السلام يصنع بالكلام.. فإن النار بالعودين تذكى وإن الحرب أولها كلام والحرب أيضاً يصنعها الكلام: (ستدفع ثمن هذه الكلمة غالياً). لورد آرلنجتون. وقديماً قال عنترة للنعمان بن المنذر ابن ماء السماء: فإن كنت تعلم يا نعمان أن يدي قصيرة عنك فالأيام تنقلب ولو فتحنا هذا الباب لاحتجنا إلى دواوين، وأولها ديوان المصروفات لنتمكن من إذاعة هذا الكم الهائل من الأدب العربي والعالمي الذي ينذر بالحرب أو يبشر بالسلام.. وفي الأثر بشروا ولا تنفروا.... ويسروا ولا تعسروا. أقول هذا عتاباً على التراشقات والتنابذ بالألقاب والألفاظ (ولا تنابذوا بالألقاب بئس الإثم الفسوق بعد الإيمان).. ومن لم يتب فقد أنذر بالعقاب.. وكان من الظالمين.. وقد كانت نتيجة هذه التراشقات إيغار الصدور وشحن النفوس وتوجس الشر وزعزعة الثقة التي تبنى عليها المحبة والسلام. ولذلك على رجل السياسة أن يزن ألفاظه وكلامه بميزان الذهب، وأن يقود الغوغاء لا أن تقوده. لا يصلح الناس فوضى لا سراة لهم ولا سراة إذا جهالهم سادوا على أيام جيلنا كان الذي يقول كلاماً في غير محله ينظر إليه باندهاش.. أما الآن فهناك من يضحك.. وهناك من يصفق وهناك من يشجع ويقول: أيوه هذا يخدم خطنا السياسي.. وقد يكون هذا المسكين لا يحسن فك الخط.. اللهم أرحمنا من جهالنا وقد حذر أهل العلم منهم، ومن أدعية الإمام المهدي(عليه السلام) في إشراقات راتبه (.. إني أعوذ بك أن أكون من الغافلين).. اللهم إنا نسألك أن لا تكل أمورنا لمن لا يخافك ولا يرحمنا يا أرحم الراحمين.