ما زالت قضية إضراب الأطباء تلقي بظلالها السالبة على المرضى وتؤرق مضاجع وزارة الصحة، في ظل الحديث الدائر عن توقف عن العمل في عدد من مستشفيات الولاية، بل وصل الإضراب إلى بعض الولايات، في وقت سارعت فيه وزارة الصحة لإجراء المعالجات الآنية برصد مبالغ طائلة لتوفير الدواء والمعدات، بعد أن أقرت بوجود خلل إداري واضح في هذه المستشفيات * رفع الإضراب و توقعت وزارة الصحة الاتحادية رفع إضراب الأطباء المعلن قريباً، وكشف وزير الصحة بحر إدريس أبوقردة في مؤتمر صحفي في منبر سونا حول القضايا المطلبية للأطباء عن مساعي وتفاهمات تم التوصل إليها مع الأطباء المتوقفين عن العمل، في وقت أكد فيه صرف أكثر من(7) مليار جنيه لتوفير الأجهزة والأدوية بمستشفيات بحري وإبراهيم مالك والرباط الجامعي والسلاح الطبي، مشيراً إلى أن إجمالي ما صرف لتوفير الأجهزة أكثر من 3 مليار و178 ألف جنيه، والأدوية 4 مليار و318 ألف و178 ألف جنيه، بإجمالي وصل إلى 7 مليار و496 الف و476 جنيه تم توفيرها بصورة عاجلة للمستشفيات . وعزا الوزير الإضراب إلى نقص بعض الأساسيات وإشكاليات في النظام الإداري بالمستشفيات *حماية الاطباء وقال أبو قردة إن الدولة بدأت في معالجات كثيرة تتعلق بإصلاح النظام الصحي، ومطالب الأطباء التي تمثلت في محور الحماية والقانون والتدريب وتحسين بئية العمل والإصلاح النظامي الصحي كاشفاً عن بدء إجراءات وضع القانون الجديد جهة تشديد العقوبات في حالة الاعتداء على الأطباء والكوادر الصحية، فضلاً عن المعالجات التي تمت مثل إلغاء أورنيك 8 الجنائي وتوفير شرطة في بوابات المستشفيات لتنظيم الدخول، مستبعداً وجود شرطة داخل غرف الطواريء والحوادث، وقال (لن يحدث هذا أبداً) * التدريب الخارجي وشدد الوزيرعلى ضرورة تطبيق المهنية في الابتعاث الخارجي للأطباء، بعيداً عن الجهوية والمحسوبية، لافتاً إلى تبعية مجلس التخصصات الطبية إلى وزارته، وأضاف أن هناك توسعاً في التخصصات بلغت (43) تخصصاً، بجانب تدريب الكوادر المساعدة، فضلاً عن إنشاء مراكز بالولايات، وكشف عن توقف التدريب الخارجي للأطباء منذ العام 2009، وقال إن التدريب الداخلي خفض التكاليف العالية للتدريب الخارجي، مشيراً إلى ارتفاع عدد الاختصاصيين الذين تم نقلهم للولايات إلى 959 بدلاً عن 234 وذلك لتحسين بئية المستشفيات، وتوفير المعدات وتحفيز الأطباء وتسكينهم، وقال أبوقردة إن الميزانية المخصصة للتغطية الشاملة للخدمات الصحية بلغت 247 مليون في العام الماضي، منوهاً إلى أنه لم تكن هناك ميزانيات خاصة بالتغطية الشاملة حينما بدأت، وأكد أبوقردة البدء في إعادة تأهيل 100 مستشفى ريفي وبدء العمل في 400 مستشفى كمرحلة أولى، ودفع 30 % من الميزانية المخصصة لتأهيل هذه المستشفيات * ضبط تسعيرة الدواء لافتاً إلى توحيد أسعار الدواء، وخاصة الأدوية المنقذة للحياة في جميع ولايات السودان، وتحويل الإمدادات الطبية من هيئة إلى صندوق، جهة إصلاح بيئة العمل وقال أبوقردة إن رئاسة الجمهورية شكلت لجنة عليا لإصلاح النظام الصحي تضم كل جهات الاختصاص، مشيراً إلى أن النظام الصحي يسير نحو الأفضل ولكنه يحتاج إلي عمل أكثر، وقال إن الأموال المخصصة للصحة (ما بطالة) في ظل الظروف التي تحل بالبلاد، واصفاً رضا المواطن حول الخدمات الصحية بالنسبية، كما وصف تجاوب وزارة المالية بالجيد، مطالباً بضرورة مراجعة المستشفيات وتقويتها لتحقيق الإصلاح الكلي للأوضاع الصحية بالبلاد، لافتاً إلى أن قضية إصلاح النظام الصحي بدأ منذ عام ولم يبدأ مع الإضرابات، وقال إن هناك وثيقة تم رفعها لمجلس الوزراء ستتم مناقشتها بصورة نهائية خلال الأيام القادمة * هجرة الكوادر ورهن الوزير إمكانية زيادة الصرف على القطاع الصحي باستقرار الأوضاع وتنفيذ آليات مخرجات الحوار الوطني، وقال إن هجرة الأطباء مشكلة عالمية وتمثل تحدياً للدولة، وكشف عن دراسة أثبتت أن 80% من المواطنين يتعالجون خارج المستشفيات .