تعتبر مشكلة تغير المناخ الناتجة عن تراكم غازات الاحتباس الحراري في الغلاف الجوي ومصادر الغازات المنبعثة من الصناعات والغابات والنفايات وغيرها وآثارها الناجمة من ارتفاع درجات الحرارة وارتفاع مستوى سطح البحر وزيادة مُعدلات حدوث وشدة الظواهر الجوية الشاذة مثل الفيضانات والجفاف وغيرها من مُحدّقات الأخطار التي تنعكس سلباً على الأمن الغذائي ووفرة المياه العذبة والصحّة ... إنعكاسات تغيّر المناخ على أفريقيا : و لفتت دراسة إلى خطورة تغير المناخ وأثره على عدد أيام الموسم الزراعي وانعكاس تلك التغيرات بحدوث الآثار السالبة على الدول النامية لاعتمادهم الكلي على الموارد الطبيعية ومحدودية مقدرتهم على التكيف وأشارت الدراسة إلى أن القارة الأفريقية واحدة من أكثر القارات المعرضة لتغير المناخ لقلة مقدرتها على التكيف و بنهاية القرن ال21 سيؤثر ارتفاع البحر في المناطق الساحلية والمنخفضة والدول الجزرية وبحدوث تدهور في الشُعب المرجانية والمانجروف و دورات جفاف حادة ونقص في مياه الأنهار في الحزام الممتد من السنغال وحتى السودان وقالت الدراسة التي ناقشتها ورقة التغيرات المناخية والأمن الغذائي التي قدمها الدكتور إسماعيل الجزولي خلال الملتقى الشهري للأمن الغذائي بوزارة الزراعة قالت بتأثر الدول الفقيرة والفقراء و الريف حيث سيكون الأخير الأكثر عرضة للتأثر لاعتماده على الموارد الطبيعية وكذلك الأطفال والنساء ، وفي مجال المياه كشفت عن تعرض ما بين 75-250 مليون شخص لنقص المياه ،كما توقعت نقص كميات المياه الجارية في الأنهار مما سيؤدي للتأثير على مخزون البحيرات والطاقة .ومن الانعكاسات الخطيرة على الزراعة نقص عدد أيام الموسم الزراعي والأراضي الصالحة للزراعة المطرية ونقص الإنتاج والإنتاجية والتي قد تصل الى 50% إلى جانب تأثر قطاع الثروة الحيوانية والسمكية. تغير المناخ في السودان : ومع التغيرات والأحداث التي طرأت على المناخ والتي سجلت تغيرًا واضحًا في ال30 عاماً الأخيرة خلال القرن العشرين اعتبرت الغالبية العظمى من أراضي السودان ذات حساسية للتغيرات في درجات الحرارة والترسيب وتم وصف النظام البيئي بالهش وبضعف البنية التحتية والاقتصادية وأشار الدكتور الجزولي إلى اعتماد أكثر من 70% من سكان السودان على المصادر ذات الحساسية للمناخ لكسب الرزق. ويتوقع بحسب الدراسات في التجربة السودانية الانتقال في نطاقات المناخات الزراعية في اتجاه الجنوب الجغرافي وحدوث نقص كبير في إنتاجية محاصيل الذرة والدخن قد تصل إلى أكثر من 50% من بعض المناطق التي تزرع حالياً وإمكانية حدوث تدني في إنتاجية الصمغ العربي بنسبة تتراوح بين 25- 30% ، وحذرت الدراسة من حدوث مشكلة مائية والناتج من تناقص كمية المياة الجوفية عند تناقص الترسيب أو زيادة درجة الحرارة ومعدل التبخر ويسبب ذلك نتائج ذات تأثير خطير على السودان ذلك وأنه بحسب ما أوضحت الدراسات القومية فإن رطوبة التربة تنخفض تحت تأثير التغيرات المناخية إلى جانب زيادة استهلاك السكّان وتذبذب الأمطار والتبخر. القوى المؤثرة في الأمن الغذائي : برزت العولمة كعامل رئيس بما فيها من تحرير للتجارة العالمية والتطورات التكنولوجية وتسارع نمو المدن على حساب الريف واستمرار النزاعات ، وكعامل مؤثر في الأمن الغذائي تدهور الموارد الطبيعية ونقص المياه العذبة والتغيير الكبير في أنماط الزراعة وظهور ونشوء وبصورة متكررة بعض الكوارث الصحية وأمراض الجوع في أنحاء متفرقة من العالم. توصيات نادى الخبراء والمختصون في التوصيات بضرورة دعم المشاريع الإستراتيجية الوطنية للتكييف التي تم تطبيقها في خمس ولايات ليتم تعميمها على كل الولايات مع التشديد على أهمية رفع الوعي بالآثار المتوقعة من التغيرات المناخية ووسائل التكيف معها وترشيد استخدام الموارد الطبيعية والبيئية واستخدام بدائل الطاقة غير المضرة والصديقة للبيئة كما تم التأكيد على أهمية ربط البحوث بالسوق والطلب والأسعار لضمان تطبيقها والتأكيد على دور البحوث لاستنباط بذور بمواصفات تواكب التغيرات المناخية (عينات سريعة النضج ومقاومة للجفاف) والشروع في إعداد دراسات وبحوث توضح وسائل التكيف مع تلك التغيرات.