محمد وداعة يكتب: الامارات .. الشينة منكورة    تطعيم مليون رأس من الماشية بالنيل الأبيض    الخارجية الروسية: تدريبات الناتو في فنلندا عمل استفزازي    مصر تنفي وجود تفاهمات مع إسرائيل حول اجتياح رفح    السوداني في واشنطن.. خطوة للتنمية ومواجهة المخاطر!    العين إلى نهائي دوري أبطال آسيا على حساب الهلال السعودي    إثر انقلاب مركب مهاجرين قبالة جيبوتي .. 21 قتيلاً و23 مفقوداً    "تيك توك": إما قطع العلاقات مع بكين أو الحظر    عن ظاهرة الترامبية    مدير شرطة ولاية نهرالنيل يشيد بمجهودات العاملين بالهيئة السودانية للمواصفات والمقاييس    مدير شرطة شمال دارفور يتفقد مصابي وجرحى العمليات    منتخبنا يواصل تحضيراته بقوة..تحدي مثير بين اللاعبين واكرم يكسب الرهان    حدد يوم الثامن من مايو المقبل آخر موعد…الإتحاد السوداني لكرة القدم يخاطب الإتحادات المحلية وأندية الممتاز لتحديد المشاركة في البطولة المختلطة للفئات السنية    المدير الإداري للمنتخب الأولمبي في إفادات مهمة… عبد الله جحا: معسكر جدة يمضي بصورة طيبة    سفير السودان بليبيا يقدم شرح حول تطورات الأوضاع بعد الحرب    طائرات مسيرة تستهدف مقرا للجيش السوداني في مدينة شندي    تحولات الحرب في السودان وفضيحة أمريكا    هيثم مصطفى: من الذي أعاد فتح مكاتب قناتي العربية والحدث مجدداً؟؟    ترامب: بايدن ليس صديقاً لإسرائيل أو للعالم العربي    تواصل تدريب صقور الجديان باشراف ابياه    إيقاف حارس مرمى إيراني بسبب واقعة "الحضن"    مدير شرطة محلية مروي يتفقد العمل بادارات المحلية    شاهد بالصور.. بأزياء مثيرة للجدل الحسناء السودانية تسابيح دياب تستعرض جمالها خلال جلسة تصوير بدبي    شاهد بالصور والفيديو.. حسناء سودانية تشعل مواقع التواصل برقصات مثيرة ولقطات رومانسية مع زوجها البريطاني    شاهد بالصورة والفيديو.. شاب مصري يقتحم حفل غناء شعبي سوداني بالقاهرة ويتفاعل في الرقص ومطرب الحفل يغني له أشهر الأغنيات المصرية: (المال الحلال أهو والنهار دا فرحي يا جدعان)    محمد وداعة يكتب: شيخ موسى .. و شيخ الامين    «الفضول» يُسقط «متعاطين» في فخ المخدرات عبر «رسائل مجهولة»    للحكومي والخاص وراتب 6 آلاف.. شروط استقدام عائلات المقيمين للإقامة في قطر    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الإثنين    سعر الدرهم الإماراتي مقابل الجنيه السوداني ليوم الإثنين    نصيب (البنات).!    ميسي يقود إنتر ميامي للفوز على ناشفيل    لجنة المنتخبات الوطنية تختار البرتغالي جواو موتا لتولي الإدارة الفنية للقطاعات السنية – صورة    صلاح السعدني ابن الريف العفيف    أفراد الدعم السريع يسرقون السيارات في مطار الخرطوم مع بداية الحرب في السودان    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    جبريل إبراهيم: لا توجد مجاعة في السودان    مبارك الفاضل يعلق على تعيين" عدوي" سفيرا في القاهرة    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    عام الحرب في السودان: تهدمت المباني وتعززت الهوية الوطنية    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    مصدر بالصحة يكشف سبب وفاة شيرين سيف النصر: امتنعت عن الأكل في آخر أيامها    ماذا تعلمت من السنين التي مضت؟    واشنطن: اطلعنا على تقارير دعم إيران للجيش السوداني    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    تسابيح!    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    وصفة آمنة لمرحلة ما بعد الصيام    إيلون ماسك: نتوقع تفوق الذكاء الاصطناعي على أذكى إنسان العام المقبل    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    تداعيات كارثية.. حرب السودان تعيق صادرات نفط دولة الجنوب    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    الجيش السوداني يعلن ضبط شبكة خطيرة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



نظرية المؤامرة و الوقوف ضد حق تقرير مصير شعب جبال النوبة (9-ج)

التركيبة السيكوسوسيولوجية للرفيق ياسر عرمان و هل هو مفيد أم مضر لنضال شعب جبال النوبة؟
قراءة تحليلية نقدية
Gogadi Amoga/أمين زكريا
أشرنا فى الحلقة السابقة الى تحليل و نقد للرفيق عرمان من منطلق الحقائق و قراءتنا للواقائع و التاريخ ليس من اجل الاغتيال السياسى و لكن أملا فى تقويم و اصلاح اعوجاج الممارسات الخاطئة، و فى ذاك المقال اشرنا الى الجوانب الايجابية و السلبية فى مسيرة الرفيق عرمان النضالية داخل الحركة الشعبية، و وعدنا القارئ الكريم وخاصة ابناء اقليم جبال النوبة/ جنوب كردفان باننا اننا لا نتوانى فى التعبير عما يجوش بدواخلهم من مخاوف بشأن مستقبل اقليمهم الذى ارسلوا له قائدهم الاستلذ/ يوسف كوه مكى و رفاقه فى منتصف ثمنانينيات القرن الماضى للدفاع عنه و لنيل حقوقهم المشروعة بعد محاولات سياسية تجاهلتها كل حكومات المركز، لذلك فان قرار شعب جبال النوبة للنضال السياسى و العسكرى لم ياتى من فراغ بل قدمت فيه كل اسرة دماءا و ارواحا و ممتلكاتا من اجل مستقبل زاهر لهذا الشعب، الذى بدأ يحس ألمين الان، ألم الظلم الذى وقع عليه تاريخيا من المركز و تنظيماته الظالمة و ألم الخوف من قطف ثمرة نضال بذل فيها الغالى و النفيس و دخله بفهم لنيل حقوقه المسلوبة تاريخيا. و فى هذه الحلقة سنواصل بعض تحليلاتنا للتركيبة النفسية و الاجتماعية للرفيق عرمان و تاثيرها على نضال شعب جبال النوبة:-
1- الطموحات غير المنطقية: الطموح حق اجتماعى و نفسى مشروع و غير مشروع احيانا. الطموح هو امتلاك الحافزِ لبلوغ القوَّة. يُريد الأشخاص الطموحون دائماً القوَّة أمّا لأنفسهم أَو للآخرين بغض النظر عما إذا كانت القوة نفسية أو ماديّة أو سلطوية أو عاطفية أو اجتماعية.
