قبل أن تحسم القيادية بالحزب الاتحادي الديمقراطي إشراقة سيد محمود معركتها مع الأمين العام جلال الدقير ونائبه أحمد بلال، بدأ بلال ومحمد الدقير يجوبون المدن والقرى والفرقان يبشرون بقيام المؤتمر العام للحزب ويسوقون لبضاعتهم بعد أن شدت إشراقة وثاق الخناق عليهم في الخرطوم، وحركت في مواجهتهم إجراءات قانونية، وأوصدت كل أبواب (الجودية) التي ربما حاول البعض استخدامها لكبح جماح التيار الإصلاحي المزعج داخل الحزب حملة مناهضة لكن تحركات الرجلين كانت أكثر إزعاجا للاصلاحيين الذين بدأوا في تنظيم حملة مناهضة لتحركات الدقير وبلال في عدد من ولايات السودان في الجزيرة وكسلا، وحسب بيان صادر من ست أعضاء لجنة مركزية بولاية شمال كردفان - محسوبون على مجموعة الإصلاح - فإن وفدا حزبياً زار الولاية يقوده وزير الدولة بوزارة المالية القيادي بالحزب مجدي حسن، وقال البيان الذي تحصلت (آخر لحظة) على نسخة منه الأسبوع الماضي إن الوفد قوبل بمقاطعة واسعة من جماهير الحزب بالولاية، بيد أن الناطق الرسمي باسم الحزب محمد الشيخ قال للصحيفة أمس الأول إن من أصدروا البيان مفصولون من الحزب وخارج أطره التنظيمية، وليس من حقهم إصدار بيانات باسم المؤسسة الحزبية، نافياً عملية المقاطعة، وقال إن وفد حزبه استقبلته كافة قيادات الحزب بالولاية، وحشد جماهيري كبير تهديدات بالتعرية. ربما قصدت مجموعة الإصلاح أن تقلل من تحركات الرجلين في الولايات وسارعت بإصدار عدد من البيانات الرافضة للتحركات، وسط تهديدات بمواجهة حملة الدقير وبلال بتعريتهم وسط الجماهير وطرح العديد من الأسئلة الصعبة التي ما وزالت تقف حائرة تبحث عن إجابات احتمالات متوقعة لكن الناطق الرسمي باسم الحزب سخر من البيانات الكثيرة التي أصدرتها المجموعة وقال ل (آخر لحظة) إن الزيارات نجحت في تحقيق مقاصدها وتركت أثراً طيباً في نفوس جماهير الحزب التي بدأت تستعد للمرحلة المقبلة المهمة في تاريخ الحزب والبلاد بصورة عامة، بيد أن التصريحات والتصريحات المضادة من الطرفين لربما تلقي بظلالها على مسيرة الحزب وتعطيل خطوات قيام المؤتمر العام على الأقل إن لم تفرز مؤتمرين داخل الحزب الواحد، بسبب تجاوز وفود الولايات كل قيادي أو عضو محسوب على مجموعة الإصلاح واستثنائه من دعوة حضور اجتماعات الصوالين والغرف المغلقة.
