نفض فوزي المرضي الغبار عن ميدو ورفع الظلم عنه، وأعاده للملعب، وراهن عليه وبات قريباً من اقتحام تشكيلة القمة، وأصبح واحداً من الخيارات المهمة للأسد. دخل المعسكر وكلما تقلص العدد كان يفرض وجوده واسمه، وشارك في المباريات الودية خلال توقف الممتاز، واشتعلت الصحف بأخباره، وبات واحداً من أسباب رفع مبيعات البعض منها. توقف من قبل بقرار إداري وليس فني، وبات الهلال محروماً من خدماته بقرار إداري أظلم من الأول، فالهلال الذي سجل عبده الشيخ مصاباً، وعالجه تطبيقاً للروح الرياضي، ثم استفاد منه، فعلها مرة ثانيه أمام الشغيل، فكان ضربة موجعة من البرير للمريخ، حيث استفاد من خدماته الهلال، فكان واحداً من المقاتلين بصمت والمدافعين بقوة. سرب المجلس أخبار التعاقد مع ميدو، وحملت الصحف الخبر بالأرقام، وقبلها أعلن اللاعب ولاءه للهلال، وعدم رغبته في تبديل الشعار قبل أن تفاجيء الأخبار الأخيرة الصادمه الجماهير وتخلف حسرات ودموع. كيف صبر الهلال على لاعب إصابته مزمنه طوال هذه الفترة، وقد مرت التسجيلات الشتوية والصيفية. نسف الكاردينال كل الإشراقات التي قدمها، وبان للعامة وكأنه عاجز عن تدبير مبلغ محدد لاعادة ميدو، وهو من أنفق مبالغ طائلة على صفقات خاسرة. سجل كوته من المحترفين، واضطر للاستغناء عنهم عقب الخروج من الأبطال. فرط الهلال في الغزال والمعز وعمر بخيت وعجز عن استبقاء بكري المدينة، فمنح المريخ مهاجماً على طبق من ذهب، كان له القدح المعلى في انتصارات الأحمر الموسم الماضي وبلوغه المربع الذهبي للأبطال لأول مرة في تأريخه. بسبب رعونة الفعل الإداري خسر الهلال بكري، رغم أن الأخير غالى في تقييم نفسه، ولكن غياب الكياسة الإدارية منحت المريخ نصراً إدارياً وإضافة نوعية ومهاجماً افتقد مثله الأحمر منذ وفاة إيداهو. ومن قبل تسبب الخلل الإداري في ذهاب طمبل للمريخ، فأنعش هجومه ووصل شباك الهلال مرتين في مباراتين حاسمتين. عانى هجوم الهلال بانتقال بكري، ولم تفلح الإسعافات التي قام بها المجلس في إنعاش المقدمة وصناعة أنياب حقيقية بدلا عن البلاستيكية المتمثلة في كيبي وجوليان وأندريا وغيرهم. حتى في هذا الموسم فشل الهجوم في الارتقاء لمستوى بقية الخطوط، بدليل أن أهداف الفريق يحرزها بشة ونزار ولاعبو الوسط، فيما لا تليق مساهمات المهاجمين بما هو منتظر منهم. جفت الملاعب السودانية ونضبت عن إنجاب المواهب التي لديها حساسية تجاه الشباك، أو التي تعرف طريقها وتسجل من أنصاف الفرص. وأجمع الفنيون على أن موهبة ميدو نادرة وتعد شاذة وسط أكوام المواهب المصنوعة. ونتوقع نجاح ميدو في مشواره الفني فهو مهاجم وقناص وصانع ألعاب وهداف وفنان ومبدع. تجرد مجلس الهلال من أي قيمه أخلاقية وهو يشنع باللاعب ميدو ويستهدف تشويه سيرته لتنفير الأندية من تسجيله، وهو سلوك يوقع المجلس تحت طائلة القانون، لأن التشهير قد يتضرر منه مستقبل اللاعب وأكل عيشه. كيف تكون إصابة اللاعب مزمنة وهو ضمن خيارات لقاء القمة وختام الموسم. إصابة جماهير وشعب الهلال في المجلس هي المزمنة وليس اللاعب.