عندما يُقر ويعترف أيما مسؤول في السلطة بالفشل.. في برنامج أُوكل إليه وتقدم بالاعتذار للشعب، يعتبر فخراً ودرساً جديداً قيماً في حياة الساسة السودانيين علي وجه الخصوص.. فإن اعتراف واعتذار رئيس المجلس الأعلى للبيئة بعدم مقدرة المجلس على نقل النفايات أمر مقبول لحد ما ولكن.. غير المقبول أن يستمر الحال هكذا في عاصمة البلاد، حيث أكوام القمامة والنفايات تتراكم في الشارع العام والأسواق وداخل الأحياء مع نزول الأمطار وإحداث روائح مقززة، تسببت في توالد الباعوض والصراصير والذباب وكل أنواع الهوام الضارة بصحة الإنسان والحيوان، وأن مبررات عدم نقل النفايات وفي هذه الفترة الخريفية بالذات غير مقبول تماماً، خاصة وأن الأمر متعلق بالصحة ويحدث الأمراض الوبائية للمواطن، ويا ليت كل إقرار بالفشل تصاحبه استقالة حتى ترسى أدبيات الاستقالات، وتكون عبرة لمن أراد أن يعتبر. النفايات مضرة، ولها فوائد إذا أعيد إنتاجها بطرق علمية لتحافظ على صحة البيئة، ونفاياتنا المحلية أقل ضرراً من النفايات عابرة البحار فإنها معدة تماماً للهلاك، نرجو من المسؤولين إيقافها حتى لا تصبح البلاد مكباً للنفايات، النفايات المحلية مقدور عليها .. أقرعوا الجايات.. نناشد كآفة المواطنين بالتضامن مع وحدات صحة البيئة، واستقطاع جزء من وقتهم وقوتهم واستنفار طاقاتهم، لتنظيف العاصمة وإزالة أكوام القمامة الشامخة كالجبال، حتى لا تحدث كارثة بيئية وأوباء، وتغزوا البيوت جيوش جرارة من الحشرات الضارة، لأنها مهدد حقيقي للصحة وخطر قادم للجميع، مع انعدام القوة الدفاعية للمواطن، وعدم تأهيل المستشفيات لتستقبل الحالات الوبائية لا سمح الله، فلنرفع شعار لا لأكوام القمامة والنفايات والنظافة من الإيمان.. والاستقالة مطلب شعبي . والله المستعان