يمكن للناس أن يستخدموا قوّتهم المكتسبة لتحقيق هدف معين. يُستَعمل الطموح أحياناً للوصول إلى مثالية شخص يعتبر كقدوة وفي أحيان أخرى يتطوّر إلى علاقة وثيقة التطرّفيةِ.. و لهذا فان محاولة تقمص عرمان لشخصية الدكتور جون قرنق و قادة و مفكرين قرأ لهم عرمان، حولت طموحاته الذائدة بعيدة المقارنة و مع كارزيما د. قرنق و ثقافته و علمه و علاقاته المحلية و الاقليمية، الى بارانويا جعلت منه شبيه بالشخص الذى يرتدى "كرفته و هو عار تماما"، لذلك فان الارضية التى يعزف عليها فى قضايا الهامش و خاصة جبال النوبة هى للاستهلاك السياسى خلاف ما يحركه من عقل باطن، و طالما ان ذلك لم يواجه بنقد داخلى و من ابناء جبال النوبة و أعضاء الحركة الشعبية فان ذلك يشكل عنده مصدر دفع بارنويى (من البارنايويا= داء العظمة) متوهما انه نبى النوبة فى الارض، و بالتالى من وجهة نظر عرمان المتوهمة انه ادرى بمصالح النوبة اكثر من النوبة انفسهم و لقد استغربت من حديث مسجل و مصور ألقاه عرمان فى زيارة الاخيرة لامريكا فى مظاهرة امام الامم المتحدة، قال فيه بالحرف الواحد ان القائد يوسف كوه قد عينه قائدا بمنطقة جبال النوبة و هو مسئول عن هذا الملف!!! و لا تفسير لذلك الا ان عرمان يرى ان النوبة غير مؤهلين للمدافعة عن قضيتهم او انه يفهمها اكثر منهم.
و السؤال لماذا حمل النوبة و تنظيم الكومولو خطابا للقائد الاستاذ/ يوسف كوه لمقابلة د. قرنق فى الثمانينات، و اين كان عرمان حينما حمل النوبة اسلحتهم من الثمانينات الى وقتنا الحاضر، و هل لولا نضال النوبة لنيل حقوقهم المشروعة ميدانيا فى الاراضى المحررة و الداخل و الخارج ان يتفاعل الشعب و المجتمع المحلى والاقليمى و الدولة مع قضيتهم، فلماذا كانت كل التضحيات التى قدمت ان كان المسيح المنتظر عرمان صاحب الحق الالهى موجودا و بامكانه حلها كما يدعى؟!، فزيارات عرمان الاولى فى سبتمبر 2011، و الثانية فى ابريل 2012م للولايات المتحدة الامريكية كانت خصما على نضال النوبة و تعويما لقضيتهم الجوهرية، بل كان تسويقا لشخص عرمان و تعويما لقضايا المنطقتين، ففى المقابلة الاولى لعرمان للكونغرس الامريكى فى 22 سبتمبر 2011م، كانت جهات امريكية قد طلبت منى توضيح و اوضاع الابادة العرقية و القتل و الاعتقالات و تدمير المنازل و الوضع الانسانى للنازحين و اللاجئين و كانت لنا من المعلومات الميدانية التى تأتينا يوميا من كل جبهات القتال و المدن و القرى فى جبال النوبة منذ قيام الحرب، بل كان ابناء جبال النوبة بامريكا و بعض الدول الاخرى و خاصة اروبا و استراليا و كندا اول من ساهم و بادر فى شراء احدث معدات الاتصال و غيرها و ارسالها للمناضليين، و بالنسبة لنا فاوجههنا مألوفة داخل الاروقة الامريكية بما فيها الكونغرس الذى بامكاننا مقابلة اعضائه او الاتصال بهم فى اى لحظة، و كما ان المعلومات الموثوقة التى تاتينا يوميا تصل لكل المؤسسات الامريكية، فكان اقتراحنا ان يأتى و فد من جبال النوبة كشهود عيان و سنكون برفقتهم لعكس الموقف فى امريكا، و اتفقنا فى اتصال مباشر مع القائد الحلو على تاجيل الشهادة فى الكونغرس الى يوم 22 سبتمبر 2011م لكى يتمكن و فد جبال النوبة من اكمال اجراءات التاشيرة التى وعدنا بتذليلها اذا كانت هنالك بعض الصعوبات، و اتفقنا ان يحضر الوفد برئاسة نيرون فلب و آخرون على ان يحاول الوفد حضور المظاهرة المقامة امام الامم المتحدة فى منتصف سبتمبر 2011 مع ترتيب بعض اللقاءات بالامم المتحدة. و بعد فترة نفاجنأ باتصال من الرفيق عرمان يؤكد فيه حضوره مع وفد من جبال النوبة لحضور المظاهرة مطالبا نشر ذلك فى الاعلام ، و لكنه بكل اسف قد جاء بعدها لوحدة فى يوم 18 سبتمبر، و لم يقم بالاتصال باى من ابناء جبال النوبة و اعضاء الحركة الشعبية الا بعد يوميين من تقديم ورقته فى الكونغرس و التى نقدتها فى كثير من الاشياء رغم اعتزازه بها، اولا لانها خلت من ذكر شهود عيان و كتابة الارقام و الاحصاءات مما أكد لاعضاء الكونغرس و الحضور ان عرمان رغم انه الامين العام للحركة الشعبية لتحرير السودان الا ان رجله لم تطأ ارض القتال فى جبال النوبة و النيل الازرق حتى يكون شهود عيان، و بالتالى معظم المعلومات التى قدمها كانت انشائية و لم تركز على موضوع الابادة العرقية، و القتل و نهب و تدمير الممتلكات فى جبال النوبة و النيل الازرق، و كان نقدنا الثانى للورقة نفسها حينما طالب فيها عرمان بحظر الطيران الجوى و فى نفس الوقت ذكر فيها صراحة " اننا لا نريد منكم دعما عسكريا و لكن نريد دعما سياسيا" فكانت تعليقات ابناء جبال النوبة هل حظر الطيران يتم بالنبل (جمع نبلة)؟ ثم ان الكونغرس حينما يصوت لصالح حظر الطيران فهذا يعنى اجازة ارسال منصات و رادرات و مضادات و ربما جنود و هو الضمان الوحيد لتنفيذ حظر الطيران. عموما عرمان و قع فى خطأ تاريخى لعدم الدعوة لابناء جبال النوبة بتنظيماتهم الاجتماعية و اعضاء الحركة الشعبية الذين دعموا نضال أهلهم بكل ما يملكون من مال و اعلام و عمل دبلوماسى و اجتماعات ومظاهرات و دعم انسانى فى الوقت الذى لم يقدم فيه اى عضو حركة لم يتنمى لجبال النوبة/ جنوب كردفان و النيل الازرق اى دعم الى وقتنا الحاضر، و أول سؤال و من داخل الكونغرس اين ابناء جبال النوبة و النيل الازرق، فامريكا مصنفة السودان كدولة افريقية و فى تعاملها مع ملف السودان فى القضايا الانسانية و حقوق الانسان و بما فيه حق تقرير المصير تتعامل مع الاقاليم التى تعرضت للتهميش و ليس التنظيمات السياسية فامريكا فى ادبياتها تعاملت مع قضية جنوب السودان و ليس كحركة شعبية بالدرجة الاولى بل كقضية جنوب السودان و قضية جبال النوبة و النيل الازرق و دارفور و أبيي و شرق السودان و النوبيين، و هو احد اسباب ان قوى الهامش و منبرها بالولايات المتحدة الامريكية و امريكا الشماليه تجد اهتماما و اعترافا اكبر من كل المؤسسات الامريكية باعتبارها منظمة مجتمع مدنى و ليس حزب سياسى تناضل مجتمعة من اجل سبعة اقاليم( جبال النوبة/ جنوب كردفان- دارفور- النيل الازرق- شرق السودان- ابيي- النوبيين و جنوب السودان) تعرضت تاريخيا لتهميش كبير
و صل الى مرحلة الابادة العرقية، لذلك الاسئلة التى طرحت من الامريكان الى اى هذه الاقاليم ينتمى عرمان، كانت الاجابة عليها ستكون سهلة ان كان ضمن وفد عرمان ابناء جبال النوبة و النيل الازرق المتواجدين بامريكا، بعدما تعذر حضور وفد جبال النوبة، و لكن عرمان كان يفتخر فى تلك الزيارة حسب بياناته و خطابه بانه اول امين عام للحركة الشعبية و اول مسئول فى قطاع الشمال يلتقى بالكنغرس، و هى معلومة فى جزئيتها الاولى غير صحيحة و فى الثانية تؤكد ان زيارات عرمان مربوطه بطموحاته الشخصية اكثر من القضايا الجوهرية، فابناء جبال النوبة قابلوا تلك اللجان و ارفع منها عشرات المرات، و لديهم من العلاقات فى مستويات عليا، و لكن واقع الزيارات كشف العقل الباطن لعرمان فى الاتى:-
أ- قلق عرمان من مواجهة موقف ابناء جبال النوبة و النيل الازرق و مجموعة كبيرة من اعضاء الحركة الشعبية بامريكا و حول العالم فى فرض تعيين الاستاذ/ أنور الحاج ممثلا للحركة الشعبية لتحرير السودان دون الرجوع اليهم او استشارتهم، بل انهم ارسلوا خطابات لقيادة الحركة و اميلا شخصيا للرفيق عرمان وضحوا فيه الاسباب المنطقية لذلك و سوف نتناول ذلك بالتفضيل فى مقالات لاحقة. اعتبره عرمان انه امر شخصى يهمه هو، لذلك اراد عرمان من خلال نقاش تلفونى طويل معى اثناء وجوده بواشنطن بعد ان قدم ورقته فى الكونغرس نقدته فى نقاط ضعف الورقة و سوء التنسيق ، و لكن هم عرمان كان طى هذا الملف بمحاولة الاطراء لشخصى بقوله انه يكن لى وضع خاص كواحد من المفكرين و القيادات الشابه بالحركة الشعبية لتحرير السودان (مع العلم اننا فى طريقنا للعقد الخامس من العمر)، مشيرا الى ان موقعى الطبيعى المكتب القومى و السياسى للحركة الشعبية و وعد بدعم كامل لقوى الهامش و قدم دعوة لكى اسافر و اقابله فى افريقيا، و رفضت ان يكون ذلك فى الاطار الشخصى و رحبت به ان كان من اجل مراجعة و تقويم التجربة مع اخرين او اذا كان هنالك مؤتمرا استثنائيا للحركة الشعبية لتحرير السودان، و فى نظر عرمان كما أشار الى ذلك فى اجتماع عقده بواشنطن اننا كنا نرغب فى موقع ممثل الحركة الشعبية بامريكا، فكان حوارنا ان هذا ليس الهدف و لكن الهدف هو سلامة الاجراءات و رفض الاستاذ انور الحاج لانه ليس الرجل المناسب فى الزمان و الموقع المناسبين، و تحدثنا عن اقدمية الانتماء للحركة الشعبية و المؤهلات، ليضرب عرمان ذلك بعرض الحائط مستشهدا باقدمية و الاهلية العلمية للحلو على عقار و رغم ذلك فعقار هو رئيس الحركة نتيجة جلسة ثلاثية نترك تفاصيلها لاحقا. فعرمان الذى حاول ان يتجاوز قيادة الحركة بتعيين مكاتب خارجية للحركة و رفض هذا الامر، و حاول فرض انور كناطق رسمى للحركة الشعبية و الجيش الشعبى و ان يكون الرفيق ارنو نقوتلو لودى نائبا، فرفضت قيادات الحركة انور لاسباب منطقية، فأنور لا يعرفه مقاتلى الحركة الشعبية لكى يذوده بالمعلومات العسكرية و الانسانية و السياسية و بالتالى لن يكون مصدر ثقه، ثانيا انور كرئيس للحركة الشعبية بالجزيرة ايهما كان اقرب له حينما تعرض مكتبه لمضايقات هل كان النيل الازرق التى لم تشتعل فيها الحرب بعد ام جبال النوبة التى كانت هنالك مخارج لها عبر السودان و دول الجوار ام القاهرة او امريكا؟ ثم ان زوجته تعمل سفيرة فى نظام المؤتمر الوطنى،!!! و سؤال آخر لماذا اعتقل من ادنى من الرئيس أنور ولم يعتقل هو؟ ثالثا هنالك من الاسماء الافريقية للمناطق و البشر فى جبال النوبة لم يسمع بها انور و لم يستطيع نطقها و على سبيل المثال لا الحصر (أبى و تبانيا و مرنج و أجرن و لويرى و دلوكه و بلنيجا، و اسماء ككمبجو و النمى و كبى و كوبى و كدقاقلة و كمندرا)، أضف الى ذلك المصطلحات العسكرية من رتب و اسلحة و ذخائر ..الخ) فأنى لانور الحاج ان يلم بها، الا اذا كان عرمان يريد انور بوقا له يردد قام عرمان و نام كما تفعل كثير من الاقلام المطبله الان، التى ما فتأت تضع صورة عرمان مع قيادة الحركات فى الجبهة الثورية متجاهلة بذلك صورة القائد عقار و الحلو، و لقد تقدمنا باميلات احتجاج للصحف الى ان عدلت الصورة بحذف عرمان و وضع عقار، و لكن ما زال اصحاب الاقلام المطبلة تنسب اعلاميا اى مجهود ايجابى داخل الحركة الشعبية لعرمان بما فيه توقيع الملف الانسانى لجبال النوبة و النيل الازرق الذى وقعه الرفيق نيرون فلب أجو فى هذا الشهر باديس ابابا.
