صادف يوم أمس الذكري الحادية عشر لرحيل نجم المسرح السوداني وملك الكوميديا الفاضل سعيد الذي إرتحل جسدا وظل بيننا بإبداع لا ينضب وبكل تأكيد أنني وان كتبت معلقات فلن أستطيع القول من هو الفاضل سعيد ، ولكن ابنه مجدي الفاضل يستطيع علي الأقل أن يعطينا بعض الصور من حياة فقيدنا الكبير ، لذلك اتنازل له عن هذه المساحة لنطالع معا حروف الابن البار في حق والده الذي والد للجميع .. كتب مجدي الفاضل سعيد يقول: انه ولمن تصاريف الاقدار ان تومض 11 عاما كبرق خاطف اطل من ثنايا طيات عطاء تراكم 60 عام يأخذ من ارض طيبة ندى مياهها العذبة النقية المنسابة ومن تيراب اسمرها تبر..الزول ..ليرش ويغسل وجهه ..الزول ..الطيب سحبا تهطل عطاء لا ينقضى فيضها ولا ينضب وانه بعد 11 عام وحينما انتبهنا فجاة ان ارضنا صارت يبابا ... وانا مازلنا بعد لم نرتوى ها نحن.. اشتهينا هدير رعد العطاء ..وان يا مطيرة الفن ..صبى لينا فى عينينا..صداها يتردد وان غادرت السحب فى يوم جمعة كان كما تمني ألا يموت الا على خشبة المسرح..ويا لهذا التمني..أمنية محب لمحبوبته خشبة المسرح..وعد زاوج كاثوليكى..وقد اخترت قدرك..وهيا لك ربك العزيز الرحيل مكان ما احببت وأمس العاشر من يونيو يصادف يوم جمعة ايضا ..يوم ان يبست عروق العطاء ..وصارت الذكرى نهر العطاء الذى شققت قنواته وترعه حد الارتواء ونحن على صيامنا هذا ...نتضور جوعا لزمن جميل انت فيه.. قد ولى..وتظمأ انفسنا لضحك جميل رسمته على شفاه مرهقة..وفن جميل نثرته كاريج زهر...ونفطر على صدى الذكريات الندية ايضا ان تكون فينى ..بشهادة الناس لك بانك محب مخلص وانسان..وان تكون فينى بما استودعته فينى من حب وفن وعصامية وقوة شخصية يزداد يوم بعد يوم ..كما الجمام..كما التردة..كما الفولة..كما النبع الذى ينساب بطيب للناس..كل الناس تعلمت منك ان احب ما ستطعت الى ذلك عهدا..وان الوطن كائن يعيش فينا ..لا نعيش عليه وان الفن قيمة انسانية..وفضاء للحرية وبالحرية وكما كنت بالحق ناطقا ..وترسم بحكاياتك ابتسامات على وجوه تنتظر ريشتك لترسم على محياها ابتسامة وضيئة انتظروك فى المدن والارياف والفيافى والحلال فاضلا سعيدا واقتسموا معك لقمة عيشهم وكنت وفيا حينما قلت ان الشعب هو من فتح دارى وبيتى لم تأخذك دنيا بكبر و كنت متواضعا هاشا باشا..كاطلالة الندى على العناقيد ابوى يا يابا....يفتخر بك ابنائك واحفادك الذين اتوا من صلبك ..نحمده ونشكره ان حملو اسمك فخرا وعزا وكبرياء ابوى يا يابا....لن انتحب..وان تحجرت دموعى فى مقلتى..وان انفطر قلبى حزنا..كيف لى..ومحبيك يثقلون كاهلى بما لاطاقة لى به بكل هذا الحب والامتنان ارقد يا ابى بسلام.. تصحبك دعوات محبيك فى هذا الشهر المبارك