ها هو العام الرابع ينقضي ولا تزال الجراح ساخنة.. العصافير لم تعد تشدو كسابق عهدها.. الأماسي تتوشح عباءة من اللون الرمادي.. شموس الصباحات باهتة الضياء..والسنابل ما عادت تهمس في آذان الفراشات التي خاصمت كل زهرة ووردة، كل ذلك لأن الرحيل مُفجع.. الغياب كارثة، وبينهما تنبت أشجار الحزن سامقة وعلى الأفق تلوح تلك الذكريات التي تحكي عن مسار المسرحي الشاعر الشاب مجدي النور الإنسان الفنان.. الذي ولد بمدينة بحري في يناير 1967م. { عزيزي مجدي.. ها أنت تنام مستريح البال.. تغمض جفنيك في راحتك الأبدية..تطوف بمرقدك عصافير الرضا والطمأنينة.. ويتردد على مثواك صدى دعوات الذين أحبوك مثلما أحببتهم.. أولئك الذين أثريت وجدانهم بإبداعاتك الجميلة في مجال الغناء والمسرح.. وأدخلت البهجة في قلوبهم وغسلت من عيونهم الأحزان والأشجان والأسى. { أخي مجدي النور.. ستبقى أنت في وجداني ووجدان هذا الشعب الطيب.. بمواهبك الخلاَّقة. من منا ينسى مسرحية (عجلة جادين الترزي) ومسرحية (مستورة) التي قمت بتأليفها واخراجها ونلت فيها جائزة مهرجان نمارق الأول للفنون، ومسرحية (الحلة القامت هسه) ومشاركتك في فيلم (ويبقى الأمل) الذي ظهرت فيه بلا حوار أو أي كلمة. أما قصيدتك الرائعة (فاجأني النهار) التي تغنت بها مجموعة عقد الجلاد أكدت مدى شاعريتك التي حملت عنوان ديوانك الشعري الأول وبعض الإضافات والإشراقات إخراجاً جديداً في أعمال فرقة الهيلاهوب وفيلم (صهيل العقاب) و(لمسة وفاء) للتلفزيون السوداني. { مجدي النور كان مبدعاً حقيقياً وثاقب الفكرة وعميق الرؤية كثير التأمل وعلى درجة عالية من الخيال والحساسية. اهتم بمسرح المهمشين وشارك في تأسيس جماعتي المسرح التجريبي والنفير المسرحية، الشيخ إسماعيل صاحب الربابة كان مشروع تخرُّجه من كلية الدراما والموسيقى عام 1994م. وفوق هذا وذاك تبقى ذكراك خالدة إلى مدى الدهر وبسمة حنينة وصافية تتسلل إلى قلوبنا بلا استئذان في وداعة طفولية هي إحدى سماتك، بل وإحدى سجاياك وستظل فينا دوماً ما بقي المسرح، عميق الرسالة والرؤية التي ترسم المستقبل المشرق والتي لم تكتمل فصولها بعد. إن غيَّبك الموت إثر حادث حركة، فلتهنأ في مرقدك الأبدي تنعم بالرضوان والمغفرة وطبت حياً وميتاً ولك في الختام (فاجأني النهار). فاجأني النهار وأنا ماشي بيناتا اتساقط باقي حنين لسه عيونك ياها عيونك تكسر باب الدم السري وتجري تنعس عشب القلب وتبكي سماهو فراش يا ناعس بين الخلوة وريحة الصندل فلت الطين النيل قصاها ضفيرتو وشراها رماد وفجا حنين يسري الحلم الموجوع لا بطلع وقت اللقيا ولا بهجرني جواي ضلوع يا مولود مظلوم في رئتك ميّز ريحة المطرة أو اتخيل بيناتنا رزاز أنا حلفت بنات الشجر الماطر ما تنزل صفقة تعري صغير صرصار الليل الماكر همست شجرة لتاني شعاع رباني شاقي الحلة يدخل صُرَّة شافع ويطلع إيقاع نوبة إحنا حفاية في بلدك اتلفتت فوق كتفينا ود العين ندى طار عصفور نبت فيني الريش صفقت جريت فرحان ما تغطيني أنا عرقان من وهجي الفيني