جال مناطق السودان المختلفه من غربه وشماله ووسطه، ورسي به المقام في شرقه والياً على كسلا التي جاءها في ظروف عصية، حيث كانت الولاية الوحيدة التي حلت حكومتها قبل تعيين الولاة الجدد، وجعله ذلك الوضع في موقف تطلب منه العمل كوزير لجميع الوزارات، ومعتمداً لكل محليات الولاية لغياب حكومة الولاية، واستطاع أن يسيطر على الأوضاع فيها، ونعمت الولاية بهدوء أعقبه نشوب الأزمة الأخيرة بين آدم جماع والمسؤولين والموظفين بوزارات المالية، والشؤون الاجتماعية والسياحة إثر إلغاء الوالي لوظائفهم وتحويلهم لمكتب التعليم بالولاية للعمل في مهنة التدريس . النشأة ولد آدم جماع آدم بحاضرة شمال دارفور مدينة الفاشر في فبراير من العام 1954م، في منزل عُرف بأنه قبلة للضيوف وأهل الحاجة، وينتمي لقبيلة الهواري، ووالدته من قبيلة الرزيقات، ونشأ في أسرة نشطت في مجال المال والأعمال، وكان لذلك تأثير في حياته، التي بدأها بدراسة القرآن في خلوة الفكي سليمان بالفاشر، والتحق بالمدرسة المزدوجة وهي أول مدرسة أولية بالفاشر، ومنها إلى مدرسة دارفور الثانوية، وتخرج في معهد الدراسات الإضافية بجامعة الخرطوم قسم المحاسبة وإدارة الأعمال .. وقبل أن ندلف إلى محطات حياته العملية، نتعرف على الجانب الاجتماعي له، فهو متزوج من ثلاث نساء و(عديل) وزير شؤون الرئاسة د.فضل عبد الله فضل، وانجب عدداً من الأبناء وله أحفاد، ولم تحول مشغولياته الكثيرة عن علاقته الحميمه مع أبنائه ومواصلة أحفاده، واشتهر بالكرم الذي شربه من البيت الدارفوري. موقفه ضد نميري التحق بالحركة الإسلامية منذ بواكير صباه في الستينات، وهو من المؤسسين الأوائل للحركة في دارفور، وكان من بين معتقليها الذين حكم عليهم في عهد الرئيس الأسبق جعفر نميري بالإعدام، ونجا بقيام الانقلاب الذي أطاح بنميري، وبرز جماع بشكل واضح ضد قرار نميري بتعيين الطيب المرضي حاكماً على دارفور، وأدي موقفه ذلك إلى تعيين دريج بدلاً عنه، وعرف بأنه قيادي نشط في كل الأجهزة التنظيمية داخل أروقة المؤتمر الوطني، وقبيل أن يتم اختياره والياً نافس في الكلية الشورية للوطني بشمال دارفور، وكان من أقوى المنافسين للوالي وقتها عثمان كبر، وحل ثانياً ضمن خمسة مرشحين. محطاته عمل جماع موظفاً بهيئة المياه، وظهرت اتجاهات أسرته في الأعمال التجارية إلى ميوله الاقتصادية، حيث ولج في مطلع الثمانينات إلى بنك فيصل الإسلامي أحد أهم واجهات الحركة الإسلامية الاقتصادية، وتدرج في العمل بالبنك إلى أن أصبح مديراً لفرع البنك بمدينة الجنينة، وعمل في شركة أبيل العالمية، وأسس مكتبه التجاري الخاص في شارع الحرية، وتقلد منصب المدير العام لشركة دار جيل في الخرطوم، وتعرضت أعماله التجارية إلى انتكاسات كثيرة بأسباب سياسية وليست مالية، حيث أعتقل عدة مرات في حقبة مايو. عقب مجئ الإنقاذ تم الاستعانة به في دارفور محافظاً لرهيد البردي، ثم معتمداً لنيالا أبان فترة الفريق آدم حامد، حيث كانت أزمة دارفور في أوجها ولعب دوراً كبيراً في تأمين دارفور، وإنتقل بعدها إلى ولاية نهر النيل، وعمل وزيراً للتربية، وبعدها فارق جماع العمل الدستوري. وعاد إلى الخرطوم ليشغل منصب المدير المالي والاداري بهيئة الحج والعمرة، ثم مالبث أن أصبح مديراً عاماً للهيئة في فترة وزير الإرشاد أزهري التجاني، وفي ذات الوقت شغل تنظيمياً منصب مقرر أمانة دارفور في المؤتمر الوطني في (2004 )م، إضافة إلى عمله في الحقل الثقافي، وكتب في عدد من الصحف اليومية منها (آخر لحظة) وانتهي به المطاف والياً في كسلا علاقات واسعة اتصف جماع بالوضوح الشديد والصراحة والهدوء، ويقول عنه مقربون بأنه رجل اجتماعي من الدرجة الأولى وكاتب صحفي كانت له بصمات واضحه في الحج والعمرة، وساهم في الكثير من المشاريع الخاصة بالحج، وعالج قضايا الأوقاف، وأرسى النظام المؤسسي، وأخذوا عليه تسرعه بالبت في القرارات خاصة في فترة ولايته في كسلا، ويقول عنه زميل دراسته آدم عبد الرحمن الشهير ب (أدومة) بأن جماع رجل كريم فاضل، ومن الأشخاص المميزين وأخو أخوان وإنسان موزون وحلال مشاكل، ووصفه بأنه أبو الزعماء، وساعد في حل اشكاليات كثيرة، وظل متسقاً مع التنظيم وتعليماته، وكأنه في مرحلة المجند، ويقول نقيب الصحفيين الصادق الرزيقي بأن جماع من الكوادر ذات الكفاءة الإدارية العالية بحكم عمله في المصارف والهيئات المختلفة، وله خبرة طويلة في العمل السياسي والتنظيمي والحزبي، وأهله ذلك الى أن يخطو خطوات كبيرة كوالي في كسلا، وترجم خطواته في مسائل عملية، وأضاف الرزيقي أن جماع يمتاز بعلاقاته الاجتماعية الواسعة، خاصة مع أبناء دارفور، ومحبوب من الجميع ومشهور بالكرم وصارم في قرارته، وعرف عنه سعة الأفق وطيبة الخلق والتسامح . .