مشروع الريان من المشاريع التي ابتدرتها ولاية الخرطوم وتنافست عليها المحليات وهي تعنى بتوفير إفطارات الصائمين المرابطين . مجتمع السودان يعج بالخير الوفير رغم الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها المواطن من ارتفاع جنوني للأسعار، والغريب في الأمر السلع مكدسة في الأسواق ولا أفهم أين راحت نظرية العرض والطلب في هذا السوق العجيب . نحتاج إلى آليات تخفف العبء على المواطنين، فلسان حالهم يقول أموت من العطش والموية بين إيديا . رغم هذا الضيق الشديد وعيش الكفاف إلا أن المجتمع به من التكافل والتراحم ما يدهشك ومثال ذلك مشروع الريان، والذي أعبر عنه في هذا المقال بمسيد الشرطة الشعبية، لأنه كحال كل مسيد يمسي خالياً من كل حبة عيش، ويصبح ممتلئاً عن آخره بكل مقومات الطعام وفي ريان جبل الأولياء شيخ كباشي (منسق الشرطة المجتمعية بالمحلية ) لا يصيبه الوجل ولا الخوف من المسؤولية الملقاة على عاتقه وهي توفير الإفطار لعدد ( 1.101) مرابط من الشرطة والشرطة الأمنية، وأقسام الشرطة الجنائية، والدفاع المدني، والسجل المدني، والمرور، والدفاع الشعبي والخدمة الوطنية . يقوم بتصنيع وإعداد الإفطار مرابطات ومحتسبات الشرطة الشعبية على مدار الشهر الكريم، وبهذا العام يكون عمر المشروع قد بلغ 14 عاماً من العطاء، وتكلفة المشروع لهذا العام تقدر بمبلغ (344 ألف جنيه)، تشكل في كل عام لجنة عليا بالمحلية من الخيرين واللجان المجتمعية واللجان الشعبية، والعديد من الفعاليات والواجهات المختلفة، حيث تحصل 85% من تكلفة المشروع . ما أجمل هذه اللوحة الرائعة التي تعبر عن مكنون هذا المجتمع، إحساس ومشاعر سيدة تأتي في نهار رمضان وتقوم بصنع الطعام في حر النهار دون أجر مادي وهي تشعر بالسعادة وهي ترى عند ساعة الإفطار ما أعدته من طعام أصبح جاهزاً ليتناوله الصائمون، ثم تخرج بهدوء لتذهب إلى بيتها مسارعة ساعات الغروب لتعد لأسرتها الصغيرة طعام الإفطار، وأيضاً من الصور التي تستحق الوقوف عندها شيخ /عوض محمد علي المشهور بعوض سنجة وهو يصول ويجول ويتفقد ويدعم ويكمل الناقص ويحث المجتمع ،وهو دائماً ما يكون رئيساً لكل لجان العمل الطوعي. مجتمع محلية جبل الأولياء تمازج وانسجم وبه الكثير من القيادات التي لا تخطئها العين، مثل حاج عطا المنان عبد الله وآخرون كُثر ولإتحاد المرأة دور آخر غير إعداد الطعام، وهن يقمن بالمساهمة في إحضار السلع عبر جمعيات الأحياء وأيضاً لسان حالهم يقول : يجود علينا الأكرمون بمالهم ونحن بمال الأكرمين نجود، الإتحاد الوطني حاضر والشباب والطلاب، الأخ المعتمد اللواء / جلال الدين شيخ الطيب سمع عن هذا المشروع ولم يكن يدري حجمه حتى عايشه ووقف راعياً له على أرض الواقع ،فامتلأت نفسه بالسرور وثمن دور القائمين على هذا المشروع، وامتدح مجتمع جبل الأولياء الذي يمثل جميع أهل السودان، وتكفل بجعل المحلية لإكمال الناقص من الميزانية وهنا يجب أن نذكر الأخ / معاوية سليمان المدير التنفيذي للمحلية وهو أحد أعمدة هذا المشروع . الريان يستهدف إفطار العيون الساهرة التي تحفظ أمن المواطن وأمواله وممتلكاته.. فالتحية للشرطة السودانية وها هو المجتمع يبادلكم حباً بحب، ووفاء بوفاء، وحقيقة لقد أصبحت الشرطة في خدمة الشعب .