كل عام وأنتم بخير ونحن نتنسم عبق عام هجري جديد وودعنا العام الماضي بخيره وشره على كل الأصعدة العامة والخاصة وأوصيكم بإنشاء مؤسسات تعمل على جرد الحساب وشخصية تعمل للمراجعة الداخلية والخارجية هي مؤسسة تهدف إلى جرد الأعمال السنوية لأي انسان وتقوم على مبدأ حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا وتعمل على أساس الجرد اليومي ثم الأسبوعي والشهري اختمها بالحساب العام للاعمال التي قام بها الإنسان ونصنفها بأنها خيراً أو شراً فهناك اعمال كثيرة يقوم بها الإنسان ولا يلقي لها بالاً ولا يكون القصد منها المعصية ولا الإساءة للآخرين ولكنه يقوم بها كردة فعل في وقت معين ينسى بعدها أن يستغفر او يفكر فيها والانسان دائماً ما يحرص على فعل الخير وهو نهج الانسان العادي صاحب النفس التقية ولكن هناك بعض اصحاب النفوس الضعيفة والحاقدة ضعيفة الايمان تدفع نفسها والاخرين نحو المعاصي: المهم يجب على الانسان المسلم العاقل والمؤمن ان يراجع نفسه وتصرفاته وسلوكه وحديثه لمعرفة اذا كانت تسيء له وتجعله من العاصين لله تعالى ام لا ويحدد نيته تجاه أي تصرف يقوم به ان كان شراً ام خيراً فالحكمة في خلق الانسان ان يعبد الله تعالى وقد قال في محكم تنزيله «وما خلقت الإنس والجن إلا ليعبدون» فالعبادة هي أصل الخلق ولا يمكن ان يصنف الانسان تصرفاته ويربط بعضها بالدين ويترك ما تبقى منها لنفسه ومثلاً الانسان دائماً ما يقصد الله تعالى في عبادات الصلاة والصوم والزكاة ويتجاهل ان بقية حياته للعبادة. وبمناسبة العام الهجري ادعوكم للتدبر والتفكر في ما هو قادم فوضع قواعد ومرتكزات في العام الجديد والانطلاق لحياة جديدة مليئة بالحسنات والاعمال المفيدة للانسان في حياته ومماته وقد جاءتني رسالة من الأستاذ انتوني جيرفس جاك رئيس لجنة الشؤون الاجتماعية بالمجلس الوطني تقول «عام هجري ينادي السائرين إلى الله: أنا عام جديد وعلى عملك شهيد فماذا قدمت ليوم الوعيد وكل عام وأنتم بخير» وهي رسالة تذكر الإنسان المؤمن أن الأيام تشهد على عمله وأن هناك يوم تجمع فيه الاعمال وتحصى ولا تترك فيها صغيرة ولا كبيرة ويجب أن يعد نفسه لهذا اليوم.. لذا قد طلبت منكم في مقدمة هذا المقال ان تقوموا بانشاء مؤسسات للمراجعة وجرد الحسابات لان هناك يوم لا يمكن المراجعة فيه ولا الاستغفار بينما الاحصاء والعد والجرد في الدنيا يمكن الانسان من الاستغفار وطلب الرحمة والعودة الى الطريق المستقيم. مرة اخرى سادتي كل عام وانتم بخير اعاده الله علينا والسودان ينعم بالأمن والاستقرار والنماء.