صحيح أنها معركة لتحرير الموصل من قبضة داعش، لكنها أيضاً معاولاً لتهديم ركام المدينة على رؤوس ساكنيها. العتاد الحربي يحاصر المدينة، تمهيداً لحسم المعركة التي ستكون غامضة مثل معركة كوباني وغيرها. في الاسبوع الماضي أعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، ان قطع المدفعية التي ارسلتها فرنسا الى الجيش العراقي قد نصبت في شمال الموصل وباتت جاهزة للاستخدام لاستعادة المدينة. وقال هولاند، أنه تم تركيز بطاريات المدافع في شمال الموصل، وباتت جاهزة للاستخدام لاستعادة الموصل. وكان الرئيس الفرنسي اعلن في يوليو الماضي، ارسال هذه القطع المدفعية الى الجيش العراقي مع مستشارين عسكريين فرنسيين. ويستمر حشد العدة والعتاد،حيث اقلعت حاملة الطائرات شارل ديغول نحو المنطقة المعنية. ويقول هولاند، أن فرنسا، تتحمل مسؤولياتها في كل المجالات، ما دامت حاملة طائراتنا اليوم في طريقها الى المنطقة، ومدافعنا تركزت وطائراتنا تتدخل. من جهته أعلن الرئيس الاميركي باراك اوباما الذي سيغادر منصبه بعد شهور قليلة،ان العملية العسكرية التي تعتزم القوات العراقية شنها ضد تنظيم الدولة الاسلامية لتحرير مدينة الموصل من قبضة التنظيم الجهادي قد تبدأ «سريعا الى حد ما». وقال اوباما قبيل لقائه على هامش اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة في نيويورك رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي: نعتقد اننا سنكون قادرين على التقدم سريعا الى حد ما في عملية تحرير الموصل، كبرى مدن شمال العراق والتي يسيطر عليها الجهاديون منذ يونيو 2014. وحذر الرئيس الاميركي من ان عملية تحرير الموصل، ستكون معركة قاسية فالموصل مدينة كبيرة، مشددا في الوقت نفسه على اهمية التعاون بين القوات العراقية والتحالف الدولي الذي تقوده بلاده ضد الدواعش في سورياوالعراق. وشدد اوباما على ان هدف عملية الموصل ليس طرد تنظيم داعش من الموصل فحسب ، وانما اعادة اعمار المدينة وتأمين المساعدات لابنائها. وأضاف: علينا ان نكون جاهزين لتأمين المساعدات الانسانية واعادة اعمار المدينة . واكد اوباما ان الهدف ليس ضمان عدم عودة تنظيم الدولة الاسلامية، فحسب بل ايضا، عدم عودة المعتقدات المتطرفة التي ولدها اليأس. إذن نحن أمام معركة كبيرة، سيتمخض عنها تحرير المدينة و تدميرها ايضاً، مثلما تدمر مخيم نهر البارد ولم يُقبَض على شاكر العبسي! مثلما تدمرت كوباني، ولا يُعلم ، إلى اين انسحب الدواعش بعد «تحريرها»! مثلما تدمرت بغداد، وطرابلس، ومدناً سورية ويمنية لا تحصى. بعد التحرير يتصدى الطرح الرأسمالي لإعادة بناء كل تلك المدن.. وإليك فواتير إعادة الإعمار، كما رصدتها جهات مالية معتبرة وذات شفافية الكترونية. و حتى كتابة هذه السطور، فإن فاتورة اعمار اليمن، تبلغ مائة مليار دولار، بينما تكلفة اعمار سوريا فهي خمسمائة مليار دولار لا غير. وبينما تبلغ تكلفة اعمار محافظة الأنبار وحدها عشرين مليار دولار،فإن تكلفة إعادة البنى التحتية للعراق كله، تتطلّب ترليون دولار فقط ، وتكلفة اعمار ليبيا مائتي مليار.. أما اعمار السودان، واعمار الصومال، فهو مما لا يُحسب حسابه، وليس له ذِكر في مصادر ورقية أو رقمية، أي أنه من المستورات! بيد أنه، وفي عالم الروحانيات، فقد ورد في خبر بصحيقة التغيير، أن السيد بدر الدين طه، أعلن في شهر يوليو من العام 2013، أن الحكومة السودانية «تتجه» نحو اعادة اعمار مسجد الخرطوم الكبير، بتكلفة قدرها أحد عشر مليون دولار. كان الدولار في ذلك الزمان، يعادل 77 مليار جنيه سوداني فقط، اما الآن، فإذا ما قرر الأُخوان، الشروع في تلك الفرضية الروحانية، فإنهم سيدفعون بالسوداني، ما قيمته حداشر مليون دولار، مضروبة في أكثر من خمساتشر ألف جنيه.. إلهي، يضْربْكُم الضّرِيبْ!