بصماته واضحة لاتخطئها العين أينما حل، بدأ حياته معلما للأجيال، وأسهم في نشر التعليم بالبلاد، برز نجمه كسياسي في ستينات القرن الماضي، دخل البرلمان عضواً وتدرج في العمل التشريعي حتى أصبح رئيساً لاتحاد البرلمانيين الدوليين، وتمر هذه الأيام الذكرى الأولى لرحلية. النشأة في جزيرة بدين الراقدة في الولاية الشمالية حتى جاء العام 1934م، والذي شهد ميلاد تلك الموسوعة المتمثلة في شخص عزالدين السيد محمد، أكمل مراحله الدراسية بذات الجزيرة، حيث حصل على دبلوم التعليم الريفي في الجامعة الأمريكية ببيروت، ودبلوم التربية من جامعة لندن، والدكتوراة الفخرية في العلوم السياسية من جامعة سيول، كما نال الدكتوراة الفخرية في القانون من جامعة الأحفاد، والدكتوراة الفخرية في الآداب والقانون من جامعة دنقلا، وأيضاً الدكتوراة الفخرية من جامعة أفريقيا العالمية، ولم يكتف بإجادته للغة واحدة فقط حيث أجاد اللغة الانجليزية والألمانية، وقبل أن ننطلق مع مسيرته العملية الطويلة نتعرف علي أسرته، حيث خلف عزالدين وراءه زوجتين، الأولى السيده فاطمة شريف عثمان، وأنجب منها أربعة أولاد وأربع بنات، والثانية السيده علوية إسماعيل وأنجب منها ثلاث بنات وولدين . إسهامات وشغل عز الدين منصب وزير ونائب برلماني في حكومة الأزهري، ووضع بصمات جلية في عهد مايو مليئة بالعطاء، ورفع اسم السودان عالياً كأول شخص من الشرق الأوسط وأفريقيا يحتل منصب رئاسة اتحاد البرلمانيين الدولي، متفوقاً على منافسيه السويدي أركسون والبلجيكي كوفلير، واللذان يعتبران من المؤسسين لهذا الاتحاد، ويعتبر الأب الشرعي لبنك العمال الوطني الذي حمل فكرته من داخل مؤسسة مجلس الشعب التي كان يرأسها، وأسس وزارة الصناعة، وتقلد رئاسة اتحاد العمل السوداني، وله اسهامات في جميع جامعات السودان وعلى رأسها الأحفاد العريقة وجامعة إفريقيا والنيلين وشندي ودنقلامسقط رأسه، والتي قامت بتكريمه بعد وفاته بافتتاح كلية عز الدين للسياحة واللغات، ذلكم الحلم الذي خطط له منذ سنوات، وصادق على فكرة جامعة أفريقيا العالمية، وكان له فضل في اختيار موقعها. مناصب وانجازات تقلد عز الدين السيد عدة مناصب في جميع الحكومات باختلاف أشكالها وأنواعها، حيث كان عضواً في الجمعية التأسيسية الأولي( 1965-1966)م وعضواً في وفد السودان في أعمال الدورة العشرين للأمم المتحدة (1965) وأصبح وزيراً للصناعة والتعدين ثم وزيراً للتجارة والتموين، وأصدر في هذه الفترة قرارات سودنة التجارة الخارجية والتوكيلات التجارية، ثم تقلد رئاسة المجلس الاقتصادي العربي بجامعة الدول العربية، وعضواً لمجلس الشعب الأول، وكان له دور بارز في العلاقات الخارجية، ثم أصبح رئيساً للجنة الشئون الخارجية والأمن بمجلس الشعب القومي الثالث – الرابع (1976- 1981) م، ثم عضواً في عدد من الاتحادات واللجان منها الاتحاد الاشتراكي، ثم رئيسا لهيئة مجلس الشعب بالاتحاد الاشتراكي السوداني (1981-1985)، وأمين العمال ورئيس اتحاد التأمين العربي، وفي1982م انتخب رئيساً لمجلس الشعب الخامس، كما تقلد الرجل رئاسة وادي النيل (1982) م، وعضو المجلس الوطني الانتقالي والمجلس الوطني في فترتين (1996-1999) و(2001-2005 )م وعضو في مجلس الولايات وعضو في مجالس إدارات الغرف العربية المشتركة، والتي تضم عدداً من الدول الأوربية، ورئيس مجلس الصداقة الشعبية العالمية (1999)م، وأصبح أول رئيس عربي مسلم للاتحاد البرلماني الدولي . فوز كاسح عبد الوهاب محمد أحمد رئيس مجلس إدارة بنك العمال الوطني أحد المقربين من عز الدين يروي قصة دخول عز الدين انتخابات البرلمان الدولي، حيث يقول إن الرجل اجتمع بالوفد السوداني والذي كان يضم فاطمة عبد المحمود والفاتح محمد التجاني وحسين أحمد محمود وغيرهم، وحذرهم من عمل أي دعاية انتخابية له، ووجههم بتحديد موعد مع المجموعة العربية التي بمجرد ماقرأ رئيسها سيرة عزالدين الذاتية تنازل عن رئاسة مجموعته لعز الدين، ثم اجتمع بالمجموعه الإفريقية وأصر رئيسها على ترشيح نفسه واستغرق الاجتماع معها يومين ولم يصلوا لاتفاق، حيث كانت رغبة رئيسها الذي بلغ السبعين من عمره أن يحقق حلمه في رئاسة اتحاد البرلمان الدولي، وعندما قابل عزالدين مجموعة عدم الانحياز كان ردهم أن صفقوا له معلنين موافقتهم له، فما كان من رئيس المجموعة الأفريقية إلا أن قال عشت سبعين عاماً وأنا أحلم بهذا المنصب والآن أتنازل عنه طائعاً لذلك الرجل، واعتلى المنصه وأخرج خطابه الذي كان قد أعده قبل الانتخابات واثقاً من فوزه، وبدأ حديثه بالبسملة كأول متحدث مسلم في هذه المنصة . إفطار النواب يقول عنه رئيس مجلس إدارة بنك العمال إنه رجل سياسي إنسان في المقام الأول، يفصل بين المواقع الانسانية والعملية، ويتعامل مع كل الفئات والطبقات ببساطة متناهية، وكان يتناول طعامه مع العمال والسائقين، وعندما كان رئيساً لمجلس الشعب ابتكر عادة إفطار تدفع من ماله الخاص لعشرة من نواب الأقاليم كل يومين من الأسبوع، للتعرف علي مشاكلهم عن قرب، وصاحب فكرة تأسيس أربعة مصارف، ويقول عنه مقربون بأنه يحمل داخله محبة راسخة للوطن، وكان محباً للسلام والوفاق واستمرار الصلات والعلاقات، واتصف بعلاقاته المتميزه مع مختلف ألوان الطيف السياسي . جوائز وأوسمة نال عدداً من الأوسمه والجوائز منها: وسام الدستور- وسام ابن السودان البار- وسام ووشاح الجمهورية- وسام الانجاز السياسي- وسام منليك الثاني من الطبقة الأولى من أثيوبيا- ووسام الجمهورية من بلغاريا ورمانيا- ونجمة الإنجاز- وحصل على جائزة التميز البرلماني العربي لفئة أفضل رئيس برلمان، وخلد تجربته في كتابه (تجربتي مع السياسة) وله كتاب آخر تحت الطبع (الطريق إلى البرلمان الدولي).