أنهى موسم عيد الفطر نشاطه باستيراد عدد كبير من السلع من الخارج لتغطية احتياجات المواطنين، ومقابلة الحاجة الاستهلاكية العالية في بعض السلع. وشهدت الأسواق حركة استيراد نشطة وواسعة منذ بداية شهر رمضان استعدادا لاستقبال موسم العيد، وتفاوتت مبالغ الاستيراد بين التجار وفقا لإمكانياتهم المادية. وحصر عدد من التجار الدول التي يستوردون منها مستلزمات العيد في الإمارات والمملكة العربية السعودية والصين وتركيا وسوريا، مؤكدين تأثير البضائع الصينية ذات الجودة الضعيفة على منتجاتهم. وبرر التجار عدم تعاملهم مع المنتجات المحلية لغيابها التام من الأسواق، خاصة في بعض السلع الموسمية مثل الملبوسات والأحذية. وأوضح صاحب بوتيك الجامعة بسوق سعد قشرة، علي محمد، استعداهم لموسم العيد قبل شهر رمضان، موضحا لجوءهم إلى المملكة العربية السعودية لاستيراد الملابس، وأرجع ذلك لوجود النوعيات الجيدة بها، مشيرا إلى وجود عدد من العقبات التي تواجه عملية استيراد الملبوسات أجملها في ارتفاع الجمارك وارتفاع أسعار النقد الأجنبي وعدم توفره، وقال علي إن عدم استقرار الجمارك يؤثر في الأسعار، منوها إلى تأثير البضائع الصينية على حركة البيع، إلا أنه أكد ترجيح المواطن للنوعيات الجيّدة من الملابس مقابل الملابس الصينية التي تتميز بعدم جودتها. وقدر التاجر بكري حسن عبد الله صاحب محلات الشيماء إن تكاليف الاستيراد تقدر ب(15) ألف ريال سعودي، موضحا عزوف معظم التجار عن الاستيراد المباشر من تركيا، وذلك لتكلفة السفر الضخمة، علاوة على تميز بضاعتها بغلاء الأسعار، واعتبر بكري في حديثه مع (الأخبار) أن مواسم الأعياد هي التي تستلزم استيراد سلع جديدة من الخارج، وقال إن بقية الشهور بالنسبة للتجار عادية ولا تستلزم استيراد السلع، وأشار إلى أن هنالك تجارا لا يملكون من الإمكانيات ما يمكنهم من الاستيراد مباشرة من الدول، الأمر الذي يجعلهم يلجأون إلى التعامل مع موردين محليين، مشيرا إلى وجود معظم الموردين في أسواق أم درمان وليبيا. وقطع بكري بتأثير البضاعة الصينية على إقبال المواطنين على المنتجات الجيدة، وقال إن بعض التجار يحملون تصاميم الموديلات الجيدة إلى الصين بهدف تصنيعها من خامات ضعيفة وبيعها في الأسواق بأسعار زهيدة، وأكد أن نسبة جودة البضاعة الصينية تصل إلى 50% من البضاعة الجيّدة، موضحا أن نسبة الأقطان في صناعة الملابس لا تتجاوز ال5%، إلا أنه، ووفقا للبكري، لا يؤثر ذلك على إقبال المواطنين على السلع ذات النوعيات الجيدة، لجهة أن المواطن يحتاج أن تستمر السلعة إلى أطول فترة ممكنة. وبرأ تاجر الأحذية بسوق بحري محمد عبد الله السلع الصينية من تهمة الجودة الضعيفة، موضحا أن الصين تتعامل مع عدد من مستويات الجودة، وأشار إلى أن هنالك سلعاً صينية ذات نوعيات ممتازة. ونبه عبد الله إلى وجود إقبال على البضاعة الصينية لجهة توافق أسعارها مع كثير من شرائح المواطنين، مؤكدا تباين ظروف المواطنين مع وجود عدد كبير تحت خط الفقر، الأمر الذي يجعلهم يلجأون إلى البضاعة ذات الأسعار الزهيدة لمقابلة احتياجات العيد. من جهته، رفض التاجر نور الدين صديق ربط استيراد الملبوسات بالمواسم، موضحا وجود فئة من التجار تستورد على مدار العام لتغطية احتياجاتها من السلع، بخاصة الملبوسات، راهنا عمليات الاستيراد بمتابعة التشكيلات الجديدة في الأسواق العالمية. وقال نور الدين ل(الأخبار) "هنالك عدد كبير من التجار يلجأون إلى الاستيراد لتجديد الأسواق ونشر التشكيلات الجديدة"، ونوه إلى اعتماد البضاعة الصينية على التقليد، موضحا أن تصنيعها يتم حسب رغبات الموردين، وأكد اختلاف أذواق الزبائن، مبينا وجود شرائح تفضل النوعيات الجيدة مهما تفاوتت أسعارها، وقال إن هنالك زبائن تجبرهم ظروفهم على اقتناء السلع ذات الأسعار الزهيدة، موضحا أنهم يتعاملون مع جميع الشرائح. بحري: نازك شمام