عقب إنتهاء كل موسم كروي.. تنبري الفئة المهزومة المندحرة بكامل أجهزتها.. من صحف صفراء فاقعة، لا يتمتع أصحابها بالروح الرياضية المعروفة حتى لقاطني الغابات والأحراش.. من ضرورة قبول الواقع الماثل، هزيمة أو نصر.. ولكننا والعياذ بالله لا نقبل الهزيمة ولو جاءت خالية من كل شائبة، حتى ونحن نتابع ولوج الكورة داخل الشباك من عدة زوايا، والغريب العجيب في شأن كرة القدم اللعبة الشعبية الأولى في العالم، نرى كل هذا الضجيج الذي يصم الآذان ولا نرى طحيناً .. إذ أننا نتوارى خجلاً ونذوب فيه.. ونحن نشاهد بأم أعيننا تلك المستويات المتقدمة التي انتظمت كل دول الجوار.. والتي كنا نزيقها الهزائم والشمس في كبد السماء.. أصبحت تجرعنا الآن كأس الهزائم صغارنا اليفع قبل كبارنا.. الذين يستمعون الى توجيهات مدربيهم.. ولكنهم يلفظونها عندما تطأ أرجلهم الحقل الوريف.. وبعد ذلك نترك الأمور للحظ والظروف. في الموسم السابق أعلن فريق الهلال إنسحابه الكامل من ما تبقى من مباريات في الممتاز وكأس السودان.. إحتجاجاً على ما أسماه باختراق القوانين من جانب الإتحاد العام لمصلحة المريخ.. وقد تمكن من وضع الأدلة الدامغة على صحة إدعاءته.. أفظعها ملامة وإيلاماً السماح للاعب اعتدى على حكم مباراة بمواصلة اللعب مع ناديه.. أمام أنظار لجنة التحكيم المركزية، وحكم المباراة المعتدى عليه، ولم يحركوا ساكناً.. وتكتمل االغرائب والعجائب في هذا الوسط الذي يقصم الوسط بقبول الند التقليدي لهذه الهدية التي أتت إليهم وهم لا يستحقونها، ولم يغمروا ميادين اللقاء بألقهم وتوهجهم، وكان الأجدر رفض هذه الإكرامية بكل أنفة وكبرياء تتكرر هذه السيناريوهات هذا الموسم وهو يلفظ أنفاسه، إيذانا بغروب شمسه، وأفول نجمه إستعداداً ببزوغ فجر جديد وموسم بكر.. عسى أن تشرق فيه شمس تطور ونماء اللعبة الشعبية الأولى في البلاد وفي العالم.. ولكن تتفتق عبقرية إداري الأحمر الوهاج عن اختلاق مبرر أوهن من خيط العنكبوت.. لإحداث بلبلة وربكة لنسف الموسم.. بعد أن عجزت عن إثبات جدارتها واستحقاقها للبطولة التي تغولت عليها في الموسم السابق لغياب الند التقليدي. وقد تلاحظ وبما لا يدع مجالاً للشك، أن الإداريين الذين يتعاقبون على إدارة هذا النادي العريق دائماً ما يتجافون العوامل التي تؤدي الى مصلحة زعيم زعماء الكرة السودانية.. ويهتمون بالقشور، وسفاسف الأمور.. وقد سنحت لهم الفرصة في رابعة النهار لإحداث نقلة نوعية كبرى في الجانب المالي..عقب انسحاب السيد جمال الوالي، وإخلاء طرفه من الإلتزامات المالية.. وكان عليهم إحياء المؤسسية. والإعتماد على مصادر الدخل الحقيقية لهذا النادي الكبير.. وكان يمكن لهم حيازة قصب السبق في هذه المسألة.. لتقتدي بقية الأندية بهذا المسلك الجرىء.. ويرمون الإعتماد على ممول وراء ظهورهم.. ولكن محاولاتهم لم تكتب لها النجاح واعتمدوا الحلول السهلة.. وأغرقوا أنفسهم في بحور من الحيرة والإرتباك. يترقبون عودة جمال الوالي بين مكذب ومصدق. والله من وراء القصد.