اقترب عيد الأضحى المبارك ولا حديث للناس إلا عن أسعارها وسعرهم (لانقصد بسعر الناس هنا القيمة المادية) بل نعني حالة القرمة والتفكير المفرط في العضة وكلاهما يفضي الى تفويت الأجر والثواب، ويمنع من التفكير في الغرض السامي الذي من أجله سنت الأضحية وفق عمل سيدنا ابراهيم عليه السلام. ولأن داء البوبار والفشخرة قد انتشر، وتمكن في مجتمعنا فقد تعود الناس على التباهي بأسعار الأضحية باعتبارها مؤشر للقوة الاقتصادية والمكانة الاجتماعية، وهذا ديدن (الهبروا ملو) من أثرياء الغفلة والسطلة مع أنهم يلمعون من مسوح الإسلام الذي يدعونه ليتسلقوا به هامات السلطة والثروة ألا من رحم ربي من الأتقياء الأنقياء. ماعلينا فالله وحده يعلم جهرهم وسرهم ونواياهم، ولنتناصح في مايجب أن يكون في الأضحي ، أول مايجب أن يفكر فيه المضحي هو مرضاة الله عز وجل، الذي لن ينال دماؤها ولا لحومها ولكنه يرى مقدار التقوى التي في القلوب، أملاً ورجاء منا في الاستزادة من الخير ودفعاً للشرور والابتلاءات واللطف فيها فإن استطعت أن تضحي بناقة أو بقرة فذلك أفضل لك لكثرة لحومها التي يمكن أن تصل لأكبر عدد من الفقراء والمساكين، وإن كنت في ضيق من العيش فلا تكلف نفسك إلا وسعها، وأحذر من أن يحبطك عملك إذا فكرت في الأضحية مرضاة لزوجتك أو أطفالك أو حتى خوف وصمة فقر تلحقك من كلام الناس والناس مابتريح. حين تضحي فإن الله ينظر لنيتك وقلبك، فاحرص عزيزي المضحي على سلامة النية ونظافة القلب من حظوظ ومخاوف الدنيا وبوبارها، الذي يجرك للذنوب وتكليف النفس فوق طاقتها، فإذا صفت النية فلا بأس أن تستمتع بثلثها كيف شئت وتتصدق بثلثها وتدخر ثلثها في الثلاجة، وعلى الزوجات أن يتركن هذه الشفقة التي تجعلهن يدخرن كل اللحم فليكن في التصدق بثلث للفقراء كفارة وقربى لله أن ينعم بالصحة والعافية والتوفيق على كل الأسرة، ولن ننال البر حتى ننفق مما نحب، فلا تتصدقوا بالعظام والكراويش وتأكلوا وتدخروا الطيبات وكل أضحية وأنتم بخير.