نأي مجلس الهلال بنفسه عن صراع الأنديه مع الاتحاد وأبعد نفسه عن تقاتل الفرقاء الذين صمتوا بالأمس وتفرجوا على ثورة الهلل ولواء العدل. هذا الوضع اسعد معظم الأهله لكن البعض رأى فيه موقفاً لا يليق بكبير الكرة السودانية المسؤول عن الأقلية والمستضعفين، لأن من حرر السودان من المستعمر يجدر به أن يدافع عن الضعفاء لتحريرهم من ربقة الانحياز والموالاة بالباطل ودعم الاتحاد للمدفور الدائم. لو سألنا اسامه عطا المنان وهو الحاكم بأمره عن أسباب الخرمجة والتأجيل وإرباك الموسم في خواتيم أسابيعه، لما وجدنا تبريراً منطقيا فالمريخ أكمل عشرة أيام تقريبا من تاريخ آخر مواجهه له في الممتاز. ولا يختلف أهلي شندي كثيرا عنه حيث لعب قبل ما يزيد عن الأسبوع تقريبا. وبما أن المنتخب الوطني خرج وودع المنافسات ولا يوجد تداخل بين المنافسات المحلية فما هي الضرورة التي أجبرت أسامة على التعديل؟ وارغم اللجنه المنظمة على تعديل التعديل قبل أن يخوض الرئيس د. معتصم مع الخائضين ويلغي التعديلات بتعديل جديد. المريخ وعبر ناطقه الرسمي نفى أن يكون تقدم بطلب للتأجيل ولكن أسامة تبرع من تلقاء نفسه خوفاً على المريخ ورغبة في إقصاء أهلي شندي وابعاده عن التمثيل الخارجي بتمكين المريخ من تدريبات إضافية، وربما انتظاراً لعوده جمال سالم. أسامة يقرر وبالتالي يصبح التعديل الذي يصدر عنه صادر عن الاتحاد، وهذا يعني أن الاتحاد ضد الأهلي والخرطوم الوطني وضد هلال الرمال، ويسخر كل الامكانات لصالح المريخ حتى لو لم يطلبها الأخير. قررت المنظمة إقامة مباراة المريخ وأهلي شندي في الثامن من أكتوبر فعدلها د. معتصم للتاسع منها. لماذا التأجيل ولم التعديل الأول وبأي سبب تدخل معتصم؟ كل هذه الأسئلة هي الأصعب عزيزي مزمل فابحث لها عن إجابة. انتقد الأخ مزمل اللجنة واتهم أعضاءها بالانحياز للهلال، مع أن مزمل ظل على الدوام ينادي بإحكام المؤسسية وإنهاء حكم الفرد ومنع التغول على الصلاحيات. تأذى السودان من التفرد بالقرارات، وبتغييب الجماعة والشورى، وهو ما ظل يفعله أسامة لمصلحة المريخ، فقد قام من قبل بإطلاق سراح بكري وهو ليس جهه اختصاص ولا ينعقد له هكذا تصرف. وسجل ألوك بلا وجه حق ومارس الانفراد بالقرارات حتى في إطار مسئولياته، ودون اتباع الاجراءات المحاسبية السليمه. هل المريخ سعيد بخروقات أسامة للقانون؟ أم أن ما يوافقه من قرارات لا يعتبرها خرقا للقانون ولا هدماً للمؤسسيه. انتقد الأخ مزمل استفادة الهلال من تسجيل لاعبيه في التكميليه لأداء مباراة المريخ المؤجلة من القسم الأول. ألم يشرك المريخ اللاعب ألوك في شندي، وقيل إنه كان من نجومها وبعدها غاب ولم يشارك. استفاد المريخ من مشاركه لاعبين وقعوا في مايو فلماذا يريد أن يحرم ذلك على الهلال. ابتعد الهلال عن صراع الوصافة وما يليها بعد أن غرد بعيداً ووحيداً في الصدارة وحسم البطوله وتغنى مع المتنبئ: أنام ملء جفوني عن شواردها ويسهر الخلق جراها ويختصم.