مرة أخرى ندلف للعقوبات الأمريكية على السودان وأثرها عليه وعلى المواطن السوداني، غير أن الخطوة الأخيرة التي تناولتها الوسائط الإعلامية الخاصة برفع العقوبات على المعدات الطبية اعتبرها بعض المراقبين للشأن الأمريكى ليست بالجديدة، هذا الحديث أكده الموقع الالكتروني للخزانة الأمريكية الخاص برفع العقوبات عن السودان، حيث لايوجد بها نصاً لقرار جديد، إلا ربما قرار واحد يسهل كيفية تطبيق وتنفيذ القرارات السابقة التي أصدرت بشأن السودان رسائل ايجابية غير أن المؤتمر الدولي الخاص بمناقشة العقوبات الامريكية على السودان الذي عقد مؤخراً على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة فى دورتها ال71، ورغم أن كل هذه التحركاتها لم تكن الخطوة الأولى أو اللقاء الأول، فقد سبق وأن جرى حوار بين وزير الخارجية الأسبق علي كرتي مع الأدارة الأمريكية ومساعد رئيس الجمهورية الدكتور نافع علي نافع مع مسؤولين أمريكيين، بجانب لقاء وزير الخارجية مع نظيره الأمريكي جون كيري لأكثرمن مرة، توجه بلقاء مع الرئيس الأمريكى باراك أوباما، إلا أن الخطوة الخاصة بعقد المؤتمر ايجابية، وقد بعثت برسالتين ايجابيتين لكل من الشركات والقطاع الخاص الأمريكى ونظيره السوداني، ويقول المتحدث باسم وزارة الخارجية السفير قريب الله خضر إن المؤتمر رسالة تطمينية للقطاعين، وتابع قائلاً إنها خطوة ايجابية، حيث أن كثيراً من الشركات الأمريكية كانت تشكك في الخطوات، وقد زال نوعاً ما وذهب قريب إلى استمرار حوار الحكومة السودانية والإدارة الأمريكية حتى تتكلل برفع العقوبات، لاسيما أن عدداً من الدول كانت من دول القائمة السوداء والمصنفة بالعداء لأمريكيا تم رفع الحظر عنها.. ورجح قريب الله أن تصدر خطوات ايجابية لاسيما فيما يخص بالتحويلات البنكية والبرامج ذات الأغراض الانسانية المصالح الامريكية فى السودان وفي ذات السياق فإن المصالح الأمريكية فى السودان ليست بالشيء الجديد، فمنذ بروز الأفق الأمريكي في أعقاب الحرب العالمية الاولى التفت نحو السودان، باعتبار الموقع الجوستراتيجى الذي يتمتع به، بجانب أنه أحد الدول التي تتمتع بثروات معدنية هائلة (اليورانيوم – البترول ) وفي ذات الصعيد توقع البروفسير بكري سعيد مدير جامعة السودان المفتوحة رفع العقوبات، معتبراً بانها لسيت بالخطوة البعيدة، ويقول في هذا السياق إن أهمية السودان تنطلق من عدة محاور: أولها أنه ازدادت أهميته في ملف الإرهاب ومحاربته، وليس ببعيد عن المشهد، فقد أشادت وزارة الخارجية الأمريكية مؤخرا بالتعاون، مبدياً ترحيبها به، بجانب الدور السياسي الذى يمكن أن تلعبه الخرطوم في التوصل إلى استقرار سياسي أمنى بدولة الجنوب، وهذا بدا جلياً في دور السودان في إطار جهود الإيقاد ودوره منفرداً، فضلاً عن مشاركته في التحالف العربي والدولي لإعادة الشرعية باليمن تحت قياده المملكة، فضلاً عن ابتعاده عن المعسكر الإيراني الذي كان يسبب هاجساً للعالم بتمسكه بالملف النووي وإشاعته للفوضى الأيدولوجية، ممثلاً في نشر المذهب الشيعي، وتدخله في كثير من الدول وخطوات سياسية ديمغرافية كثيرة يمكن أن يسهم فيها السودان لخدمة المصالح الأمريكية، توطئة لتحقيق الأمن القومي الامريكى والاستقرار والأمن العالميين أمريكا وعصا موسى وفي ذات المسلك يرى سعيد أنه لايمكن التعامل مع المصالح الأمريكية في الحدود الضيقة، بمعنى أن يقول أحدهم أننا نملك موارد وثروات ترغب في استغلالها، بل باعتبار مرجعيات ثابتة، فهي لا تمتلك عصا موسى بل بإعتبارها دولة عظمى ذات مسؤولية أخلاقية وحضارية تجاه العالم تعمل على نشرها حسب قوله، وتاتي خطواتها انطلاقا من مرجعيات ثابته تتعمامل من خلالها مع دول العالم لنشر الأمن فى العالم اللوتري الأمريكي وبجانب ذالك فإن السودان- رغم مايتعرض له من عقوبات أمريكية واستهداف مباشر، فهو يمثل أهمية للولايات التحدة لاعتبارات كثيرة ليس بعيد عنها أنه أحد دول العالم التي يتاح لمواطنيه التقديم لنظام اللوتري (نظام الهجرة الأمريكى) للشعب السوداني بكافة فئاته، فالولايات المتحدةالأمريكية من الدول التى بنيت بسواعد الشعوب الأخرى، فهى كما يقول البروفيسور سعيد فى حديثه ل (آخر لحظة) أن هنالك مجموعات إثنية وعرقية مختلفة من دول العالم، والسودان واحد منها يتيح له نظام اللوتري مبدأ الهجرة الذي يعتبر مصدر قوة للولايات المتحدة، باستيعابهم في مختلف القطاعات الأمنية والمهنية والعسكرية، حيث نجد أن هنالك أعدداً من السودانيين يعملون ضمن الجيش الأمريكي ويقاتلون في صفوفه آخرها وفاة سوداني لقي مصرعة في حرب الخليج مؤخراً