسيقار الراحل برعي محمد دفع الله تحت عنوان (إيقاع الوجدان)، وتحدث فيها عدد من الاختصاصيين في مجال الموسيقى من بينهم الموسيقار الدكتور عبدالله شمو، وذلك وسط حضور كبير من المهتمين بمسيرة الراحل برعي محمد دفع الله، فيما أدار الأمسية الأستاذ الإعلامي عوض أحمدان الذي اعتبر الراحل برعي أحد أركان الأعمدة المهمة التي ساهمت في منظومة العمل الموسيقي والغنائي في السودان.. مشيراً الى أن الراحل صنع تاريخاً من الابداع الموسيقي. أما الدكتور عبدالله شمو توقف عند مسيرة الراحل برعي في مجموعة وقال إن برعي يعتبر محطة من المحطات المهمة في تاريخ الحركة الموسيقية في السودان.. مشيراً الى بدايات صلته وعلاقته به والأثر الإيجابي الذي تركة على نفسه، وحسب قول شمو إن برعي وجد مكاناً عميقاً في نفسي، فتلمست منه جميل التسامي والإنسانية وتعلمت منه أيضاً معنى الأدب واحترام الآخر، وذكر أن ما يؤسف حقاً أن المكتبة السودانية قد تراجعت كثيراً عن بث مقطوعات برعي الموسيقية، ومن جانبه تطرق شمو الى عزف آلة العود عند برعي محمد دفع الله والمزاج الموسيقي وغنائيته وألحانه، إضافة الى الأكاديميات عنده والتي بدورها تبين نوعية العناصر التجريدية في موسيقى برعي محمد دفع الله ويرى الدكتور عبدالله شمو أن هناك مجموعة من المكونات التي صنعت هذه المواهب الفذة، وفي حديثه عنها بأنها موهبة تعلو من خلال تجسيدها للهوية السودانية.. وأشار الى أن برعي كان يحكي عن إنسان السودان في صورة سرد نغمي جيد، لافتاً أن الراحل برعي نفذ الى حياة السودانيين فكرياً وفلسفياً من خلال معرفته العميقة لذوق الإنسان السوداني، وذهب شمو الى أن الراحل برعي كان جريئاً جداً في اختياراته الموسيقية، لذلك نجد تركه لبصمة واضحة في تاريخ الموسيقى السودانية، وكان استخدامه للريشة استخداماً متصلاً للأوتار الرقيقة مصحوباً بصوت آخر عميق.. وقال إن هذا ما خلق بما يسمى (بالموسيقى التصويرية) وأكد أن التفكير اللحني عنده هو تفكير نمائي يصعد بك الى أعلى ثم يعود بك الى الوتيرة الأولى عند بداية اللحن، ونوه الى أن برعىي كان يتميز بأفكار موسيقية واضحة الخطوط وختم الموسيقار عبدالله شمو قوله بإن برعي محمد دفع الله كان يتمتع بقدرات عظيمة في تحويل النصوص الشعرية الجامدة الى نصوص غنائية سهلة.. بالتناول وفي سياق ذي صلة تطرق الأستاذ عوض أحمدان الى جانب من مسيرة الراحل برعي محمد دفع الله خارج السودان، من خلال مرافقته لفرقة نادي المريخ الى القاهرة عام 1950م وكذلك ذهابه مع وفد غنائي مكون من عدد من الفنانين السودانيين لحضور زواج الملك فاروق بالقاهرة، وقال إن برعي قد استفاد كثيراً من هذه الرحلات، وقد سجل عدداً من الأغنيات والمقطوعات الموسيقية في إذاعة ركن السودان التي كانت تبث من القاهرة. وتخللت هذه الأمسية عدد من المقطوعات الموسيقية التي قدمها العازف الموسيقار عوض أحمودي، هذا الى جانب تقديم مجموعة من الأغنيات التي لحنها برعي محمد دقع الله في ثنائيته مع الفنان عبدالعزيز محمد داؤد، قدمها كل من الفنان رامي عمر، ومهاب عثمان وانصاف فتحي.