ب- فى زيارة عرمان الثانية بدعوة عادية من جامعة امريكية فى ابريل 2011، ضخمها بمسمى خارطة طريق بدون اهل الطريق انفسهم فى محاولة ايضا تكرر نفس نظرية ظهور الشخص الواحدone man show و التسويق الاعلامى المضلل فملأت وسائل الاعلام بحضور و فد مكتب نائب رئيس الجبهة الثورية و ثلاثة مساعدين فى ادارته من ضمنهم عرمان، و وصل لمسامعنا حضور احد ابناء جبال النوبة، و كلها محاولات كان عرمان يعلم انه سيكون الوحيد فى هذه الخارطة الطريقية المتوهمة، و عندما سألتنا مجموعات من النشطاء الامريكان ما هى الترتيبات اللازمة التى نعدها لهذا الوفد و خاصة انه لاول مرة سيشارك فيه افراد من جبال النوبة و النيل الازرق، فقلت لهم عرمان سوف يأتى لوحده، و هو ما حصل فى يوم 19 ابريل، و عندها اضافت الاقلام المطبلة ان بقية الوفد سيحضر اجتماع معهد السلام بواشنطن يوم 25 ابريل برضوا قلنا كضبا كاضب و هو ما حصل، و ما كان لعرمان الا ان اصطحب معه بعض الافراد و الشخصيات فى محاولة لسياسة تكبير الكوم و العمل من الحبة قبه، و رجع عرمان دون تحقيق مكسب سياسى او انسانى يذكر، غير تأكيد لاشخاص من داخل النشطاء الامريكان بانه يمتلك العصا السحرية لتوحيد الشعب السودانى معارضة عسكرية و سياسية ان و جد الدعم المناسب، و محاولة جنيف الاخيرة كانت امتدادا لتلك الفسح السياسية ان جاز التعبير، فاذا لم تكن زيارات عرمان قد اتت اكلها فى امريكا و فرنسا و بريطانيا و المانيا فأنى لها ان تثمر بلقاءات سفراء تلك الدول بجنيف و بدون ابناء جبال النوبة و النيل الازرق، و صاحب العقل يميز!!!
ج- الظهور و التصريح الاعلامى: من الطبيعى لقيادات التنظيم من رئيسها و نائبه و امينها أن تعبر عن قضايا الساحة عبر ظهور و تصريحات اعلامية، و لكن دائما التنظيمات لها اسسها و مكاتبها، فالناطق الرسمى هو الشخص الذى يعبر فى معظم الاحيان، فالرفيق عرمان يسرح و يمرح فى التصريحات لدرجة انه يجعل من مهمة الناطق الرسمى تتحول الى ناطق عسكرى، و اذكر بعض المواقف التى كان فيها الناطق الرسمى موجودا بالوفد و ورفيقنا عرمان يكتب بيانا و يوقعه باسمه مشيرا الى ان الوفد يتكون من رئيس الحركة و امينها العام و الناطق الرسمى و اخرين و هو ما حدث فى الزيارة التى تمت لاحد مناطق النيل الازرق فى مطلع هذا العام و التى كادت ان تكون كارثة.
ظهور عرمان الاعلامى غير المؤسس طغى على المؤسسات غير المهيكلة و بالتالى تجد عرمان يلعب دور الامين العام و سكرتير الاعلام و العلاقات الخارجية و احيانا الرئيس و نائبه ...الخ و هى قضايا يرصدها ببساطة كل متابع للعمل السياسى و خاصة عضوية الحركة الشعبية لتحرير السودان و بصفة اخص شعب جبال النوبة.
2- جنون العظمة: مصطلح تأريخي ويعني وسواس العظمة، لوصف حالة من وهم الاعتقاد حيث يبالغ الإنسان بوصف نفسه بما يخالف الواقع فيدعي امتلاك قابليات استثنائية وقدرات جبارة أو مواهب مميزة أو أموال طائلة أو علاقات مهمة ليس لها وجود حقيقي. فهو حالة مرضية ذهانية (مرض عقلي) .يبدو كلام المريض منطقيا، فالبارانويا عبارة عن اعتقاد جازم بفكرة خاطئة فهي حالة نفسيّة مرضيّة يملك المصاب بها جهازاً عقائدياً معقّداً وتفصيلياً يتمركز حول أوهام لا واقعية لها، هذه الأوهام تقنعه بأنه محسود من قبل الآخرين لكونه شخص عظيم ومهمّ للغاية! ومن اشهر من اُصيبُ بهذا المرض فرعون مصر بعد أدعاء الالوهية.
