سعدت هذه الولاية الوسطية (البيضاء)، سعدت بانبلاجات ووقفات التاريخ الوطني.. والكل حين يأتيها يقف مفاخراً كأنها ولايته (هو)، كما هي ولاية (رابحة) و(شنيبو) و(حاتم الوسيلة) و(سلمى الطيب) و(مهدي الطيب ) وغيرهم... وغيرهم وهي النيل... والصهيل... والزرع والضرع... والسهل والعتمور... بل هي التقابة والجزيرة... والجبيل هناك الذي يوازي ضاحية (رقيّق) الفيارين... وهي ولاية السلام وتعانق الجنوب بالشمال... وليكمل كل منكم ما يريد، فإن ما تريده أنت لا يوافيك إلا بالمزيد.. وهكذا القلب القوي الحميم تترى نبضاته على إبداعات الكيان المنداح في كل الحياة... ولقد ذكرت لكم في (المقالتين) السابقتين عن (أبا لمن أبي) و(أكاديمية ذوي الاحتياجات الخاصة).. فارجعوا إليهما ستجدون أن الجزيرة (أبا) هي تاريخ الجهاد... وأنها الآن تهز ساعدها لتكون بقعة نموذجية ومدينة تتحدى الضعف والاحتكار... وتجدون كذلك أن الدكتورة النابهة (سلمى الطيب علي طه) هي (عميد) الأكاديمية، وستكون صرحاً يزرع الطموح لدى ذوي العلل والقصور بإبداعات كامنة.. كل هذا جاء بمبادرة من الوزير الشاب (حاج ماجد محمد سوار) بوزارته... وزارة الشباب والرياضة (الاتحادية).. التي قالت لولايات السودان الأخرى والرياضة.. فلنعقد اجتماعاً تنسيقياً ومؤتمراً ومنابر ثقافة رياضية لهذه الوزارات جميعها... بشعار هو (نحو سودان موحد)- ولو بعد حين- يرعاه (أي التنسيقي).. يرعاه أخونا الأستاذ علي عثمان محمد طه... نائب رئيس الجمهورية في يوم السبت (18/12/2010) ويتفاعل حتى الأربعاء (22/12/2010)، فجاء السودان كله إلى النيل الأبيض، وجاءت الوزارة (الأم) بوزيرها (حاج ماجد) وإداراته (المثلثة) على رأسها إدارياً (علي سلطان)، وشبابياً (عفاف عبد الفضيل)، ورياضياً (د. نجم الدين)، ومنسقاً إشرافياً (محجوب بشير)، تنشط خلفه (أفراح) و(منى عبد القادر) و(عميدة) و(آخرون وأخريات)، ثم توافد الوزراء الولائيون وممثلوهم... ولم يتخلف الجنوب... بل أتى وعلى رأسهم (ويندر بوتديو) و(أنجلينا داو) وتزينت الولاية المضيافة... النيل الأبيض... فكانت (ربك) بقاعاتها واستراحاتها.. وكانت (كوستي) بمنازلها المفتوحة وإرثها التاريخي وشواطئها الدافئة بالأسماك... وكانت (كنانة) بقصورها ذات الكرم الشبابي الساهر... متى ومهما جئت أو أتيت وهي الحلم الأبيض المتصاعد من خضرتها الخلابة وجداولها حتى تخوم جبال سنار الغربية... وكانت (أبا) (بجاسرها) مهد الشهداء معبر الإمام (الهادي المهدي) و(محمد صادق الكاروي) والأستاذ (مهدي إبراهيم).. وبهذا توجهت كل مدن الولاية وأقمارها وأجهزتها وإنسانها وكل كياناتها، فاستقبلت الحشود الولائية شباباً وشابات، ورياضة وإدارات، ومشرفين وخبراء... فتداخلت وتفاعلت أنشطتها وإبداعاتها، فلم يكن النشاط الرياضي إلا بالشباب.. وليس كذلك الإبداع الفني والمسرحي إلا بهم هم... ولم تنعقد مداولات الثقافة والإستراتيجيات إلا في قاعات (تشريعية) فخمة، ولم تشهد مسارح النيل ومجالس القضائية إلا رجالاً ونساء يقولون ويتمنون انبهار الفلق وإشراق الأفق... وينظرون للشاشات المضيئة أمامهم ويسمعون الحكمة في تنادي وتشابك الشباب متسقاً كأنهم لم يسمعوا قوة طرحهم من قبل هذا.. ولكنها الصحبة والرفقة وتمازج وتوافق الأنفس والأفئدة.. وهم جميعاً كمجتمع ينصتون لبروفيسور الإستراتيجية (تاج السر محجوب) وهو يقول عن الشباب (تنئشة أجيال من شباب السودان وتأهيلها مؤمنة فعالة تتمسك بمباديء دينها وتتمثلها في الفكر والسلوك والأداء، وتدرك رسالتها الوطنية والمجتمعية والإنسانية).. و(يقول) وحدة شباب السودان كله أفراده وجماعاته وتنظيماته الطالبية والسياسية والثقافية والفنية والرياضة والكشفية... في إطار مؤسسي جامع... و(يقول)- أي بروفيسور تاج السر- تحقيق الحضور المؤثر لشباب