تلقيت أمس رسالة عبر الواتساب من الإذاعي الكبير عمرالجزلي يطلب فيها أن نكثر له من الدعاء، ليتعافى من مرضه الذي ألزمه فراش المرض طويلاً بإحدى مستشفيات واشنطن.. ومعروف أن الجزلي كان قد سافر الى هناك مع حرمه لقضاء إجازته، فداهمه المرض هناك، فدخل المستشفى وبقي فيها مدة ثم خرج ولكنه سرعان ماعاد اليها، ولايزال كما قال في رسالته يلزم الفراش داخلها ويحتاج الى دعواتنا حتى يغادرها متعافياً. الجزلي الهرم الكبير يستحق أن نقف معه بالدعاء، ويستحق أن يتواصل معه وزير الإعلام اليوم قبل الغد ليعرف مايحتاجه من دعم وأن تقف معه الدولة وفاءاً لعطائه الطويل من خلال الشاشة والمايكرفون، فالجزلي هو النجم الإذاعي الوحيد الذي صمد واستمرت نجوميته برغم تعاقب أجيال وأجيال، ظل هو بينها النجم الإذاعي الأبرز، واستطاع خلال مسيرته الطويلة أن يوثق للمئات من رموز مجتمعنا في مختلف المجالات، موفراً مكتبة توثيقية تلفزيونية تعد من كنوز الإعلام السوداني.. الشيء الذي جعل النائب الأول السابق الأستاذ علي عثمان محمد طه في فترة وجوده بالقصر يوجه وزير الثقافة السابق بانشاء مؤسسة باسم أسماء في حياتنا، تضم كنوز البرنامج وتحولها الى مطبوعات ورقية وأفلام وخدمات الكترونيه متنوعة، إلا أن مايؤسف له أن التوجيه لم ينفذ، وغادر طه وغادر الوزير الحكومة، وبقي الجزلي في عشمه بأن يجد من ينفذ له الفكرة في حياته، وتربطني بالجزلي علاقة حميمة جداً امتدت لسنوات طويلة كنت فيها ألمس إصرار الجزلي في كل يوم على مواصلة العطاء بلا توقف، وأذكر أنه عندما منع في الأيام الأولى لانتفاضة ابريل عن الإطلالة بحجة أنه من سدنة مايو، قاوم القرار وطل من خلال الشاشة لإيمانه بأن الأجهزة القومية هي ملك لكل أهل السودان، ولا يمنع مذيع فيها من الظهور لمجرد حبه لنظام مضى، وهكذا ظل الجزلي همه وإصراره وحرصه على الاستمرار مكنه من أن يستمر نجماً لامعاً كل هذه السنوات، وظلت تربطه علاقة حميمة بالصحفيين، وأذكر أنه قبل سفره الى أمريكا استضيف في برنامج منتهى الصراحة بقناة الخرطوم، الذي ينتجه المنتج الشاهر هيثم التهامي، ويقدمه الشاب المهذب الموهوب خالد ساتي، فاستنكر في الحلقة حديث المذيعة الشابة سلمى سيد عن النقد الذي يكتب عنها في الصحف، وقولها إنها لا تلتفت لما يكتب عنها، لأنها ترى أن الذي يكتب عن سلمى يجب أن يكون في مستواها، ليقول لها الجزلي الهرم الإعلامي الكبير هذا غرور.. أما أنا فاقرأ كل مايكتب عني واستفيد منه، مثلما استفيد من رأي أي مواطن يلتقيني في الطريق ويبدي لي ملاحظاته حول ماأقدمه للناس من خلال الإذاعة والتلفزيون. آخر الكلام: فلندعو جميعاً للإذاعي الكبير عمر الجزلي، ليعجل الله له الشفاء ويعود للبلاد ليواصل مسيرته المسنودة بخبرة السنوات الطويلة والإصرار على الاستمرار.