كان الله في عون قاطني ولاية الخرطوم، (فكل من قابلت يشكو دهره)، فالكثيرون منهم يشكون من صعوبة المواصلات وآخرون متضررون من تردي الخدمات الصحية، خاصة الطبية منها مع ارتفاع أسعارها، أضف لذلك المعاناة الكبيرة من مشاكل السكن والتعليم والملبوسات، أما المعيشة خاصة (قفة الملاح) فحدث ولا حرج، وبعد كل هذا وذاك فصار غالباً (الدخل لا يغطي المنصرف)، ونسبة لانعدام الرقيب وضعف المحاسبة صار من العادي جداً أن تزداد أو ترتفع فجأة قيمة أي سلعة (دون استثناء) حتى وإن كانت تلك السلعة مرتبطة بصحة الناس أو حياتهم وهذا بالطبع ما جرنا لكتابة هذه المقالة بعنوانها والذي يقرأ: (عجبي لرطل اللبن وقيمته الخرافية)، لأنه لا يستقيم عقلاً أن يباع رطل اللبن بالسوق وعلى (عينك يا تاجر وليس بالخفاء) بمبلغ خمسة جنيهات بالتمام والكمال، وقد تكون غير محظوظ إن تم وضعه على النار و(تقطع) عندها سينطبق عليك القول إنه (حقك راح) وكان الله في عون الأسر التي لها عدة أطفال، لأن اللبن يعتبر شيئاً أساسياً لتربية الصغار، ناهيك عن المرضى والعجائز مع استخداماتة الأسرية الأخرى. أيضاً وكما هو معلوم يستخدم اللبن كمستحضر لمنتجات الألبان بنوعياتها المختلفة- لذلك وبعد كل ما تقدم ذكره بأهمية صناعة اللبن مع تضرر الناس من ارتفاع قيمته، نرى أنه ليس بوسعنا غير وقوفنا مع المواطن ومن منطلق تسهيل أمور معيشته، نرفع الأمر برمته للسيد/ والي ولاية الخرطوم لوضع علاج ناجز لهذا الضرر البليغ، وذلك عن طريق (التوسع بإنتاج السلعة حتى تصل لمرحلة الكفاية مع التصنيع ثم التصدير)، لعلمنا بأن الولاية تملك كثيراً من الأراضي الزراعية والري، إضافة إلى سبل تربية الماشية، مع توفر (الأيدي العاملة الواعدة والعاطلة حالياً عن العمل)، أما التمويل وحتى إن واجهته بعض الصعوبات، فإننا نقترح عليهم الدخول في (شراكات قانونية مع القطاع الخاص)، مع قولنا لهم: نحن متأكدون أنه سوف تمتد إليكم مئات الأيادي إن لم تكن بالآلاف وبذلك تكونوا قد أسديتم جميلاً لرعاياكم والله لا يضيع أجر المحسنين مع سلامنا للجميع بالبداية والختام.