- تعامل الرفيق عرمان مع مخالفيه الاراء داخل التنظيم: يبدو أن النظرة الباروانوية تحركه اكثر من الواقعية و دائما ما يميل اصحاب الباروانيا للافلاس و فقدان المنطق بتعبيرات اذكر منها حوارى مع عرمان بالتلفون حينما كان فى واشنطن بعد ان حاول كل المحاولات ذاكرا انه لا يعمل فى ظل الضغوط ، و يبدوا ان هذه الحالة لا تفرق بين الواقعى و الخيالى، و سوف نقف فى مقالات لاحقه على شكل الاستفزازات التى يكيلها عرمان لمخالفيه الرأى داخل الحركة الشعبية مما تسبب فى خلافات مع بعض الجنوبيين و غيرهم كانت ان تؤدى الى قطع احد اعضائه و سكاكيين و خنق، ايضا سيتم التطرق لمحور الاهتمام الشخصى لعرمان و التلميع الاعلامى حتى و لو كان عبر القنبلة التى سنشير الى مدلولاتها لاحقا، و علمت من كل الذين عملوا مع عرمان عن قرب فى الحركة الشعبية و من خلال ملاحظاتى، ان عرمان يختلق المؤامرات الداخلية و يسوقها من خلف الكواليس لابعاد كل واعى او مستنير او مثقف او مناكف له فى الرأى بالاغتيالات السياسية و التخوين و التخويف و الرفت و إن فشل بالتجاهل و هى من سمات البارانويين، لذلك كل حرص عرمان ان تكون المجموعة التى تعمل معه تتميز بالاتى بصفات:
أ- السميعة yes men و الهتيفة و المطبلاتية و حارقى البخور (كاسرى الثلج) من متعلمين و غير متعلمين.
ب- الفاقد التربوى و الضعفاء (المواسير) و اصحاب المصالح الخاصة من النوعين.
ج- ناقلو الاخبار و حابكى المؤامرات.
د- سطحيو المعرفة الذين يسهل خمهم.
و لذلك فان تقديرات و تجارب عرمان السياسية دائما خاطئة و نذكر على سبيل المثال للحصر:
أ- جدلية مفهوم التوطين:أفضل من كتب فى هذا الامر حسب متابعتنا تقييما و نقدا لتجربة قطاع الشمال فى الحركة الشعبية هو الرفيق عادل شالوكا رئيس ادارة الشباب و الطلاب بالحركة الشعبية فى الفترة الانتقالية. فالفهم الذى وقف عليه الدكتور جون قرنق حول التوطين عبر تحرير القرى و المدن و الاقاليم لا يتختلف فيه اثنيين داخل الحركة الشعبية و الجيش الشعبى و ادبياته العسكرية، واقع الحال بالنسبة للعمل السياسى مرتبط ديمقراطيا بالاغلبية اينما وجدت، فأبناء جبال النوبة داخل معظم مدن السودان كانوا هم الذين ذاقوا اسوأ انواع التعامل من الانظمة فى الخرطوم قبل التوقيع على اتفاقية السلام، و فى الفترة التى تلت اتفاقية السلام كانوا الاكثر عضوية فى كل مكاتب قطاع الشمال فلقد زرت مكتب شمال كردفان و النيل الابيض و سنار و بورتسودان و الجزيرة و الخرطوم و بحرى و امدرمان و فى اطار اهتمامنا بحصر ابناءنا و رغباتهم فى العودة الطوعية كانت تأنتينا تقارير مفصلة عن عضوية الحركة فى كل انحاء السودان، بل زارتنا فى جبال النوبة وفودا من ابناء جبال النوبة بالحركة الشعبية من العديد من الولايات فى شمال السودان اثناء عملنا بالاقليم و فى مأورياتنا للخرطوم تتظلم من ظلم الرفيق عرمان و تفسيراته الخاصة و فى اشارات اخرى ان نصيبكم اخذ فى جنوب كردفان(و هم نفس الذين يدعون قومية الحركة الشعبية)، و شارك معنا فى بعض الحوارات الرفيق ديفيد كوكو و الرفيق رمضان شميله و الرفيق هارون كافى و كلهم كانوا نوابا برلمانيين بالاضافة الى جلسة مصغرة مع عرمان و بحضور الرفيق البرلمانى عمار امون و رمضان شميله فى مكتب الرفيق عرمان قبيل مغادرتنا مع وفده الخرطوم الى شمال كردفان فى عام 2007م، الرفيق عرمان لم يعير ذاك الامر ادنى اهتمام و قادت تلك الممارسات الى ردود فعل عنيفة ظهرت فى الاعلام فى تلك الفترة وخاصة مكتب الجزيرة بقيادة د. جمعة الوكيل و سنار و غيرها. فشل تحليلات عرمان و قراءته المغلوطة و اهتمامه بالاسماء و العشائر كانت سبب تخاذل هؤلاء فى اول امتحان بقيام الحرب الاخيرة فأين ابورف رئيس الحركة الشعبية فى سنار، اين عبدالحميد منعم منصور رئيس الحركة الشعبية بشمال كردفان و اين عدنان التعايشى رئيسها فى النيل الابيض و اين غازى سليمان النائب البرلمانى فى نصيب الحركة الشعبية الذى كان اول من انقلب على عرمان و اين المستشار الاعلامى لباقان و عضو البرلمان و صاحب الكتاب الذى لم يرى النور الاستاذ معتصم حاكم الذى كان لى رأيا واضحا فيه فى اول لقاء به فى جوبا فى يناير 2009م بجوبا مع الرفيق و الحلو و الرفيق كامل كوه ، و القائمة تطول، فهؤلاء الانتهازيين جاءوا الى الحركة الشعبية بعد تصريحات عرمان الاعلامية فى الفترة الانتقالية ذاكرا بالنص من اراد الاستوزار فعليه بالحركة الشعبية، ليتحسر عرمان بعد ان خذله المخلفون من الاعراب فى اول امتحان واصفا اياهم بالذين طعموا من الحركة الشعبية فى الزمن السمح، فما بنى على خطأ لا يمكن ان تتوقع له نتائج ايجابية. و نفس فلسفة توطين عرمان حاول فرضها بامريكا و دول اخرى فالنوبة بلا منازع هم الاغلبية فى الحركة الشعبية و الجيش الشعبى لتحرير السودان، و تم استهدافهم كإثنية فى حرب ابادة عرقية كان من المفترض ان يرأسوا مكتب الحركة الشعبية فى اخطر موقع لاتخاذ القرار فى العالم اى امريكا لكى يعكسوا تلك القضايا بوضوح رغم من قوة عمل تنظيمات المجتمع المدنى اكبر و معترف بها اكثر من العمل السياسى و التى عملت بقوة لابراز القضية، و لكن تكاملهما كان سيدفع بالهدف الى الامام، فجنوب السودان كان و ما زال به المئات من تنظيمات المجتمع المدنى فى امريكا و هى التى حققت ضغطا كبيرا على الادارة الامريكية لان هدفها كان واحدا هو حق تقرير المصير رغم بعض اختلافاتها الداخلية، فلماذا لم يتطاول عرمان على ابناء جنوب السودان آنذاك بفرض و لو شخص واحد فى مكاتب العالم قبل الانفصال و يتطاول الان على شعب جبال النوبة؟!.
