٭ أجمل طرفة وعمرها يوم واحد فقط أن أحدهم ، في مجموعة على (واتساب) علق على تخوفات وزيرة الاتصالات د. تهاني عبد الله عطية من تسرب المياه لمركز البيانات الوطني الموجود ببرج الاتصالات، جراء ارتفاع مناسيب النيل. ٭ تعليق المذكور وكان غاضباً من الحكومة ، كتب (الحكومة دي غرقتنا في فصل الخريف كمان عاوزة تغرق معلوماتنا) .. وبالفعل الأمر يبدو خطيراً للغاية ولك أن تلحظ عزيزي القارئ حالة الرهبة التي بدت على الوزيرة. ٭ د. تهاني ، دقت ناقوس الخطر وقالت (كل يوم يدنا في قلبنا لأن الحكومة الإلكترونية ببساطة ح تقيف)، وذلك لأن مركز المعلومات الرئيس يقع تحت أرض برج الاتصالات، (بدروم). ٭ آخر ماكنت أتوقعة أن تحاصر الطبيعة الحكومة ، لتشل أطرافها ، ولتوقف نبضها.. حديث الوزيرة يُوحي بأن المياه اقتربت من البرج الذي تباهي به الحكومة أو ربما وصلت ال (بدروم) بالفعل ، كما حدث في أحد المشاريع العقارية القريبة من النيل. ٭ قد يسارع بعض الخبثاء لتفسير أن البرج به بعض العيوب الهندسية ، لكن بكل تأكيد هذا ليس صحيحاً بعد أن استوثقت من ثلاثة من المهندسين الكبار أمس ، أكدوا درجات التأمين العالية للبرج. ٭ بحثت في السيرة الذاتية للوزيرة على الإنترنت ، ووجدتها متخصصة في الهندسة الكهربائية ، ودراساتها العليا في نظم المعلومات والاتصالات ، وليس هندسة المعمار وبالتالي واضح أن حديثها من باب حرصها على وزارتها التي تعتبر (قلب) الحكومة. ٭ صرخة عطية يجب أن يسمعها الجميع ، فقد قامت بمجهود كبير جداً ومقدر منذ كانت وزيرة للدولة بذات الوزارة ثم عززت فيها الثقة بترفيعها لمنصب الوزير. ٭ أنجزت وزارتها خطوات بعيدة في مشروع الحكومة الإلكترونية ، التي دشنها نائب الرئيس وظل يولي المشروع اهتمامه ، كما أن مشروع التحصيل الإلكتروني الذي تشرف علية الوزارة وهو من أهم مشروعات الدولة بدأ يطهر الحكومة من درن (التجنيب) و(الفساد). ٭ من الخطوات الجادة لتهاني كشفها عن خطة لإنشاء مركز متكامل للطوارئ والإنذار المبكر عبر الأقمار الصناعية تحسباً لأي طارئ في المستقبل. ٭ تابعت د. تهاني في مداخلة لها بالتلفزيون مساء أمس، شرحت الفكرة بشكل أوسع من تصريحات البرلمان ونوهت إلى أنه حتى ولو حدثت مهددات طبيعية لمركز البيانات فخدمة الحكومة لن تتعطل نسبة لوجود نسخ احتياطية وأكدت أن البرج في مأمن. ٭ التحسب واجب فكل شيء وارد ، وقد أعجبني تحسب الحركة الإسلامية على لسان أمينها العام الشيخ الزبير أحمد الحسن لأي وضع بعدما جري في تركيا.. ولا ننسى أن الأوضاع تشير إلى أن فيضان هذا العام سيفوق منسوبي 1946م و1988 الشهيرين. ٭ ومهما يكن من أمر حسناً فعلت الوزيرة عندما دقت ناقوس الخطر ليكون حديثها بمثابة إنذار مبكر، فالمياه قد تقترب من (المعلومات) وليس (الطرقات) ، وقطعاً هناك فرق.