تصدرت أخبار التسجيلات عناوين الصحف خلال الأيام الفائته، وشرع الصحفيون مبكراً في إشعال حمى الانتقالات بتجاوز صريح لأخبار الممتاز بعد أن حسم الأسياد البطولة وتهرب المريخ من مواجهتي الهلال والأرسنال. عطفاً على التسجيلات فإننا نتمنى على مجلس الأزرق الاستفادة من التجارب المريرة التي رافقت ملفات الانتقالات بالتعاقد مع لاعبين أقل قامه من المطلوب. فسخ الهلال معظم تعاقدات الموسم الماضي في ضربة سريعة وعاجلة انتقاما لخروج الفريق من الأبطال، ولصرف أنظار الجماهير عن الخروج الأليم. ونؤكد أن المحلي أفضل عشرات المرات من الأجنبي، وأن إنجاز الفريق الحالي صنعه الوطنيون بعد أن صنعوا الفارق على الأرض، بدليل خلو الكشف إلا من شيبولا وساسا. إسهام الثنائي واضح وكبير رغم أن الفريق افتقد خدمات أبيكو في قلب الدفاع، فخسرنا أمام النيل وهلال الرمال والفاشر بأخطاء دفاعية وتعادلنا مع الخرطوم لذات السبب. نرجو التريث وإسناد الأمر لأهل الاختصاص، فالفريق لا يحتاج إلا لدعم القليل من الخانات. نخاف من مجزرة جديدة تطيح بالكبار والقدامى وتطال الشباب، ولو كان المجلس جاداً عليه التوصل لإتفاق على جناح السرعة مع اللاعبين أطهر ومحمد عبد الرحمن لأن المريخ نصب الشباك حولهما للانتقام من ضربة شيبوب التي أطارت الرؤوس والعقول. اتفق تماماً مع المدرب بلاتشي إن أفضل اللاعبين في الممتاز ينشطون مع أهلي شندي، وقد شاهدت مباراة الهلال والأرسنال من داخل الاستاد، ووقفت عملياً وراقبت فنياً أكثر من لاعب مكتمل، كان لهم الدور الكبير في المركز المتقدم للأهلي. هي ليست دعوة للانقضاض من شأن لاعبي الأهلي، ولكن لإثبات الحق وتثبيت الجدارة لكشافي أهلي شندي الذين نجحوا في اختيار أفضل العناصر، أسهموا لاحقاً في وضع الفريق الشنداوي ضمن فرق المقدمة. على مجلس الكاردينال تركيز الاهتمام على الداخل، وصرف الأنظار أو تقليلها على الأجنبي. لم ينجح من الأجانب في السنوات الأخيرة إلا قلة تحسب على أصابع اليد الواحدة، وفي الغالب تصاحب مسيرتهم احتجاجات وغيابات وتمرد وحرد إذا تاخرت الرواتب. أهلي شندي والخرطوم الوطني من أفضل فرق الممتاز، لأن الإدارة الفنية التي تنتخب اللاعبين وتتعاقد معهم تدقق وتنجز الاتفاق بمبالغ زهيدة ولا تغالي ولهذا تنجح. أهلي شندي سيمثل إفريقياً، وربما في الأبطال وليس من الحكمة أن يغير الهلال أو المريخ على لاعبيه، ولكن إذا بات أي من اللاعبين الأساسيين حراً فينبغي على الهلال التعاقد معه فوراً، لأنه سيكون أساسياً ومشبعا بالخبرات ولن يرفض اللعب للقمة. إدارة أهلي شندي ديمقراطية ومتفهمة وأعارت من قبل عدداً من اللاعبين ودعمت أندية أخرى بالممتاز، ونتوقع أن تطبق مفهوم حرية اللاعبين ولا تتشدد أو تتعنت في إطلاق سراح أي منهم. أهلي شندي فريق متكامل يتمتع بمواهب نادرة وأصحاب مهارات عالية تتميز باللياقه والانضباط التكتيكي وتطبيق الخطط. وقادرة على التكيف مع خطط اللعب عند تغييرها أثناء المباراة.
