الكلام في القاعات المكندشة «كلام»!! عندما يرى المسؤول الميكرفون أمامه ويرى «حبيبات» الفول والبلح و«موية» الصحة المكندشة.. فإنه يفتح في الكلام ويأتي بالكلمات الوردية المعسولة «المنمقة» و«الباردة» التي لا تمت للواقع بصلة!! ü آمنة صالح ضرار وزيرة الدولة بوزارة العمل قالت أمام احتفال نظمته وزارتها وبحضور «خواجات» منظمة العمل الدولية إن السودان يعتبر من أوائل 12 دولة جنوب الصحراء موقعة على المواثيق الخاصة بحماية الأطفال ومناهضة أسوأ أشكال عملهم!! ü هذا الكلام «يكذبه» الواقع و«الجغرافية»! مكتب الوزيرة على ما اعتقد يقع في شارع الجامعة، وعلى مقربة منه هناك شارع «المك نمر» وهو يتقاطع مع شارع البلدية. في هذه الرقعة الجغرافية الصغيرة والقريبة من مكتب وزيرة الدولة، ولا يبعد كثيراً أيضاً على ما اعتقد من مكتب مستشارة رئيس الجمهورية رجاء حسن خليفة والتي قالت إيضا إن السودان أوفى بالتزاماته المحلية والإقليمية والدولية في مناهضة كافة أشكال عمل الأطفال..لاحظ عزيزي القارئ كلمة «كافة».. على مقربة من هذا المكان يوجد مئات الأطفال الذين يمارسون مهنة تجارة الشوارع في أسوأ الظروف وتحت رحمة الاستوبات والسيارات المستعجلة والمجنونة والتي ربما تدهس أحدهم في ثوان!! وفي هذه الحالة غلطان المرحوم. ü مئات الأطفال في أهم شوارع الخرطوم شرق وفي قلب التقاطعات- التي يمر بها كل «ناس الدولة» مثل «آمنة ورجاء» - يلهث الأطفال في أسمال بالية يبيعون زجاجات الماء والمناديل والبضائع «المغشوشة».. هل توقفت وزيرة الدولة للعمل أمام هذه المناظر وكذلك المستشارة رجاء قبل أن تتفوها بمثل هذا الكلام الغير صحيح ولا يسنده واقع أو دليل!؟! üأنا أعبر هذه الشوارع كل يوم وأدير حواراً خاطفاً مدته لا تتجاوز زمن فتح الإشارة ما بين «الحمراء» و«الخضراء» و«الصفراء».. وفي خلال هذا البرهة أحاول جاهداً استخدام «أشعتي» تحت الحمراء من التفكير والتحليل والغوص وراء ظاهرة انتشار الباعة الأطفال في شوارع العاصمة وعلى مقربة من وزارة العمل - يا عمك حلاوة حربة - العشرة بألف. نشتري الحربة من باب المساعدة ولا نجد فيها أثراً «لحربة» أو «سكين».. فقط سكر ولون «مغشوش» من وراء هؤلاء الأطفال؟! من هو «الزعيم» الذي يعطيهم بضاعة مغشوشة ليلهثوا بها بين فارهات السيارات في الخرطوم؟! ü أطفال في عمر الزهور ومكانهم ثاني أو ثالث أو رابع أساس ومع ذلك يلهثون ويستجدون للمارة وأصحاب السيارات في أسوأ استغلال للطفولة وللبراءة!! ü منظر بسيط لعمالة الأطفال في قلب الخرطوم فماذا عن أشكال العمالة الأخرى المنتهكة؟!.. ومع ذلك تقول «آمنة» و«رجاء» إن السودان أوفى بالتزاماته في مناهضة كافة أشكال عمالة الخرطوم!!