الخلع في الحياة الزوجية أن تكون مستغرقاً في الواتساب في حالة حميمة تنسيك من وما حولك، فتفاجئك حرمك المصون بطلب مستعجل لمعرفة سبب ابتسامتك والبهجة «المدفقة» فتتسارع نبضات قلبك وينشف ريقك وتصيبك أم رجيفانة (وهي أعلى درجات الخلعة حسب مقياس ريختر فتكذب وتتحرى الكذب من شدة الخلعة)، أما النوع الثاني من الخلع بين الأزواج فهى أن تصل حرمك المصون الى قناعة، أنك لا تملك مقومات (البعولية) فتقرر مفارقتك فراقاً غير وامق. كل الخلعات أعلاه يمكن تجاوزها بقليل من التكتيك والاجراءات الاحترازية، لكن هناك نوع من الخلعة يفسد فرحتنا بالأعياد ويتسبب في آثار جانبية فظيعة يتمثل في الألعاب النارية. رجل أو أمرأة شاب أو شابة، شخص كبير أو طفل غرير يسير في أمان الله في الشارع، وفجأة يدوى صوت انفجار تحت قدميه فيجفل جفلة تنسي الوقار، وتعذب الروح المعنى، كأنما داعش قد مسته بضربة حرة مباشرة تقطع الخلف وتجعل أوصاله ترتجف، وإذا كان الشخص المخلوع متماسكاً ورابط الجأش فإنه سيستمطر اللعنات على آبائهم وأمهاتهم. ان أي (خلعة) لإنسان مسلم منهي عنها في السنة الشريفة، لكن الأهم من ذلك أن هذه الألعاب النارية خطرة جداً على الأطفال قبل الآخرين، فكم من طفل فقد عينيه أو احترق وجهه أو أطرافه بسببها، هذا غير ماتزرعه من روح العدوانية وعدم الاحترم، لذا نجد أن السماح للأطفال باقتناء الألعاب النارية ينم للأسف عن جهل مطبق، ويخرجهم من دائرة اللهو البرئ ويربيهم على تبديد المال في غير ما ينفع . ترى ماذا سيحدث إذا اقنعناهم بأن يتصدقوا بقيمة الألعاب لاترابهم الفقراء، الذين يحتاجون لها لتطعمهم من جوع أو تكسيهم؟ أليس في فعل الخيرات متعة إنسانية سامية؟ أليس هذا من قيم الإيثار والفداء؟ الأطفال ببراءتهم وصفاء سريرتهم هم أقرب الناس للخير، فلماذا لا نحافظ عليهم ونزرع فيهم القيم الإنسانية بدلاً من روح الشر بسبب عدم التوجيه والتربية الصحيحة؟ نتمنى أن لا نستجلب اللعنات، وأن نحافظ على سلامتهم الجسدية والروحية لنستمتع بالعيد ونتحلى بقيمه الفاضلة.