الحبيب العزيز الأستاذ والصديق الأكرم معاوية، تحياتي واشتياقاتي.. طبعاً طالت وتطاولت كما لاحظ الكثيرون.. فترة بقائي هنا في أمريكا هذه المرة.. وما ذلك إلا لأنني في فترة علاجية تطلبت مني ذلك.. وسأعود بأمر الله متى ما اكتمل أمر العلاج بحول الله. تحياتي لك ولجميع الإخوة الزملاء الأعزاء ودمت.. أخوك عمر الجزلي. هذا نص رسالة بعث بها إليّ الهرم الإعلامي الكبير عمر الجزلي عبر الواتس اب عصر أمس من مقر إقامته بواشنطن، أقوم بنشرها لما حملته حروفها من صبر وألم وأشواق وحنين وأنين يخال لي وكأني أسمعه من بين الحروف. عمر الجزلي يعاني كما كشفت لنا الرسالة.. هناك وحيداً إلا من إيمان عميق ملأ جوانحه، ولأننا عهدناه رجلاً رقيق الحواشي لم يزد على تلك الكلمات التي صور فيها حاله وأحلامه بالعودة السريعة لحضن الوطن سليماً معافى دون أن يشير إلى تقصير من أحد أو يرمي الملامة على جهة، مع أننا جميعاً قصرنا في حقه وجمعينا نستحق اللوم والعتاب، فالجزلي بقامته الإعلامية المديدة وعطائه الإبداعي على مر السنوات يجعلنا مدانين له ومن حقه علينا أن نقف معه في محنته المرضية وأن نرفع الأكف بالدعاء له صباحاً ومساء سائلين الله الشافي المعافي أن يشفيه ويعافيه ويرده إلينا سالماً غانماً، فأمثال عمر في دول أخرى هم من الرموز التي يمنع الاقتراب منها أو التصوير إلا بعد أداء فروض الاحترام، ويكفي الجزلي أن برامجه الإذاعية والتلفزيونية ارتبطت بالتوثيق لتاريخ هذا البلد ولرجاله الذين أثروا حياتنا بالإبداع وصنعوا تاريخاً في شتى المجالات، وهنا لا أتحدث عن (أسماء في حياتنا) الذي حاز على شارة الريادة العربية والأفريقية في البرامج التوثيقية التلفزيونية، وكان موضوع كثير من الباحثين الذين نالوا عبره الماجستير والدكتوراة، بعد أن وثق البرنامج لآلاف الشخصيات أبرزها الرئيس الأسبق جعفر نميري الذي أرسل للجزلي خطاباً يشيد فيه بصوته والحلقات التي قدمت، وما زال البرنامج وصاحبه يواصلان المسيرة بكل نجاح. نحن نتحدث عن (أسماء في حياتنا) وعن برامج أخرى إذاعية وثق فيها الرجل لتاريخ الإذاعة ومسيرتها عبر السنوات باستضافته لصناع تاريخ (هنا أم درمان) من مهندسين وفنيين وإذاعيين وإذاعيات، وحقيقة لا نملك أمام رجل بهذا العطاء إلا أن ندعو له الله بالشفاء التام وأن يعيده لنا سالماً ليواصل مسيرته الإبداعية المتفردة. متع الله ابن السودان البار والهرم الإعلامي الشامخ أستاذنا عمر الجزلي بالصحة والعافية وكل ثانية وهو طيب. *خلاصة القول نتمنى أن نشاهد قريباً على شاشة تلفزيون السودان حلقات توثيقية من برنامج (أسماء في حياتنا) يكون ضيفها عمر الجزلي، لأنه اسم في حياتنا.