لا أعرف ماهي دلالات اللعبة الغريبة التي لا تمارس عند بعض الشباب إلا أيام أعياد السنة فقط..!! هي من حيث التوقيت قريبة من لعبة التزحلق على الجليد فأنت لا تستطيع التزحلق إن لم يكن أمامك هذا ال Snow الأبيض!! والا ستتسخ ملابس من يقوم بها في الشارع العام وربما يصبح مثار ضحك وتندر المارة!! أنا مع ترك الناس يلعبون على السجية ويروحون عن أنفسهم ساعة ولكنهم يتراشقون بالماء والبيض المسألة لا تخلو من «عوارة» أو قل لا تلخو من شوية خلل ما ربما أسبابه حرمان أو كتم شديد على الأنفاس والأجساد أنا لا أكتب غاضباً من هذه الظاهرة التي شاهدتها أمس الأول ولكنني لا أعرف السر وراء دلالاتها فهي في حاجة لتحليل مضمون من نوع خاص ومن خبراء في مجالات علوم النفس والاجتماع والسياسة فنحن تحليلاتنا تجيء أحياناً خارج الصورة أو تبعث على الملل من كثرة التكرار. ü أنا شخصياً أغلقت أبواب سيارتي وكان بصحبتي الزميل أسعد حسن ومعي أفراد الأسرة ونحن في حالة تجوال بشوارع العاصمة ليلة رأس السنة وطفقنا ننظر بدهشة لمنظر المياه التي تنسكب في الرؤوس وفي زجاج العربات أحدهم جرى بكيس ماء ولاحق سيارة كلك أمامنا ولكن الفتيات كنّ أشطر وفي ثوان أغلقن زجاج العربات واندلق الماء على الزجاج الخارجي بين ضحكات الانتصار في «الداخل» وآهات الهزيمة في «الخارج» وشماتة الوسط الذي يتفرج باستمتاع على هذه المسرحية والتي قلنا إنها تحدث مرة واحدة في العام. ü الظاهرة في حد ذاتها ليست مزعجة وربما هي أقرب للطرافة أو هي شيء يشبه كثيراً من الظواهر والمتغيرات في مجتمعنا السوداني فهؤلاء الصبية في عقلهم الباطن ربما يرون الكثير من أنواع التراشق فهناك التراشق بالألفاظ والتراشق بالبنياا الفخمة!! والتراشق بالسيارات الفارهة والتراشق بالشيكات الطائرة و«الراكة» والتراشق بالنار كما يحدث بين الحكومة والحركات المسلحة و«المصلحة» والتراشق بالوطن ما يحدث بين المؤتمر والحركة. أتركوهم يتراشقون بالماء فهو على أي حال أفضل من التراشق بالدم!!