وكم للولاية الوطنية من ألق.. متى وأينما أراد بنوها تصويب الشأن وتركيز الهدف.. فحين (تحاملت) بعض النفوس وتجافت عن الدورة المدرسية (ربع القرنية) رقم (22) أوقدت ولاية الخرطوم بقيادة أخي الهمام (د. عبد الرحمن الخضر)- واليها- أوقدت شموعها ورفعت هامتها متقدمة (لرئاسة الجمهورية) نافضة (غبار) الخنوع من تحت ضربات (التمام) القوية.. لتعلن للولايات الأخرى أن الخرطوم تنادي حشود الشباب المنحدرة من (بحر الغزال) الكبرى.. من مدينة (واو) التي صدت الاعتداءات (يوماً) حين أراد متربصون الاستيلاء على (مطارها) الاقليمي.. ورفعوا الأذان كمجاهدين من (مسجد الربوة) الشاهق.. وكان من بينهم مجاهدون من (الفاشر) وما حولها.. فكما ذكرت لكم الاسبوع المنصرم.. تدافقت جغرافيات السودان إلى الخرطوم وتعالت (باستاد) الهلال بأم درمان.. تعالت بروقها وشعلها وصيحات الإعجاب والنصر في يوم الثلاثاء (14/12/2010)، ليقول على منبرها الأخ (علي عثمان محمد طه) نائب الرئيس- ليقول ( والله لو أرادوا إطفاء نور الله لاحترقت به أفئدتهم قبل الآخرين.. لأن الله يرد كيد الخائين).. لأنه يقول- (أي المولى)- ومن نكث فإنما ينكث على نفسه.. فأوقد هو شعلة الانطلاق وحوله فتية ? آمنوا بربهم وزادهم هدى.. وحوله ولاة ووزراء وأجهزة (حذيفية) يتصدرها (هدهد) سليمان.. أردت أن أقول: بمثل هذه القوة والتحدي في كل المناشط والإبداعات (بنين وبنات.. ومعلمين ومعلمات وحكماء) انطلقت فعاليات هذه الدورة بأعجوبة وإعجاب.. لتمتد لأسبوع كامل خُتم أمس الأول (22/12/2010) وتمتد كذلك وتتزامن تحديات السودان، فخلال ذات الأسبوع وبالتحديد في يوم السبت (18/ديسمبر 2010) تنادت أيضاً ولايات السودان واختارت ولاية بيضاء مثل (السكر) والماء.. متحدية كتحدي (رابحة) الكنانية- رائدة الاستخبارات المهدية.. ولاية تتوسط الوطن داخل الصدور وعند الأفئدة... هي (ولاية النيل الأبيض) فتزينت عاصمتها (ربك) واستقبلت (الاجتماع التنسيقي الأول لوزراء الشباب والرياضة) من كل فجاج القطر.. تحت شعار (نحو سودان موحد) يتقدمهم من جنوبنا الواعد المستشار ( ويندر بوثديو) و (انجلينا داو) وهي تعني بالشعار (أي الولايات) أن تقول بهذا (الشعار) أن هناك قطراً دولياً به (55) ولاية.. قاتل شماله جنوبه القرن الماضي حتى صار (ولايات متحدة) بكل سحناتها.. حتى تقلد رئاستها (مبارك حسين أبو آمنة) ? باراك حسين أوباما- فيكف نكون نحن غير (موحدين) في (سودان واحد)... فسنكون (ورب العزة) إن انفصلنا سنكون سوداناً موحداً ? ولو بعد حين.. فهل تسمعونني يا (هيثم) و(منجواك) و (تريزا) و (فرتاك) وأختهم (ميري) ام أحمد.. لأن النبي المجاهد (صلى الله عليه وسلم) يقول (بلغوا عني ولو آية) فإذن الأجيال تبغى الجنة.. ولأن المصطفى (صلى الله عليه وسلم) أيضاً يقول (ما ترك قوم الجهاد إلا ذلوا) فلا تتركوا (الوثنية) على مرمى حجر منكم.. فالله أكبر... وهكذا زحفت وزارات الشباب والرياضة نحو النيل الأبيض.. فوجدوا عند المنحنى عظيم القوم (يوسف أحمد الشنبلي) (والي) الزحف كله.. والأستاذ الهمام (محمد آدم سعيد) وزيره للشباب والرياضة.. والشاب اللبق/ (عبد الماجد عبد الحميد) ابن الجزيرة أبا.. وزيره للثقافة والإعلام.. يحوطهم بالكياسة والفطنة (مهدي الطيب الخليفة) رئيس المجلس التشريعي بالولاية (وزيرنا للمالية- يوماً- بالنيل الأزرق) ترصدهم جميعاً أعين الأجهزة والمراسلون وقبائل الصحافة والإعلام.. (فالشنبلي) أرخى عباءته مستقبلاً وفود وممثلي الولايات لهذا الاجتماع التنسيقي الأول.. الذي يعقد بولايته اليوم السبت (18 ديسمبر) متزامناً مع حشود الدورة المدرسية بولاية الخرطوم.. وهكذا انشرحت كذلك صدور المواطنين بالنيل