أضبط ..شحنات من الرصاص و القنابل بأيدي الأطفال !! @ مع مغادرة أول فوج للأراضي المقدسة تبدأ التحضيرات لمناسبة عيد الاضحية والتي تعني مزيدا من المعاناة في ظل الظروف الاقتصادية الطاحنة والأسر السودانية لم تنفك بعد من أسر ديون شهر رمضان المبارك والتي تزامنت معها التحضيرات للعام الدراسي .عيد الاضحية أو العيد الكبير غير (كبش الفداء) هنالك تبعات تلحق به من تجهيزات البيت وكسوة الاطفال و تحضير الخبائز وصناعة الشربوت وكل هذه التحضيرات مقدور عليها ولا يحمل لها كبير هم و في نهاية العيد لا أحد يشكو حتى الفقراء يحمدون الله علي كثير نعمائه ولا يزال المجتمع السوداني يعض بالنواجذ علي التكافل و التعاضد وهذه بعض ما تبقي من فضائل . @ عيد الاضحية من أهم الاعياد الدينية التي تجد عند السودانيين تقديرا خاصا ، معظم زيجات الزواج والختان تتم في هذا العيد الكبير وترجأ فيه بقية المناسبات وتزداد حركة الاسر والأفراد لقضاء العيد في (البلد ) مسقط الرأس أو في البيت الكبير وهذا عبء إضافي من نوع آخر يزداد علي ميزانية الأسر تفرضه المجاملات المادية والعينية وتكلفة الحركة والانتقال .هنالك همٌ من نوع آخر بدأ يؤرق الجميع في مناسبة الاعياد يتعلق بفرحة الأطفال و لعبهم وكيف أنه صار مزعجا و مقلقا بعد انتشار الالعاب النارية Fire works خاصة لعلعة الرصاص والتفجيرات (الفشنك)التي بدأت تأخذ مكانا راسخا في لعب الاطفال وهم دائما لا يعبهون بما تسببه هذه الالعاب والقنابل الصوتية من ازعاج وضوضاء و تسبيب تلوث للبيئة . @ تناول عدد من كتاب الاعمدة في مختلف الصحف اليومية ظاهرة الازعاج الذي اقلق الجميع في عيد الفطر الماضي جراء الالعاب النارية والطلق الناري من باب اللهو واللعب البرئ الذي يمارسه أطفالنا و كيف أن المرضي و كبار السن صاروا يكرهون أيام العيد و تعرضهم ل (الخلعة ) المستمرة وعدم النوم وكيف أن بعض الحوادث تعرض لها الاطفال صغار السن الذين نقلوا للحوادث لإصابات بفعل هذا اللهو الذي صار غير محتمل ومعلوم أن الأطفال يستهويهم تقليد زملائهم و اندادهم والكل يريد أن يثبت قدرته علي عدم الخوف من صوت الرصاص و القنابل الصوتية وإستيعاب جو الحرب وهذا أمر مقصود الغرض منه تفريغ الشحنات الموجبة برفض مظاهر العنف و الجريمة وبيئة الحروب المتمثلة في صوت الرصاص واصوات القنابل وغيرها ليتم شحن عقول ابنائنا بشحنات سالبة خطوة أولي لحمل السلاح والاستعداد للمعارك مهما كان حجمها . @ فشل ما يسمي بعلماء و خبراء التربية في وضع مناهج دراسية تجعل الاقبال علي التعلم و القراءة والاطلاع الذاتي رغبة أولي عند النشء وتلاميذ الاساس ، أصبح الحشو الفارغ في المناهج والمزايدة باسم الدين والاسلام خلق جوا منفرا بسبب الانكفاء علي لساعات طويلة لحفظ طوال السور القرآنية علي حساب بقية المواد و والترويح و ممارسة اللعب مع زملائهم . علماء التربية فشلوا في وضع برامج للعطلات الصيفية والشتوية و ايام الاعياد وهي إمتداد للجو التربوي الذي تشارك فيه الاسرة ، فشل خبراء التربية في وضع العاب تربوية و علمية بديلة لتك الالعاب الساذجة و المزعجة والمتخلفة . علي عاتق الاسر و المدرسة تقع مسئولية مراقبة كيف يلهو الابناء وعلي المسئولين في المحليات محاربة ظاهرة اللعب بالرصاص (الفشنك) المستورد من مصر والصين والذي ندمر به سلوكيات ابنائنا بعملات صعبة أولي بها استيراد كتب مكتبة و مجلات للأطفال وعلي جمعية حماية المستهلك محاربة هذه الظاهرة و تقديم أي مروج لهذه الالعاب الي القضاء بتهمة تسبيب الازعاج العام و حمل الخطر علي الاطفال من أجل عيد بلا زخات رصاص أو فرقعة القنابل الصوتية و عيد آمن لأطفالنا فهلا فعلتم قبل أن يفاجئكم العيد . @ يا كمال النقر ..من يلعب بالرصاص الفشنك حتما سيلعب بالرصاص الحي !! [email protected]