وضع الهلال قدماً في بداية سلم الصعود لاستلام كأس الممتاز... حقق عبوراً مهماً، وأحدث اختراقاً مثالياً بتحقيق الفوز على هلال الفاشر على أرضه وبثلاثية نظيفة، تأكدت جداره الأسياد بالنتيجة وأحقية الهلال باللقب الممتاز للفريق الممتاز. استعصى الخيالة طوال الشوط الأول وكلف الفريق جهداً شاقاً حتى تلمس المهاجمون الطريق فبلغها ساسا أولاً ثم أردف كاريكا قبل أن يعزز البطاح الثلاثية ويرفع رصيد الأسياد قامة وقيمة طولاً وعرضاً أفقياً ورأسياً نقاطاً وأهدافاً. الشباك الزرقاء واصلت عذريتها وتمنعت على الخيالة مثلما رفضت لبقية الفرق ورفع الهلال رصيده من الغلة التهديفية ليؤكد مجدداً أنه الأفضل هجوماً ودفاعاً وهنا يحق لأن نرفع القبعات تقديراً للثنائي حسين الجريف وعمار الدمازين، فرغم حداثه تجربتهما في عمق الدفاع إلا أنهما شكلا صمام أمان وترسانة كان لها الدور الكبير مع بقية اللاعبين في الانتصارات الأخيرة. رفع الهلال رصيد النقاط وتمسك بالصدارة التي كلما أصبح فجر جديد باتت بعيدة المنال بصورة أوسع على بقية الحالمين وتمسكت بفارسها الذي أدمن عشقاً وعمل على الاستمرار معها حتى نهاية أشواط المنافسه. اتجهت كل أنظار الشامتين نحو الفاشر انتظاراً لتعثر الهلال في واحدة من مباراتي السلاطين وهاهي الأولى تمر بسلام وقد بلغت قلوبهم الحناجر انتظاراً لتعطيل يمنحهم بصيصاً من الأمل رغم أن المركز الثاني لا يزال في كف عفريت. أنهى الهلال المباراة بثلاثية تعد امتداداً للانتصارات الكبيرة التي أحرزها الفريق في الدورة الثانية وهي تسير بمتواليات مستقرة وبعددية كبيرة من الأهداف. يعيش الهلال استقراراً فنياً وثباتاً في التشكيلة ويجد دعماً إدارياً وإسناداً جماهيراً باتفاق كل الأطراف والمكونات على هدف واحد دون التداخل مع بعضها البعض في إطار منظومة متناغمه أفرزت هذه الانتصارات وأثمرت النتائج الممتازة. ظفر الفريق بأهم ثلاث نقاط وبات على مقربة أكثر من الفوز بالبطوله إذا أحسن التعامل مع اللقاء القادم أمام السلاطين والذي يمثل علامة فارقة ومنعطفاً مهما يحدد بشكل قاطع نهاية الموسم لصالح الأسياد على مستوى الممتاز. حسم الهلال لمباراة السلاطين يجعل الساحة معتركاً للفرق الأخرى للتنافس على التمثيل الخارجي عبر المراكز الثلاثة الأخرى وقد وجد المريخ نفسه في موقف لا يحسد عليه في ظل الزحف العنيف والموج الهادر لهلال الرمال ونمور دار جعل. عندما يلعب الهلال في الفاشر يكون للملعب نصيب الأسد ويخصم من لياقة وصحة اللاعبين مع احتمالات التعرض للإصابات. نتوقع أن يعكف الجهاز الفني على علاج السلبيات ومن ثم الإعداد للمباراة الأهم في هذا الموسم وهي مباراة مريخ الفاشر التي تحمل إعلاناً رسمياً ببطولة الهلال وسيادته على كل فرق الممتاز ونرجو ألا يخيب الظن. تحية خاصة للأخطبطوط الكاميروني مكسيم الذي واصل الحفاظ على نظافة شباكه ورفع عدد الدقائق التي ظلت بعيدة عن سهام الخصوم وهو ما يستحق عليه تحفيزاً خاصة من الرئيس الكاردينال. صمود الشباك نتاج لعمل جماعي يبدأ من الدور الدفاعي للمهاجمين ولكن فلنحفز الحارس تشجيعاً وتقديراً وانتظاراً للمزيد من الصمود.