الأبيض يرقبون ويستقبلون ويشاهدون عبر (الشاشات) المضيئة.. وأينما أتجه المؤتمرون وجدوا جماهير المثلث (الأبيض) الحاني تهش لهم وتنثر مكنوناتها واريحيتها في (ربك) و(كوستي) و(كنانة) تحثهم (الدويم) و(الكوة) و(نعيمة).. وما أن سمع الشاب المرابط (صديق يوسف) معتمد الجزيرة (أبا) ما أن سمع أن الفتى (حاج ماجد محمد سوار) وزير الشباب والرياضة الاتحادي قد تربع وسط (وزاراته) للشباب والرياضة من كل أنحاء السودان، ومفوضاً من قبل الأخ (علي عثمان محمد طه) راعي هذا الملتقى المفصلي (زماناً) و(مكاناً)، الذي جاء- (أي علي عثمان)- مرات لهذه الجزيرة مفتتحاً لطرق ومنشآت واستادات فحين علم (صديق) المعتمد بذلك- رابط (بالجاسر) وسط (رياض) الشهداء.. وقال إن (أبا) لا ترضى إلا أن ترفع رايات الإنجاز والترحاب.. ولتقول (إن الإباء ونبذ الضيم قد بدأ من هنا.. من الجزيرة أبا) وهم (أي معتمدها) وقياداتها قد صافحونا عند مدخلها.. وتذكرت أنني قد جئتها في العام (1992) ناشطاً عن وزارة الشباب والرياضة حينها ? تعتريني الأشواك والنتوءات.. فوجدت اليوم التحدي والإصرار على قيام مدينة ترقى فوق الهامات.. وتتفرد بتاريخ لا يتسنى لمدينة غيرها من مدن السودان- وإن كنت قد وجدت ضاحية حول (نيويورك) الأمريكية تسمى الجزيرة (أبا) أنشأتها جماعة أمريكية تصدع بالإسلام هناك تيمناً بمدينة الجهاد السودانية هنا.. فتقدمنا ركب المعتمد متوغلين داخل أرض النور الساطع المبين.. فذاك قريباً منا (المستشفى) الريفي الباعث للأمل ثم اعترانا عنفوان الفرحة والسرور ونحن نعبر (جامعة الإمام المهدي) -عليه السلام- وهي (أي الجامعة) قد وزعت كلياتها علي مدن الولاية الكبرى، وأخذت تديرها من قلب الجزيرة التي مساحتها (35*9)كلم شمالاً إلى الجنوب، وأخي المجاهد (مهدي إبراهيم) أدرى بها مني أنا.. ولكننا كوفد وفوج مقتحم لا نقف إلا عند (غار) الإمام المجدد (محمد أحمد المهدي) وكم تذكرت أنني عندما زرت موقع مولده بجزيرة (لبب) بدنقلا.. وكان معي أحد الإخوة من ديار المسيرية (بالفولة) فحين رأى الموقع وتحديدنا للبقعة لتكون موقعاً ملفتاً يضاء بالأنوار لتكون (شاهداً)، حين رأى ذلك انفعل وقال (أنا حين أرجع لكردفان سوف لن ينازعني أحد أنه رأى مثل الذي رأيت.. أي موقع مولد الإمام المهدي المجدد) فنحن بوفدنا كله دخلنا (الغار) حيث كان يتعبد (الإمام) تيمناً بغار (حراء) حول مكةالمكرمة، حيث أعد محمد (صلى الله عليه وسلم) نفسه لأمر الله.. فهنا من هذا الموقع انداحت وتحركت جيوش الفتح عبر كل المعارك (لأم درمان) لتجديد الدين.. فكانت الدولة.. دولة القصيدة والفتوحات وبذل النفس.. ووجدنا (التقابة).. نار القرآن حارقة الشيطان والأبالسة.. ومن ثم اتجهنا للانجاز الكبير (استاد) الجزيرة (أبا) الرياضي والاجتماعي والجماهيري السياحي الذي يهول من رآه.. واكتظت ساحة الاستاد بجماهير الشباب والشابات وحين ذكرنا أن الشباب هنا يملأون الأفق.. انبرى شيخ ذو لحية كثة.. وقال نحن هنا أيضاً نملأ الباحة كذلك.. وكانت الأمهات كذلك.. وكلهم يهتفون (لا إله إلا الله.. وأن محمداً رسول الله) ويقولون(جاهزين جاهزين لحماية الدين)، وهم يطالبون بتقوية الأجسام بالرياضة والتدريب، إذ إن لهم (24) نادياً رياضياً على مستوياتها (الثلاثة) ولهم (15) حكماً و(25) مدرباً و(16) فرقة للناشئين، ولهم مركز شباب.. فهل يا أيها الأخ الوزير (سوار) هل يجد طلبنا تصديقاً وتنفيذاً بقيام اتحاد (محلي)، وهل تكتمل ملحقات الاستاد الأخرى.. وهل سينعم سيد الشهداء (محمد صالح عمر) باستراحة.. باسمه، فقال لهم(حاج ماجد) صادقنا لكم ذلك، وما ضاع حق وراءه مطالب.. وهكذا تأبى الجزيرة (أبا) إلا الشموخ (وتابعونا).