ب- حل مكاتب الحركة الشعبية: فى بيان صدر بتوقيع الرفيق عرمان فى 13 فبراير 2012م، حل فيه جميع مؤسسات الحركة الشعبية باستثناء مجلس التحرير، و تكمن خطورة القرار فى الاتى:
- القرار ساوى بين مؤسسات الحركة الشعبية الفاشلة فى قطاع الشمال التى سقط من يدعون بقادتها فى اول امتحان نضالى بعد الحرب التى فرضت على جبال النوبة و النيل الازرق بموسسات الحركة الشعبية بجنوب كردفان/جبال النوبة و النيل الازرق القائمة و التى لم يتخاذل مكونها فى التملص من الحركة الشعبية، و هذه الخطوة احدثت فراغا سياسيا كبيرا و عومت خصوصية الاقليمين السياسية خاصة فى ظل غياب هيكلة غير مكتملة و غير منتخبة( و سيكون لنا تفاصيل اخرى فى هذا الصدد).
- القرار فسر بانه حل مؤسسات الحركة الشعبية جميعها مما احدث ربكة فى الخارج فى التفسيرات خاصة بعد الخطاب الثانى الذى اصدرة الرفيق عرمان استثنى فيه فقط مكتبى القاهرة و جنوب افريقيا ذاكرا بالنص الرفيق كوشيب و الرفيق ابوسعدية.
- القرار الذى ابقى فقط مجلس التحرير كان الاخطر على الحركة الشعبية و كان المفترض ان يركز القرار على حل مجلس التحرير بالدرجة الاولى، لان كثيرا من الذين ساقوا خطا غير خط الحركة الشعبية لتحرير السودان و بقوا بالسودان هم اعضاء فى مجلس التحرير و بالتالى عدم حله سيعطيهم الشرعية و لو نظريا سواء كانوا من قطاع الشمال او جبال النوبة/ جنوب كردفان او النيل الازرق. و الاخطر من ذلك ان مجلس التحرير قبل فك الارتباط مع الحركة الشعبية لتحريرالسودان بجنوب السودان كان يتكون يتكون من 12 شخص من كل اقليم من اقاليم قطاع الجنوب الذى يضم 13 وحدة متمثلة 10 ولايات جنوبية و ابيي و جبال النوبة/جنوب كردفان و النيل الازرق باجمالى 156 عضو من قطاع الجنوب حسب ثقل الاعضاء و الجيش الشعبى، بينما مثل قطاع الشمال اى 13 ولاية حوالى 78 عضو بواقع 6 اعضاء من كل ولاية، كانت فلسفة الحركة الشعبية لاشراك قطاع الشمال بانتخاب افضل 6 اشخاص رغم ان معظمهم جديد على عضوية الحركة، و بعضهم قد يكون غير مأمون الجانب كما اثبتت الايام ذلك، و بالتالى يظل التوازن محفوظا و الاختراق فى أسوأ حالاته محدودا و خاصة على مستوى مجلس التحرير و المكتب السياسى كقمة لاتخاذ القرارات. و لكن ان يبقى اعضاء مجلس التحرير بنسبة 78 عضو من قطاع الشمال و 24 عضو من جنوب كردفان/جبال النوبة هو انقلاب ابيض داخل الحركة الشعبية لتحرير السودان، و هو ما اشار اليه قرار الرفيق عرمان بتكملة المتساقطين من قطاع الشمال و جنوب كردفان/جبال النوبة و النيل الازرق، و كأنه اراد ان يقول الخيل تجقلب و الشكر لحماد، فجبال النوبة/ جنوب كردفان تشكل الغالبية فى الحركة الشعبية و الجيش الشعبى، يليها النيل الازرق، بالاضافة الى ان معظم عضوية الحركة الشعبية فى بقية انحاء السودان و الخارج من ابناء جبال النوبة، فهل هذا أمر يجب السكوت عنه!!!. اذا سكت اعضاء الحركة الشعبية عن هذا الامر فان طموحات عرمان التى سوق فيها نفسه كالآمر و الناهى قد تتحول الى واقع، ففى الغرب و امريكا استطاع ان يسوق عرمان نفسه، و كثير من المسطحين فى الغرب لولا بعض التصحيحات التى نقوم بها من فترة لاخرى يعتقدون ان عرمان هو الناهى و الامر داخل الحركة الشعبية لتحرير السودان/ شمال، و خاصة بالنظرة التحليلية للقرار الاممى 2046 المستند الى تفاصيل الاتفاق الاطارى (عقار-نافع)، الذى يفسر هنا ان يعود بموجبه الرفيق عقار حاكما للنيل الازرق و الرفيق الحلو حاكما او نائبا لجنوب كردفان و هى الوضعية التى يريدها عرمان، فراغ سياسى فى جبال النوبة و النيل الازرق و تعويم خصوصياتهما فى التفاوض، التغاضى عن اعادة هيكلة الحركة الشعبية عبر مؤتمر عام او استثنائى لانه يجب ان يتم فى المناطق المحررة و التى لن يذهب اليها كثير من انتهازيى قطاع الشمال، و لا مبرر للحرب فى اعاقة ذلك و الحركة لها من التجارب لقيام مؤتمراتها فى أسوأ الظروف تاريخيا، ابقاء الوضعية الخاصة بقطاع الشمال و مسمى الحركة الشعبية لتحرير السودان/ شمال هو تأكيد ان عرمان رئيسا لقطاع الشمال الذى يضم 13 ولاية فى حين ان عقار رئيسا للحركة الشعبية لولاية واحدة و هى النيل الازرق و الحلو لولاية جنوب كردفان، و ان افضى اى اتفاق بعودة عقار الى النيل الازرق و الحلو الى جنوب كردفان و مواصلة المشورة الشعبية و عودة عرمان للخرطوم فمهما كانت المسميات ان الرفيق عقار ريئسا و الرفيق الحلو نائبا، سيظل عرمان الذى يتواجد بالخرطوم مكان السفارات و الاعلام و الاحزاب و مكاتب الحركة الشعبية هو الفاعل الاساسى فى ادارة شئون الحركة على مستوى السودان رضى الناس ام أبو!!، لذلك يرى شعب جبال النوبة و عدد معتبر من اعضاء الحركة الشعبية لتحرير السودان ان قيادة الرفقيين عقار و الحلو للمفاوضات و بترتيبات جديدة و الشروع الحقيقى فى اعادة هيكلة الحركة الشعبية و إعادة صياغة المنفستو و الدستور و المؤسسات باسس جديدة هو الحل الامثل لاقناع جماهير الحركة الشعبية لتحرير السودان و مدخل لمزيد من الكسب الجماهيرى. و حتى لا تكرر تجربة نفاشا التى كانت دون طموحات ابناء جبال النوبة و النيل الازرق فى مفاوضات اديس ابابا، و فى ذلك فان الشعب و التاريخ لن يتسامحان فى اى اخفاق جديد. و طالما كانت القيادات العليا للحركة الشعبية و الدكتور جون قرنق قد قاد تفاوضا مباشرا مع على عثمان للعديد من السنوات مبنية على اتفاق مشاكوس فى يوليو 2002م، ورغم قومية الحركة و الدور الكبير لابناء جيال النوبة و النيل الازرق الذى ذكره و ما زال يذكره الرفاق بجنوب السودان و يقدرونه الى الان فى دعم و تماسك و ثبات الحركة و الجيش الشعبى لتحرير السودان وخاصة فى مطلع التسيعنيات و ما تلتها من سنوات، الا ان برتكول مشاكوس كاساس لاتفاقية السلام الشامل استهدف 5 قضايا رئيسية:
1- قضية السلام العادل و فشل فى ذلك، لان التطبيق لم يكن صادقا من المؤتمر الوطنى و قاد الى الحرب مرة اخرى.
