قال صاحبي الشفاف جدا انه وقع في الحب ولكنه خائف من المضي في هذا المشوار الشائك ، حينما سمعت كلماته ، ضربت بقبضتي على التربيزة التي إمامي حتى انبثق الدم ، وقلت للرجل العاشق ان صلاحيته انتهت وان سنه ومركزه لا يسمحان له بالحب فهو ( أبو عيال ) وزوجته امرأة فاضلة عاشت معه الحلوة والمرة حتى استطاع ان يحقق طموحاته ، صاحبي أخذ تنهيد من أعماقه وقال : انه أغلق باب الحب بالضبة والمفتاح لأنه خاف على زوجته وأبنائه من الصدمة ، كما خاف ان يجرح مشاعر الإنسانة التي وثقت به وأطلقت تجاهه صورايخ ناعمة أصابت قلبه في مقتل ، عفوا حكاية خوف صاحبي من الحب ليست موضوعنا اليوم لكن الحكاية تتعلق بالخوف من الفشل وما غيره وهو حسب علماء النفس إحساس عادي جدا غالبا ما يصيب الأشخاص الذين يبحثون عن المثالية في العمل ، تذكرت صاحبنا الخوف قبل أيام حينما أعلنت ملكة البرامج الحوارية أوبرا وينفري عن خوفها الكبير قبل إطلاق محطتها الفضائية المشفرة في الأول من يناير المقبل وذكرت أوبرا بعضمة لسانها انها تخشى من فشل القناة الفضائية التي تمثل أهم حلم في عمرها ، هذه يا جماعة الخير أوبرا وينفري المذيعة الأشهر في العالم تخاف من الفشل ، إما مذيعاتنا في الفضائيات السودانية المتناسلة فهن من طينة اخرى ، لا تعرف الواحدة منهن ( الخوف يا غالي تسرح طوالي ) ، المهم ان تطل بطلعتها ما شاء الله عليها على الشاشة وليس مهما ان تكون فاشلة أو حتى متنيلة بمليون ستين نيلة ، والشيء الجميل جدا ان بعض المذيعات والمذيعين في قنوات معينة ما زالوا يعتمدون على طرق بالية في التقديم ، حيث تجد المذيع الهمام يفنجل عينه ويحمل ورقة ليسأل ضيوفه إما المذيعة فتجدها منشكحة وهي تحمل قصاصة تستقي منها الأسئلة وهو اسلوب لا يوجد حتى في أتعس المحطات الفضائية في العالم ، على فكرة لاحظت هذا السيناريو في قناة ( قون) من قبل بعض الوجوه الإعلامية نساء ورجال ، ولأنني أحب صديقنا رمضان احمد السيد في الله ، الفت نظره إلى إيجاد طريقة لتهميش مثل هذه المشاهد غير الحضارية ، خصوصا من قبل المذيع قصير القامة ذو النظرات المشتتة وكذلك المذيعة منفوخة الجسد التي تحاور الضيوف وهي ممسكة بقصاصة ورقية بين يديها ، لكن عموما دعونا من مذيعاتنا الجسورات واللائي لا يعرفن الخوف من الفشل وتعالوا نعقد صفقة مع الخوف لانه بحمد الله وجلت قدرته سيكون ابرز الملامح المقبلة في السودان ، واجزم ان 99.9 في المائة من السودانيين شماليين وجنوبيين خائفون من التداعيات التي يمكن ان تحدث جراء الانفصال الذي أصبح واقعا لا يعرف الخوف ، واقع جميل جدا ، وحتى نبدد شبح الخوف من حياتنا علينا من الآن فصاعدا رفع عقيرتنا بالغناء ( الخوف يا غالي تهرب طوالي ) . آخ يا قلبي لا تحزن .