اليوم السبت وعند الساعة الرابعة عصراً يلتئم بقاعة جامعة السودان المفتوحة اجتماع الجمعية العمومية لمنظمة اتحاد المدربين السودانيين، وهي منظمة تشكلت قبل بضع سنين لخدمة المدرب السوداني ولم شعث المهنة، بعد أن تعذر في ذلك الوقت الحصول على العدد الكافي الذي يسمح بتكوين إتحاد مهني يخدم قضايا التدريب والمدربين في السودان، المنظمة بذلت جهداً مقدراً في النهوض بالمدرب السوداني وبذل الآباء المؤسسون وقتاً وجهداً في تقديم سلسلة من الخدمات التدريبية ابتداء من حلقات التدريب والنقاش والمحاضرات حول كافة الشؤون التدريبية متلمسة طريق تكوين اتحاد مهني على المدى البعيد والإعداد ليوم يتحقق فيه الحلم، بالبحث في الأساسيات التي يقوم عليها الاتحاد من توصيف للعضوية واللوائح المنظمة والرؤى والأهداف، التي نصبو إليها ولم تنس الوسائل التي عبرها يمكن أن يتحقق هذا الهدف السامي. عدم وجود كيان ينظم مهنة التدريب فتح الباب على مصراعيه على فوضى عارمة، ضربت الشأن التدريبي وشهدت سوق التدريب سماسرة من نوع جديد يستغلون اهتمام الدولة في كافة مستوياتها بالتدريب واعتباره حجر الزاوية في اية نهضة مرتقبة، وحقق بعضهم أرباحاً خرافية عبر هذا الباب باستقدام مدربين أجانب لا ميزة لهم ولا خبرات ولا فضل إلا كلمة أجنبي التي ينخدع بها البعض، بل وصلت الفوضى حداً جعل بعضهم يستجلب شباباً يافعاً لا يمتلكون غير مهارة الإبهار التي هي كالزبد يذهب جفاء، قبل أن تنطوي الساعات التدريبية المفترضة. قد لا يعلم البعض أن مدرب التنمية البشرية السودانية ينال تقديراً عالمياً في كافة أصقاع الدنيا، وهو مشهود له بالكفاءة والأمانة والقدرة وفي تخصصات دقيقة ونادرة، وهو مطلوب ومرغوب إلا أنه وقع عليه المثل الذي يقول (زامر الحي لا يطرب) رغم الإعتراف العالمي به. الغريب في الأمر أن الدولة تصدح صباحاً ومساء وتتغنى بالتدريب ولم تعترف حتى الآن به كمهنة مستقلة تستحق الرعاية والاهتمام، وهو الجهد الذي سينبثق عن اجتماع اليوم لتحقيق حلم المدربين بقيام اتحاد مهني ينظم المهنة ويحافظ على حقوق المدرب السوداني، ويخدم قضاياه ويعمل على التطوير.. ولنا عودة.