السودان وطلابه في تحركهم الخارجي إقليمياً ودولياً.. و(يقول) أيضاً: الرعاية الخاصة للشباب ذوي الظروف الخاصة والشباب الموهوب مثل النازحين والمعاقين والنوابغ، ويستطرد البروفيسور قائلاً: تحقيق إلزامية الرياضة في المناهج التربوية للبنين والبنات ثم تعميم روابط الناشئين في كل ضروب الرياضة، وكذلك تأمين الوسائل المعينة على تحقيق كل هذه الأهداف. ومن الأهمية بمكان أن تخصص الأراضي الكافية والملائمة في الريف والحضر وحمايتها من التغول. ثم انعقدت قطاعات الشباب بقاعة منفردة تقدم أوراقها في هموم الشباب ورؤى وأطروحات الخطط والإستراتيجيات الرامية إلى عالم الغد المنفتح... وشهدت القاعة الطرح والتداول (البرلماني) الشبابي لكل مناحي النشاط والتنسيق وتجارب الولايات كلها... ومن جانب آخر انفردت قضايا وتنافسات الرياضة في قاعة أخرى... ترسم خرائط الطرق الناشطة القوية واكتساب المهارات والمتلازمات الحائزة على الفوز وحصد الميداليات والجوائز والدعوات والرحلات الإقليمية والمشاركات العالمية، كما رأت قاعة (ثالثة) انعقاد (المفوضيات) المتشابكة برئاسة لواء (مأمون مبارك أمان) وهي تقنن لكل الأنشطة الرياضية لترتاد القمم على علم ومخطط ودراية.. وبعد كل هذه الحلقات والتعاطي جاء الناس كلهم لقاعة (القضائية) ليشهدوا ندوة تداعيات التشابك الرياضى والتنافس (الخشن) بين الأندية الكبرى وما أفرزته من (ملاسنات)... وأين المقولة السارية في الأوساط الرياضية قاطبة وهي (الروح الرياضية).. أي (القوة والأريحية) و(الانسياب التنافسي) و(تمثيل وإمتاع الآخرين).. ثم إحراز السبق.. وما تسرب إلينا مهما كانت المواجهة والتسلق للغلبة، لا يمكن أن يكون إلا جنوحاً دخيلاً علينا.. ووضع المتحدثون والمعلقون وأصحاب الأسئلة، وضعوا وطالبوا بخلع العصبية الرياضية العمياء.. وبث القدوة مع القوة وإحراز الصدارة مثلما انتظرنا نحن يوماً بإستاد (كانو) بنيجيريا.. انتظرنا فريقهم المنافس لفريقنا.. انتظرناهم ليفرغوا من طعام الغداء فجاءونا بقوة فلم نستطع غلبهم ونحن النحفاء إلا بمخطط.. وكان المتحدثان في هذا المنتدى هما الصحفيان الرياضيان اللامعان ( أحمد محمد الحسن) و(كمال حامد ) فاستحقا الإشادة والإعجاب من الحضور والمبادرين بالتداول والمقترحات، ثم شهدت المدينة حلقات على التلفزيون حول معطيات الملتقى التنسيقي لولايات السودان في الشباب والرياضة ورؤية المستقبل.. ثم توافدت المدينة نحو مسرح ومنتدى ضباط القوات النظامية بكوستي الذي قدمت عليه إبداعات غنائية وإنشادية عبر نبرات الإعلامي (صلاح طه) وعبقريته في التقديم والرصد والمتابعة... وكان الحضور بتشريف الوالي (الشنبلي) ووزرائه.. ورعاية وزير الشباب والرياضة الاتحادي (حاج ماجد).. ولم يبارح (تجاني حاج موسي) المنبر إلا وكان محاضراً فالقاً ومنشداً بحنجرة واثقة قادمة من (الدويم).. وكم ذكرني حين كان يخاطبني وأنا (بالدمازين) ولاية النيل الأزرق يوماً هناك.. ثم جاء الناس لقاعة المجلس التشريعي، حيث قدمت الوزارة (الأم) تقريرها واندياحاتها ومشاركاتها الخارجية، ثم أعطت الأنموذج للولايات الأخرى، فقدمت هي الأخرى تجاربها ومدى تنسيقها مع الوزارة الاتحادية هذه.. ورؤية المستقبل. وكم وقف الحضور كلهم عند محاضرة الدكتور (عادل عبد العزيز الفكي) حول التمويل الأصغر من البنوك ليخرج نسبة البطالة الشبابية المقدرة ب (20%).. ليخرجهم من عاديات المخدرات والانحراف والتطاول عبر الساحات وغير ذلك.. حتى لا نجنح نحن لإنشاء وزارة تسمى (وزارة البطالة) كما فعلت دولة أوربية في ثمانييات القرن الماضي.. وقد وجه (البنك المركزي) بتخصيص نسبة (12%) للتمويل الأصغر هذا.. فلنعد دراستنا للجدوى.. ولتكن قاعدة الضمان هي من (مقتدر) أو (منظمة) أو (مركز) أو (جسم) من الأجسام.. فلتذهب البطالة إذاً.