٭ أذكر ذات مساء اتصل بي العملاق الراحل محمد وردي يطلب مني استكمال أغنية كتب مطلعها ولكنه لم يقدر على استكمال بقية مقاطعها الشعرية، وعندما أحس بأنني ترددت قليلاً في الإجابة عليه خاطبني قائلا: أرجوأن ننسى ذلك الزعل القديم الذي كان.. فنحن بينا (عصافير الخريف) وأخواتها (أعز الناس) و(يا راجياني) وعشرة لا ينكرها عزيز.. وأضاف: دعنا نغني لهذا الشعب السوداني العظيم، نمنحه اتكاءة من الأغاني ليستريح عليها.. دعنا نتقاسم هذا الشرف.. بعدها بساعات أكملت له بقيه الأغنية فكانت (نجفة). ٭ هل تعلمون أن أول من نفذ فكرة العلاج عن طريق الموسيقى على المرضى المصابين بانتكاسات نفسية هو الدكتور الراحل التيجاني الماحي، وذلك بالرغم من معارضة شرسة واجهها من زملائه المتخصصين في مجال الطب النفسي، بإعتبار أنها تجربة لن يكتب لها نجاح، لم يعبأ الدكتور الماحي بإعتراض قام به زملاؤه من الأطباء، إنما واصل تجربته على عدد من مرضاه، فحقق نجاحاً باهراً جعل معظم الأطباء من البريطانيين يطلقون عليه لقب (الطبيب عازف الأوتار). ٭ هاتفت والدة وزير سابق أحد الصحافيين المعارضين لسياسة ابنها، هاتفته قائلة: لقد لاحظت أنك لا تنشر إلا صوراً عليها تكشيرة حادة لوجه ابني الوزير، ترى ما هو الذنب الذي جناه حتى تتعامل معه بهذه الطريقة التي لا تليق بمنصبه الحكومي؟ رد عليها الأستاذ الصحافي قائلاً: يا سيدتي أرجو أن تنصحي ابنك الوزير أن يبتسم أمام الكاميرا حتى يتسنى لنا أن نتحصل له على صورة وجه باسم، وأضاف: يا سيدتي هل تعلمين أن ابنك الوزير كان قد وعد ناخبيه من أبناء قريته أن يبني لهم المدارس والمستشفيات، ويعمل على تلبية رغباتهم للحصول على حياة كريمة، إلا أن آمال المواطنين تحولت كلها إلى (كرش) ممتدة محشوة بألوان من الدجاج المحمّر والمنام بين أحضان المكيفات الباردة. ٭من يصدق أن العالم الفيزيائي الكبير (البرت إنشتاين) كان طالباً بطيء في الكلام، بطيء في تحصيله الدراسي، إلا أنه جاهد وثابر إلى أن تمكن من وضع نظرية جعلت العالم كله مجرد كرة على اليد، وأنا من هنا أقول لأبنائي وبناتي من الذين لم يتمكنوا من الحصول على مجموع يؤهلهم للإلتحاق بالمدارس العليا، أقول لهم تذكروا دائماً أن هناك فرصة أخرى تنتظر، فخذوها وأجعلوا منها جوهرة لنجاح قادم، وعليكم أن تعلموا أن الفشل ما هو إلا محطة عبر من خلالها كثيرون من عباقرة توقف عندهم التاريخ. ٭ تفاجأت بالشاعرالكبير عبد الرحمن الريح يجلس بمكتب الموسيقار الراحل برعي محمد دفع الله بالإذاعة، قال له برعي حين رآني: أعرفك بالشاب الشاعر القادم من مدينة كسلا، دخلت في حالة من التوهان وأنا بين مكذب ومصدق أن أكون جالساً في حضرة شاعر تعلمت منه الكلمات أن تصبح شعراً، فجأة طلب مني قيصر الغناء أن أقرأ عليه كلمات أغنيتي (إنت يا الأبيض ضميرك) وحين وصلت إلى المقطع الذي يقول : (الدموع السايلة مني .. يا ما سالت حرقتني) ، قال يسألني : كم عمرك الآن؟ فقلت له أنا علي أبواب العشرين، فقال باسماً: أؤكد لك إنك حين تصل إلى عمري أنا فإن على الخرطوم أن تستعد للغرق في مناحات من أغنياتك. هدية البستان يا راجياني وما ناسياني ياما الغربة بتتحداني وأنا بتحدى الزمن الجائر لو في حبك بتحداني