تاهل الهلال لنهائي كأس السودان بفوزه المستحق على أهلي شندي وهي مناسبة لنرفع قبعات الاحترام لفريق الأرسنال الذي قدم شكلاً متميزاً وانتزع الاحترام ولم يستسلم بل قاسم الهلال الندية والسيطرة وتفوق في منطقه المناورة واستلم الوسط، لكنه لعب بتحفظ كبير في الشق الهجومي ربما خوفا من الاندفاع الهلالي وقوة أنيابه المكونة من كاريكا وشايبولا وساسا. ونرفع قبعه الاحترام الكبير لقناة الملاعب التي أكدت أن حواء السودان ولود، وبالإمكان أفضل مما كان، ويمكن الرهان على إدارة القناه التي قدمت شكلاً رائعاً وتصويراً متميزاً ومتابعة وإعادة للقطات وبث المقابلة بأكثر من كاميرا، وهى مميزات افتقدناها في تلفزيون السودان وقناه النيلين معاً. وقدمت الملاعب للمباراة باستديو تحليلي متميز ورابطت قبل ساعات من اللقاء ونجحت في التحضير للاستديو لكنها تحتاج إلى إعادة النظر في التعليق وتنبيه المعلقين لترك الثرثرة التي تكلف الأخطاء القاتلة. كان لقاء الاسياد والنمور عبارة عن نهائي مبكر تجسدت في مجرياته كل عناوين وملامح النهائي، فالندية كانت حاضرة ولعب الفريقان مباراة مفتوحة إلا من بعض حذر وسط الأهلي بسبب الخوف من الهلال للأسباب سالفة الذكر. الهلال لعب بشكل مفتوح لكنه واصل إهمال منطقه المناورة، فالوسط هو أخطر الخطوط، ويمكن امتلاك الزمام أو فقدانه عبر هذا الخط المحوري الخطير، فالتركيز على اللعب بثلاثة مهاجمين وجنوح شايبولا وكاريكا للطرفين أفقد ساسا خطورته وباعد بين المهاجمين، كما أفرغ خط الوسط نظراً لبطء نزار وأبي عاقلة العائد بعد غياب طويل. الطاهر الحاج تحمل عبء اللعب أمام المهاجمين وكان حلقةً للوصل بين الدفاع والوسط، ولم يكن سيئاً بل يعد مفتاحاً ولاعباً (جوكر) يمكن الإفادة منه على أكثر من خانه. في الشق الأخير من اللقاء حاول الأهلي الضغط باستغلال تراجع مردود الهلال مستفيداً من تبديلاته بنزعتها الهجومية، لكن الجهاز الفني للهلال فطن لتقدم الأهلي بلا حساب فكان تركيز هجمات الأسياد من العمق، وهو ما أسفر عن هدف كاريكا الملعوب والذي سكب فيه كل خبراته وإمكاناته. غسيل شايبولا لدفاع الهلال كف عن السبب الحقيقي لهروب المريخ من ملاقاة الهلال والانسحاب من نهائي الممتاز. ارتاح نمر وضفر وكل اللاعبين من قرار الإداره الانسحاب، لأن ما فعله شايبولا بدفاع الأهلي كان كافياً لشطب كل دفاع المريخ وتسجيل نتيجه تأريخيه في الممتاز أو الاستعانة بطريقة زيكو الشهيرة. أهدر الهلال مهرجاناً للأهداف، ولكن الأهلي لم يكن صيداً سهلاً بل لعب بقوة وأجاد واستحق التواجد مع الكبار. سمح حكم المباراة لحارس الأهلي بانتهاك القانون وتعامل بالروح وليس بالنص عندما اعتدي جاهد على سادومبا، وكانت الحالة تقتضي طرده واحتساب ضربة جزاء للهلال. كما تخلى الأهلي عن مبدأ اللعب النظيف عندما توقف لاعبو الهلال انتظاراً لإخراج الأهلي الكرة لعلاج بويا ففوجيء الجميع بتسديد لاعب النمور الكرة باتجاه مرمى مكسيم في مشهد وجد الاستنكار وقوبل بالرفض. الهلال الكبير هلال التربية والتعليم قدم درساً للاعبي الأهلي عندما أخرج الكرة للسماح بعلاج اللاعب. شيبولا هو السبب فهل نشهد انسحاباً جديداَ... وإذا عرف السبب زال العجب. أم هل تحتضن مدني لقاء الهلالين على نهائي كأس السودان.