هل تصدق كل ما يقال نحن لا نصدق، هكذا أجابني طفل نقل الخضروات وهو يقترب بعجلة النقل المعروفة شعبياً) بالدرداقة( مني، كان هذا رداً على سؤالي له هل هذه (الدرداقة) ملك لك أم مستأجرة، قال لى إن الشركة المحتكرة للعمل في السوق ما زالت مسيطرة على الأمر، ولا يمكن لأحد أن يدخل درداقة هنا إلا مستأجراً وبعد أن يدفع سبعة عشر جنيهاً كاملة للشركة التي تعمل في سوق بحري محتكرة للدرداقات. حاولت الاستيثاق من بائع الخضار الذي اعتدت الشراء منه لسنوات مضت وأثق فى حديثه، فأكد لي كل ما قاله (طفل الدرداقة). كل هذه الأسئلة رحت ألقيها عليهم وأنا بين مكذب ومصدق، فقد أصدر معتمد بحري قبل بضعة أشهر قراراً احتفت به الصحف يومها، ومن بين المحتفين (من على الشرفة)، بل رحت أقارن بينه وبين محافظنا المحبوب) نصرالدين السيد( عليه رحمة الله. ونحن قوم جبلنا على حسن النية ليس هناك ما يجعلنا لا نصدق معتمد بحري وهو يملأ الأرض ضجيجاً أنه لن يكون هناك إيجار (للدرداقات ،(بل بُشرنا بافتتاحه فصل لمحو أمية الأطفال الذين يعملون بالدرداقات في محلية بحري، وقيل وقتها إن المحلية لا تحتاج لمال الأطفال. من يسمع عن أجهزة حماية الأسرة والطفل وكم القوانين، ومن يسمع عن وزارة الشؤون الاجتماعية وديوان الزكاة ثم يسأل أطفال الدرداقات في سوق بحري، يجد أن كل هذه الوزارات والدواوين والمحليات في جهة، ومعاناة الأطفال في جهة أخرى، تلك نظريات لا تتنزل إلى واقعهم ولا تمسح قطرة عرق من على جبين طفل يقود (درداقة) مستأجرة بدل أن يكون مع أقرانه في فصول الدراسة يتلقى العلم كما أوجبت ذلك الدساتير والقوانين والأعراف والقيم السودانية الأصيلة، فمحلية تقتات من عرق الأطفال غير جديرة بالاحترام تماماً. على والي الخرطوم البحث عن أسباب عدم تنفيذ محلية بحري قرارها وإعادة توجيه الأمر مربوط بقيد زمني، يحول بعده من يقوم باحتكار تأجير) الدرداقات( إلى المسألة القانونية وأن يعمم في باقي الولاية بالاستعانة بالشؤون الاجتماعية لتمليك الأطفال الدرداقات التي يعملون عليها مع توفير فرص تعليم لهم. وبما أنها (سيرة وانفتحت (مع الاعتذار للبرنامج التلفزيوني ذائع الصيت، دعنا نتساءل عن بقية القرارات الواجب تنفيذها مثل قرار نقل موقف سفريات) شندي) الذي ذيل قراره بكلمة (فوراً) وقد ذهبت البارحة ووجدته ما زال ثابتاً كالطود العظيم في مكانه، وحديث الاستعدادات للخريف الذي يأتي في كل عام بغتة وفجأ ةالمصارف المسدودة دوماً، أما حديث نقل النفايات فذلك أمر نفرد له مساحة. أخيراً ليتنا جميعاً أعتذرنا لطفل (الدرداقة).