يجب ألا نعطي ياسر عرمان حجماً أكبر من حجمه، ودوراً غير دوره، ونقول إنه قد أفشل مفاوضات أديس أبابا حول وقف العدائيات ومايلحق بها من عمل إنساني، فالحقيقة القديمة المتجددة والتي لن تتغير هي أن عرمان في الحركة الشعبية الأم بقيادة قرنق والحالية الملحق بها عبارة قطاع الشمال، دوره واحد بأن يقفز مثل الأسماك التي تقفز فوق الماء، لا لشيء إلا لتقول إنها موجودة وكذلك عرمان يقفز ليقول مايقال له، ولا يضيف حرفاً له ولا ينقص ونعرف كيف احتضنه قرنق في حياته وبرمجه على هذا الدور ليستخدمه خلال سنوات حربه ضد الحكومات المتعاقبة على حكم البلاد ليبرز حركته بأنها حركة تضم أبناء من الشمال، وظلت هكذا مهمة عرمان طوال سنوات ماقبل نيفاشا، والدليل أنه بعد مشاركة الحركة في الحكومة في أعقاب اتفاقية نيفاشا لم تمنحه اية حقيبة وزارية بل دفعت به للبرلمان الذي عندما وجد نفسه داخله لا أثر له، ووجد أن حركته لم تعد بحاجة الى دوره الذي برمجته عليه هاجر فجأة بحجة أنه يريد أن يكمل تعليمه والآن عاد وهو يقود وفد الحركة مع خطين تحت، يقود هذه وهو يعلم أنه يمارس دوره القديم مع إضافة عبارة قطاع الشمال للحركة الشعبية، وقد ذكر أن عرمان كان طوال أيام مفاوضات أديس الأيام الماضية كان كلما ناقشوا بنداً طلب منهم عرمان رفع الجلسة قبل الاتفاق على شيء بشكل نهائي لاجراء مشاورات والعودة، فكان يأتي برأي مخالف ومن هنا أقول يجب ألا نعطي الرجل أكبر من حجمه ودوره، وأن نبحث قبل الجولة القادمة عن أصحاب القرار للتواصل معهم، وأن نسعى لزيادة ضغط المجتمع الدولي عليهم، فالحركات كلها تتنفس برئة دول هي صاحبة قرارها، وأننا لو زدنا من تحركنا الدبلوماسي واستفدنا من مراوغة الحركة الشعبية وغيرها بأن نجعل ذلك سبلاً لزيادة الضغوط الدولية عليهم، سنجعل الجولة القادمة بشكل مختلف مثلما حدث في التوقيع على خارطة الطريق الذي سبقه تعنت، ثم بعد أشهر قليلة وتحت ضغط دولي قوي وقعوا دون أن يتغير في الخارطة حرفاً أو كلمة، بل قال عقار وآخرون لابد من وقف الحرب. آخر الكلام ولابد من إشادة بالدور الكبير الذي ظل يقوم به وزير الخارجية ابراهيم غندور، والدور الذي قام به الفريق طه عثمان وآخرون من القيادات في العمل الخارجي، والذي غير كثيراً من الأعداء الى أصدقاء كما كان الدور الأكبر لرئيس الجمهورية في ترميم علاقاتنا مع الأشقاء في دول الخليج والذين كان لهم دور في تقدم علاقاتنا الدولية.