كثيرون سوف يضحكون سراً وجهراً عند قراءة هذا العنوان يا للهول إنشتاين الذي إرتبط إسمه بالعبقرية والذي يعتبره البعض أذكي شخصية عرفتها البشرية ، ألبرت إنشتاين الذي وضع النظرية النسبية الخاصة ، ثم النظرية النسبية العامة ، واللتان تعتبران اللَبِنة الأولي لعلم الفيزياء النظرية الحديثة ، العالم إنشتاين الذي حاز علي جائزة نوبل في الفيزياء في العام 1921م .. نعم أنت أذكي من إنشتاين وكلامي هذا ليس فيه أيُ نوعٍ من الخداع أو التلاعب بالألفاظ وقبل أن أسترسل في كلامي ، ويسترسل شخصٌ ما في الضحك ، دعني أوضح لك بعض الحقائق عن العالم ألبرت إنشتاين الحقيقة الأولي : هي أن إنشتاين حينما كان طفلاً لم يكن ذكياً ، ولم يستطع الكلام إلا بعد سن الثالثة ، وكان يتكلمُ ببطءٍ شديد ، وإستغرق وقتاً طويلاً للتعلم الحقيقة الثانية : كان إنشتاين مشهوراً بأنه يمتلكُ ذاكرةً سيئةً ، فكان لا يستطيع تذكر الأسماء أو التواريخ أو أرقام الهاتف الحقيقة الثالثة : لم يستطع إنشتاين تعلم طريقة قيادة السيارة ، ولم يكن يمتلك سيارة الحقيقة الرابعة : أن إنشتاين لم ينجح في إمتحان القبول للجامعة من المرة الأولي ، بل إضطر الى الإعادة والتقديم في السنة التالية ومع ذلك كان إنشتاين عالماً فذاً ، وعبقرياً قلَّ أنْ يجودَ بمثله الزمان كيف هذا ؟ كيف يمكن أن يكون إنشتاين عبقرياً قلَّ أن يجود بمثله الزمان ، وهو لم يكن ذكياً في صغره ، وكان يتعلم بصعوبة ، ولم يستطع الإلتحاق بالجامعة من المرة الأولي ؟ نعم كل الحقائق السابقة صحيحة ، بالرغم من أنها متناقضة إذن هناك سِرٌّ نعم هناك سِر ، وقبل أن أكشف هذا السر دعني أسألك سؤالاً من وجهة نظرك هل يوجد شخصٌ ذكياً ذكاءاً مطلقاً وهل يوجد شخصٌ غبيٌ غباءاً مطلقاً ؟ إنشتاين مثلاً هل كان ذكياً في كل شئ طيَّب ، قبل أن نجيب عن هذه الأسئلة ، ونكشف السر دعنا نعرف ما هو الذكاء أولاً ؟ يُعَرَّفْ الذكاء بأنه مجموعة من المهارات تمكن الشخص من حل مشكلاته ، كما يُعَّرفْ بأنه مجموعة من المهارات تمكن الشخص من إنتاج شئٍ له قيمة وتقدير في المجتمع ،كما يُعَّرفْ أيضاً بأنه القُدرة علي إضافة معرفة جديدة ، إذن الذكاء بإختصار وببساطة شديدة مجموعة من المهارات التي تمكن الشخص من حل مشكلاته ،أو إنتاج شئٍ له قيمة وتقدير في المجتمع ، أو إضافة معرفة جديدة هذا هو تعريف الذكاء ، ولكن المفاجأة كانت في العام 1983م بجامعة هارفارد حينما كشف عالم النفس الأمريكي هوارد جاردنر ، بأن الإنسان لا يمتلكُ ذكاءاً واحداً ، بل يمتلكُ عدةَ ذكاءات ، وكلُ شخصٍ يتفاوت نصيبه من هذه الذكاءات ، فيمكن أن يكون له ذكاء مرتفع في أحد الأنواع ، وذكاء متوسط في نوع آخر ، وذكاء متدني في نوع ثالث !! ما هذا الكلام ؟! وكيف يعقل هذا ؟ هل معني هذا أنني يمكن أن أكون ذكياً في مجال وغبياً في مجال آخر ؟ الآن جاء دوري في الضحك نعم بالضبط ، يمكنك أن تكون ذكياً في مجال ، وغبياً في مجال آخر ، بمعني أنه لا يوجد شخصٌ غبيٌ علي إطلاقه ، ولا يوجد شخصٌ ذكيٌ علي إطلاقه ، وما الحقائق التي ذكرناها عن إنشتاين منا ببعيد ولكني لا أحب كلمة غبي هذه ، فلا يوجد شخص غبي ، ولكننا يمكن أن نقول بأن هذا الشخص له ذكاء متدني في هذه الناحية ، وهذا أمر ٌ طبيعي ، لأنه في نفس اللحظة سوف يكون لديه ذكاءاً عالياً في ناحيةٍ أخري ،، هذا هو السر ببساطة ، وهو ما يفسر لنا المعلومات التي يبدو من ظاهرها أنها متناقضة ، والتي أوردناها عن العالم العبقري إنشتاين ، وهي ليست متناقضة ، لأنه وببساطة شديدة ، لم يكن إنشتاين ذكياً في كل شئٍ ، ولم يكن عبقرياً في كل مجال ، بل كان ذكياً في مجال ٍ معينٍ ، وذكاؤه في هذا المجال وصل حَد َ العبقرية ، هذا هو السر ببساطة {}{