لا أود أن اتحدث عن لمبة الجاز فأبناء هذا الجيل لا يعرفون لمبة الجاز (السراجة) ومشتقاتها، ولا يعرفون بنات عمها من هن أرقى منها في مجال الإضاءة والاستصباح كالفانوس، والذي يسمي عليه البعض أبناءهم كالأخ عوض فانوس مثلاً.. كاسم مصباح تماماً، والذي ينتشر بكثافة في مصر والسودان حتى حمله الأعلام هنا وهناك كعبدالله النديم خطيب الثورة العرابية- كما حمله بعض الرموز عندنا ولعلهم يجمعون بين المعني المادي للمصباح، والمعني الروحي المعنوي الجميل باعتبار إن المصباح من الأسماء والصفات التي اطلقت وتطلق على مصباح الدجى الحبيب المصطفى (صلى الله عليه وسلم):- وأنه لضياء يستضاء به وأنه لمصابيح الدجى مثل وقديماً يستدل العرب بالضياء والنور في الهداية واستبانة الدروب.. ومن ذلك قول الخنساء وقد شهدت رسول الله صلى الله وعليه وسلم.. وهي ترثي أخاها صخراً بقولها:- (وإن صخراً لتأتم الهداة به كأنه علم في رأسه نار) وقد أجمع أهل الشعر جميعاً وأهل البيان والكتابة في وصف رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنه النور الكامل. وكذلك لا أود- بعد هذا الاستطراد- أن أحدث الأبناء عن ضي الرتينة التي يسميها الأشقاء في مصر الكلوب على اسم المكان الذي تضاء به (الكلوب) أو النادي (The Club).. والذي يود أن يعرف قيمتها في تراثنا أن يستمع إلى غنائنا الشعبي، والى صديق عباس وهو يغني لنا عن(ضي الرتينة) الذي يشبه وجه وجمال حبيبته.. وقد ارتبطت الرتينة عندنا بالأفراح والمناسبات الجميلة، وأشهر ماركاتها في سودان الماضي بتروماكس الماركة الألمانية الشهيرة.. ولست أدري إن كانت على قيد الحياة ولا تزال في أسواقنا العامرة قبل أن نبتلى بالسلع البائرة.. وإن كنت أود أن أحدثكم فسوف أحدثكم عن ذلكم العبقري توماس اديسون الذي ابتكر لنا المصباح الكهربائي، وغيره عشرات من المبتكرات الجميلة.. وقد اشتريت ب«الأمس» لمبة كهربائية احترقت «اليوم»، وقد تكرر هذا الأمر ثلاث مرات خلال أسبوع.. بينما لدينا لمبات نيون اشتراها الوالد عام 1966- ولا تزال تعمل حتى اليوم.. الخبر الطريف من الولاياتالمتحدة أن هناك لمبة كهرباء بإدارة مطافيء شرطة كاليفورنيا ظلت تعمل منذ العام 1901 حتى اليوم.. اي امتد عمرها لمائة وعشرة أعوام.. أهدي هذا لمن صدق واستورد لنا اللمبات التي تنطفيء في اليوم الثاني على أكثر تقدير..