عفوا سادتي وسيداتي اليوم الاخر هو عنوان فيلم امريكي حاز علي جائزة الاوسكار يتحدث عن قصة مدينة امريكية بعد ضربها بقنبلة نووية وعن كيفية تكيف وتصميم سكانها للعيش وتصرفاتهم وسلوكهم وتشبسهم بالبقاء احياء. مناسبة ذكري الفيلم يوم ان انقطعت الكهرباء عن العاصمة ومدن السودان لاسباب فنية كما صرح بذلك كبار مسئولي الوزارة , وعودتي للمنزل ورايت الناس فرادي وجماعات خارج دورهم وقوفا وجلوس , يتداولون في اسباب ذلك كلا لديه رواية من مصدر . عادت بي الذاكرة لذلك اليوم حين كنت اقف وسط منزلي بجنوب الخرطوم وشاهدت ذلك الوهج الابيض الذي يجهر البصر واعقبه الانفجار وهزة ارضية خفيفة وتلك الحركة والهروب العشوائي , الناس تفر علي غير هدي راجلين وراكبين في كل اتجاه تاركين دورهم ومالهم ومتاعهم . لم اندفع مع الناس ولم اكن مرتبكا ربما يرجع ذلك لتاثير العمل العسكري في مناطق العمليات , اعطانا تلك الشجاعة وهي صفة ربانية لاتميز العسكريين فحسب يل كثير من الناس . كنت وحيدا في المنزل قلت في سري اينما تفرون يدرككم الموت بدأت افكر ماذا نفعل لمواجهة حالات الطؤاري و الكوارث كافراد قبل تحرك الدولة , لذلك لم استغرب نظرة صاحب المحل بامدرمان عندما طلبت منه ان يدلني علي محل اجد به لمبة وقيطان [ فانوس او مصباح ] التي تعبر عن الشفقة علي عقل الاستاذ صاحب الطلب . حينها تذكرت حديث صديقي واخي صالح وهو سوداني من اصول غرب افريقيا, حين برر لي ضيق غرف منزلهم وتعددها في مساحة ضيقة مقارنة مع العوائل القاطنة فيها , بان اهلهم لديهم قناعة ايمانية قاطعة بان الدنيا دار فناء والحياة فيها قصيرة بدلا من الاعمار فيها , يستثمرون اعمالهم لاعمار دار البقاء [ الجنه ]. عقيد (م)