الرجل الأنيق.. كامل الهندام.. واللهج الحلو، والجلسات البريئة المليئة بالرومانسيات الحالمة.. يجتذب الشابة التي لا تتحرى ما وراء خبره.. هو كذلك.. كل المواصفات لكنه كثير الوعود والكلام الجميل، وفي تطورات أخيرة بات يستغل «البنيات» بحلم إقامة البيت والسترة.. فيأخذ من هذه نسبة مقدرة من مرتبها على أمل أنه سيستغله في بناء حلم حياتهما معاً.. وأخرى.. وأخرى.. وتمضي الأيام وتصطدم كل واحدة منهن بكذبه ونفاقه بعد أن تكون صرفت دم قلبها من مرتبها المحدود، فالحبيب «داخل ختة والصرفة لسة».. والمسكينة عليها أن تصدقة خاصة إن كانت ممن بارح القطار محطاتهن وذقن حالة «العنوسة المقننة».. والمستغرب في الأمر أنهن يتعذبن بمثل هذه الحالات ولكنهن لا يتورعن في التورط مرة من بعد مرة... فكم من أمرأة أعدت العدة مع هذا الوسيم «أبو الشباب» لتتفاجأ بذهاب كل حصيلتها معه الى الأخرى، ولا تملك حيال ذلك إلا الإحساس بمرارة الكذب من بعد لذاذات.. ولك أن تتخيل «بجاحة» ذلك الشاب الذي تجرأ على إحداهن عندما لامته على لذاذات الكذب التي أوهمها بها، وسيطر بها على كل مافي قلبها ويدها عندما انفجر فيها قائلاً.. «ألم تعيشي لحظات حلوة؟» لم تحلمي بيها.. شنو يعني ماهيتك راحت لغيرك.. دا تمن كلامي الحلو السمعتك ليهو وانتي ما بتستاهلي عايني لروحك في المراية.. شوفي مقدار السعادة العشتيها لمن دخلت حياتك.. أها لازم أخلص حقي.. أنا زول شاب وفي مقبل العمر وعايز أعيش.. شنو يعني أكان غشيتك وانت فرحتي بالغشة دي..أهو كلو بتمنه.. ولا دايرين تعيشوا الرومانسيات دي ساي ملح ... والزمن زمن حسابات تأخذ لازم تدي..» ويا للحسرة التي تتجرعها المسكينة. ü نفسيات كثيرون يضمرون من اسقاطاتهم في حشاهم الباطن، ومن ثم تنفجر منهم بعض المواقف والتصرفات تنزل بهم الى مصافات دنيئة جداً عندما يجدون الفرصة خاصة في بعض الشرفاء والأصلاء «فينفشون بعضاً من غبائنهم على الدنيا» ممثلة في تنفيس الغبن والكراهية والحقد على الدنيا.. ولكن (عبدو) له نظرية مختلفة فإنه ينفس عن حقده على الآخرين فيما يشبه التودد المبطن بالخبث والازدراء.. فهؤلاء مثل القطب الأوحد في هذا الزمان.. يمدون الجزرة باليمين ويخرجون العصا بالشمال.. والعصا قد تكون نظرة «تافه»يرمقوك بها تحمل دلالة التشفي «والنظر الى ها أنا أفضل منك أنظر الي» فقد صار البعض محتشداً بالنفسيات تجاه البعض، حيث لا يلزمه إلا أن يجد طريقاً يبلغك به الازدراء الذي يدل على أن صاحبه أصغر مما تتصور وما يبدو ظاهره عليه.. (فعبدو) أحياناً يجافي مظهره الجميل النبيل بشئ من المرض والنفسيات الهابطة.. فالمظهر المفرط والتهندم والتجمل قد يخفي قبحاً ودناءة ما بعدها نفسيات.. فهل طابق «عبدو» ما بين مظهرة ومخبره.. آخر الكلام:- .. هندام .. أبهة.. قشرة جميلة ومحتوى خاو، وفراغ نفسي يقودك دائماً للاحساس بتفاهة وحقارة البعض، وإن جعلوك أحياناً تحس بأن الحياة بها شيء من اللذة ولكنها كانت لذاذات كاذبة .. دمتم.