2- الوحدة الطوعية عبر ممارسة حق تقرير مصير جنوب السودان و فشل فى ذلك على مستوى السودان، و نال الجنوب استقلاله بنسبة بلغت حوالى 99%، و ما زالت العديد من القضايا عالقة و محل تفاوض الان، و حق تقرير المصير كفل لشعب جنوب السودان دون غيره، و هو ما يؤكد بان الحركة الشعبية لتحرير السودان مع المحافظة على قوميتها الا ان خصوصية حقوق الجنوب منذ 1955- 2011م كانت الاولوية لنضال شعب جنوب السودان، لذلك الذين يحالون تعويم القضية و يخفون الناس بعدم تقديم خصوصية الاقاليم لم و لن يقرأوا التاريخ النضالى داخل الحركة الشعبية، فشعب جبال النوبة كان سعيدا ان ينال الجنوب استقلاله لانه يعمل تفاصيل العمل المشترك لتحقيق الحقوق المشروعة، و باختصار فان شعب جبال النوبة/ جنوب كردفان شارك فى هذا النضال الطويل لمسببات اهمها: الاهمال التنموى( التنمية بمفهومها الشامل اقتصاديا و سياسيا و اجتماعيا و خدميا ...الخ) و سياسة الاسلمة و التعريب القسرية( طمس الهوية للسيطرة سياسيا) و الابادة و الابدال السكانى و السيطرة على الموارد و نهبها و استغلالها فى اقاليم اخرى و لاغراض اخرى، لذلك يجب التركيز فى اى حوار على القضايا الجوهرية.
3- قضية الديمقراطية و التعددية كاحد مرتكزات مشاكوش و فشلت كذلك، فرغم وجود جنوب السودان قبل الانفصال كقوة سياسية و عسكرية كبيرة الا انه نتيجة لتعنت المؤتمر الوطنى كان هنالك فشل واضح فى قضية الديمقراطية و الانتخابات و التعددية وادراتها فى كل السودان و كانت النتيجة العودة الى الحرب..
4- قضية نظام الحكم: فشلت الاتفاقية فى اعادة هيكلة الدولة السودانية و كيف يحكم السودان و احترام الدستور الانتقالى و كتابة دستور دائم، و لكنها نجحت الى حد ما فى اعطاء الجنوب فى الفترة الانتقالية حكم شبه ذاتى و بنسبة مشاركة 70% للحركة الشعبية و 15% للمؤتمر الوطنى و 15% للاحزاب الجنوبية الاخرى و كلهم كانوا بنسبة 100% جنوبيين، و كما انها نجحت فى اعطاء الجنوب نسبة واضحة فى السلك الدبلوماسى و الخدمة المدنية و الاجهزة التشريعية و الدستورية على المستوى القومى مع تمثيل شكلى لجنوب كردفان و النيل الازرق سواء كان اقليميا او قوميا، و كذلك نسبة 50% من بترول الجنوب و استقلال شبه كامل لموارده بما فيها الحيوانية و الزراعية و الضرائب و الجمارك ..الخ بالاضافة الى الترتيبات الامنية تؤكد ان جوهر الاتقاق اصلا بنى على حقوق شعب جنوب السودان، فلذلك التركيز على قضايا الاقليم على المستوى الاقليمى حتما ستشمل قضايا قومية و ليس العكس سواء كان على مستوى السلطة او الثروة و الترتيبات الامنية ....الخ و تجربة الاكراد فى العراق جديرة بالدراسة.
5- قضية الدين و السياسة: ركز اتفاق مشاكوس الى فصل الدين عن السياسة فى جنوب السودان و ترك الامر على حاله فى بقية انحاء السودان، لذلك اذا كان موضوع الاسلمة و التعريب السياسى و القسرى وطمس الهوية فى جبال النوبة/ جنوب كردفان احد اسباب الصراع فى اقليم جبال النوبة، فهذه الخصوصية قد لا يكون لها اى فى كثير من مناطق السودان.
