عندما كنا صغار كانت كل الألعاب التي نمارسها تغطي احتياجاتنا النفسية والبدنية والعقلية، فهناك ألعاب قوى كالسباق أو حرينا وألعاب حسابية كالحفر التي تعلمك قياس المسافات وشليل لدقة الملاحظة والبحث والتحري والطاب وغيرها ومن أشرها أيضاً لعبة الأرقام (أووو لب لب.. كم في الخط وهي لعبة حظ وتخمين وسرعة تصرف حتى تستطيع الإمساك بأحد رفاقك لتعتلي ظهره ليحملك إلى الخط أو الميس، وعندما (نتشاكل) فإننا ولعدم رغبة البعض في شجار حقيقي فإنك ترسم خطاً في الأرض لخصمك وتتحداه أن يتخطاه، فإذا تخطاه فأمامك خياران، إما أن تشتبك معه وإما (إذا كنت خواف) فغالباً ما تقوم بالرجوع للوراء ورسم خط آخر فيتخطاه خصمك أيضاً ويتخطى الثالث ليدخلك في حيص بيص، فإما أن يتدخل الأجاويد للصلح أو (يمرقنك كرعيك). هذا بالظبط ما يفعله العرب الآن مع أمريكا، فهي تنال منهم وتعتدي عليهم كل يوم فيرجعون للوراء ويرسمون خطاً (أحمر) جديداً ويتحدونها في تخطيه، فتتخطاه، بل ترسم خطاً آخر وتتخطاه لإبراز (شفتنتها) وهنا تكون وصلت لحتة (الليلة يحلنا الحل بلة). ثبت شرعاً أن أمريكا ليس لها صليح في هذا العالم غير إسرائيل، فهي العلاقة الوحيدة الثابتة، أما الآخرون فهم معها في علاقات مرحلية وهي الآن تضرب كل الحلفاء السابقين واحداً تلو الآخر وتمضي قدماً في تفتيت العالم الإسلامي إلى دويلات متناحرة وتبيع السلاح لكل الأطراف. قناعتي الشخصية أن أمريكا هي أعدى أعداء العرب والإسلام وقد سلمناها مقاليدنا وأسرارنا واستسلمنا لهيمنتها وصار خوفنا منها أكثر من خوفنا من الله، فحق لها أن تطغى وتتجبر، فهي تعيش بالأموال العربية الطائلة وآن الأوان لتضرب عصفورين بحجر، تتخلص من عبء الديون وتنتصر للمخطط الصهيوني، ولا أرى في الأفق بادرة أمل غير الأوبة لله سبحانه وتعالى خالصة نقية، فهو وحده القادر على أمريكا بجبروتها، ولن ننتصر إذا لم ننصر الله، فقد طغت أمريكا وتجبرت بصورة لم يسبق لها مثيل، وحق لنا أن ننتظر الخسف الكبير في مغرب الأرض.