و لمزيد من التأكيد على ان شعب جنوب السودان كان يناضل من اجل قضاياه الخصوصية التى اوصلته لحق تقرير المصير و الدولة الوليدة عبر برتكول مشاكوس كحق مشروع و كنموذج يشجع شعب جبال النوبة/ جنوب كردفان فى التركيز فى قضاياه التى ناضل من اجلها بدلا من التعويم و التعميم الرجاء الاطلاع على تقرير رويتر الاتى.
http://www.reuters.com/article/2012/07/11/us-south-sudan-midwives-idUSBRE86A0GC20120711
ج- انسحاب عرمان من السباق الرئاسى: رغم تقاطعات علاقتنا داخل الحركة الشعبية، كنا ظننا ان الحركة الشعبية لتحرير السودان هى التى سحبت الرفيق عرمان من الانتخابات الرئاسية التى اقيمت فى عام 2010م، و كنا قد غضبنا كثيرا لذلك و عبرنا عن راينا بكتابة العديد من المقالات و رسالة للرفيق باقان اموم الامين العام للحركة الشعبية، الا انه تأكد لنا من قيادات عليا ان عرمان و بعض من كان يستشيرهم بصورة غير مؤسسية كانوا السبب فى ذلك، مما قاد قادة قطاع الشمال لمقاطعة الانتخابات فى مستوياتها الاخرى و بالتالى كم هو جمهور الحركة الشعبية فى قطاع عرمان الشمالى لا احد يعرفه فى هذا التمرين الذى كان سيوضح مكامن القوة و الضعف و كيفية التعامل معها مستقبلا. تلك الخطوة كان لها ضررها الكبير على مستويات عدة:
- ديمقراطية اتخاذ القرار فى قطاع الشمال: قرار تقديم عرمان كمرشح عن الحركة الشعبية قرار مكتب سياسى قدمة رئيس الحركة الشعبية فى رمبييك، و بالتالى الرجوع عنه يمثل للرأى العام تضاربا و ان عملية بيع و شراء قد تمت و كانت اكثر اتهامات كتاب الرأى العام مصوبة لقيادة الحركة الشعبية بجنوب السودان، و رغم علمنا بالتزوير و بعض تبريرات الرفيق عرمان، الا ان الانسحاب شكل صدمة كبيرة للعديد من جماهير الحركة الشعبية خاصة الذين صوتوا بالملايين لرمز النجمة اى الحركة الشعبية بالملايين فى جنوب السودان و جنوب كردفان و النيل الازرق، غيرها من عضوية الحركة الشعبية فى مناطق السودان الاخرى و التى معظمهم من نفس الاقاليم الثلاثة المذكورة، فالاصوات التى تحصل عليها عرمان كان بامكان اى مرشح من الحركة ان يتحصل عليها، و لكن الرفيق عرمان ما زال مغترا بارانويا ان الجماهير صوتت لعرمان، فالجماهير صوتت لمرشح الحركة الشعبية لتحرير ان كان عرمان و غيره، و بالتالى قطع الجولة الانتخابية سيكون اثرا سيئا على مسقبل عرمان السياسى، بالاضافة الحملة الانتخابية و تمويلها المميز لاكمالها سيظل محل تساؤل ايضا.
- الانسحاب و النظرة الدولية: خيب انسحاب عرمان المجتمع الدولى فى تحقيق اصلاح سودانى سودانى اشبه بالتجربة الكينية و اذا ما اعيدت الانتخابات قد يكون اشبه بتجربة ساحل العاج، فكل المؤشرات رغم التزوير كانت تؤكد عدم حصول اى من المتنافسين فى الجولة الاولى على النسبة التى تؤهله لان يكون رئيسا و الاعادة كانت ستكون من صالح عرمان و قوة التغيير، و كانت فرصة تاريخية لعرمان اذ ان ملايين الاصوات التى حازها من جنوب السودان هم نفس الجنوبيين الذين صوتوا للرئيس سلفا كير و ها هو الجنوب قد انفصل، رغم الحركة الشعبية لتحرير السودان اذا ما وجدت جوا ديمقراطيا معافا و فترة زمنية للبناء و قيادات بمواصفات محددة فهى جديرة بتحقيق انتصار كبير لشعب الهامش و الشعب السودانى بصفة.
قضايا اساسية لتصحيح المسيرة سوف نطرق لها فى الحلقات القادمة متضمنة تساؤلات هل كان عرمان وراء سفر الحلو لامريكا بعد ان مسك فى المعسكر المقرب الذى ضلل الريس آنذاك و ليخلو له قطاع الشمال، و هل حضور عرمان لامريكا شبيهه بحضور الحلو ام سناريو آخر لازالة الضبابية و لماذا عاد بتلك السرعة اى بعد اكمال كورس اللغة الانجليزية، و لماذا لم يرجع الحلو رئيسا لقطاع الشمال و ظل فى معظم وقته بعد عودته بجوبا، ماذا قال عرمان للحلو فى اجتماع كادقلى فى يوم 6/6/2011م و هل كان الحلو سيقع اسيرا فى يد هارون ان استمع لنصيحة عرمان؟؟! و ما هى اراءه فى هذه الحرب بدايتها و منتصفها و التفاوض حولها؟ و ما هى الرؤية القانونية لدستور الحركة الشعبية لتحرير السودان حول قانونية موقع الامين العام وكيفية اختياره؟ و أين وصل مشروع و منفستو الحركة الشعبية للديمقراطية و المواطنة الخالى من الجانب العسكرى و قضايا التمويل و الاستثمارات؟! و لماذا الاستمرار فى معادة الشباب و المثقفين من جبال النوبة أمثال الوزير الشباب صاحب الموقف التاريخى الدكتور عبدالله تيه و الاستاذ عادل شالوكا رئيس مكتب الشباب و الطلاب و آخرين؟.
فحينما يطالب شعب جبال النوبة بحق تقرير المصير فكثيرون يقفون ضد هذا الحق القانونى و الذى اقرته المواثيق الدولية، لانهم يعتقدون ان امتطاء قضايا الاخرين هو اقرب الطرق لتحقيق طموحاتهم المريضة ايا كانت، مع العلم بان حق تقرير لمصير تنطوى فى داخله عدة خيارات و ليس قيام دولة فقط كما يفسره البعض بطريقة خاطئة، فقد يكون حكما ذاتيا واسع الصلاحيات و قد تكون ترتيبات اخرى او قيام دولة، و طالما وضعنا عهدا امام شعبنا الا تجفن لنا عينا امام كل من يريد التلاعب بحقوقهم و مصيرهم فلن نتوانى فى ذلك، و الشكر لكل المتابعيين و المشجعين للطرح، فهلا وضعنا ايدينا و افكارنا جميعا حتى لا نظل السلم الذى يتسلق منه الكثيريين و حتى لا نكون الضحايا الى الابد.
و نواصل..
و ثورة حتى النصر....
Gogadi Amoga
[email protected]
محاضر جامعى سابق- باحث و اخصائى اجتماعى و انثروبولوجى/ أمريكا
الموافق 22 أغسطس 2012م


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.