هذا الوطن السودان الموحد قبل الانفصال، والسودان امأنة في أعناقنا جميعاً والحفاظ على وحدته ضرورة من ضروريات الحياة الكريمة، وكان من المفترض البحث عن السبل الكفيلة لتحقيق العدل والمساواة في شماله وجنوبه، وليس التفكير في فصل جنوبه عن شماله وعوامل النجاح متوفرة أكثر من عوامل الفشل، وكان التعايش السلمي وتقاسم السلطة والثروة هو الحل الأمثل للشمال والجنوب، وهذه مبادرة مفتوحة من أجل المصير في مركب واحد شماليين وجنوبيين يعملون لإزالة كل العراقيل والمعوقات التي تقف حجرة عثرة أمام كشف الحقائق التي لا تقبل الجدل والمساومة، وكل السبل ممكنة وهناك من يقول نحن من أجل السلام والوحدة، التي تقوم على أساس الفيدرالية، وهناك من يقول يمكن قيام دولة إسلامية في الشمال وعلمانية في الجنوب، وتقوم العلاقة بين الشمال والجنوب على أساس الاحترام المتبادل بالوفاق والانسجام الذي يجمع ولا يفرق، والتمسك بالوحدة وليس الانفصال، وهذا شيء جميل الشيء الذي يفتح صفحة جديدة بعيداً عن التفكير المتعصب الذي يقود السودان الى كوارث تهدد أمنه واستقراره وسلامة أراضيه، ولذا كان العمل من أجل توحيد الجهود ومن أجل وحدته وسلامة أراضيه ممن يعمل من أجل تفكيكه وتمزيق أوصاله، دون اغراءات الترابط الاجتماعي والتمازج بين القبائل والمصاهرة بين الشماليين والجنوبيين، من حيث وجود أبناء سودانيين الأم جنوبية والابن شمالي ونجد من هم، الأب جنوبي والام شمالية، حتى أصبح اليوم السودان جسر تواصل عربي افريقي، ولذا أقول.. على مّن تقع مسؤولية فصل الجنوب عن الشمال وتفكيك أواصر المودة والاخاء بين المواطن الجنوبي والشمالي، فلننظر عندما اشتدت الحرب في الجنوب لماذا هاجر الجنوبيون الى الشمال، وهذا خير دليل وشاهد على أن الشماليين يقبلون الجنوبيين بدون فرز أو تمييز بينهم كمواطنين سودانيين، الشيء الذي يجعل التمسك بوحدة السودان ضرورة من ضرورة الاستقرار للتركيز لخيار الوحدة الجاذبة، ويجب علينا جميعاً لتحكم على صوت العقل والضمير الذي يميز بين الحق والباطل، هو أن يعطي للمواطن الجنوبي معلومات مزيفة، ويقولون له بأن المواطن الجنوبي هو مواطن من الدرجة الثانية في السودان الموحد، وهذا القول لا يمت للحقيقة بصلة، والدليل هو أن المواطن الجنوبي عندما اشتدت الحرب في الجنوب كان مأواه الشمال، وأن كان قرار الوحدة أو الانفصال بيد المواطنين الجنوبيين فيجب على الساسة أن يكونوا مصدراً لاعطاء الحقائق المجردة من الغرض والاهواء، لكشف الحقائق، وإعطاء معلومات دقيقة وصحيحة، حتى يكون المواطن الجنوبي على بينة وبصيرة من أمره، ولكل إنسان مكوناته الفكرية وبمقتضياتها برسم طريق سيره وهو حر، في أن يختار الوحدة أو الانفصال دون هجر واحد، والجميع يعلم أن الانفصال عواقبه وخيمة ويفتح الباب أمام أصحاب الغرض والأهواء والمكاسب الرخيصة، فأرجوا أن نكون رسل سلام وليس مصدراً للشر وتمليك الحقائق للمواطن وعن طريق المنابر والمنتديات والمحاضرات والسمنارات، والكل يتحدث بما يتراءى له، وأقول تختلف الآراء كما تختلف الوجوه، وبعد ذلك يحدث التعايش والمفارقة، ثم اختيار ما هو أنسب الى الحقيقة، والحقيقة انفصال الجنوب عن الشمال بفتح باب الصراعات، التي لا تقتصر على السودان وحسب بل على افريقيا بأجمعها، ومن المعلوم أن تحقيق الوحدة بدون سلاح، وهناك من يدعو الى التفكك بالسلاح، وعلى الكل ينظر الى أمريكا التي علمت بجد واجتهاد من أجل تفكيك الاتحاد السوفيتي، ثم عملت للوقوف مع العراق لضرب ايران، وبعد خروجه من اراضي ايران واحتلال الكويت، تم اخراج العراق من الكويت بالقوة، وجمع الصف بواسطة أمريكا.. وأخيراً ضرب العراق والاتجاه لضرب ايران وسوريا ثم السودان، وهذا لا يخفى على أحد، وعلى الذين يعملون من أجل الانفصال، وهم يبحثون عن ضالتهم المنشودة هل يجدونها عند اسرائيل والولاياتالمتحدةالأمريكية والتي تريد تفكيك الدول، وتجميع أوربا لوحدة واحدة، وهذه رسالة للسودانيين شماليين وجنوبيين، أن تعمل عملاً من أجل الوحدة والديموقراطية والعدالة والانصاف لتطبيق شعار البشير وقرنق، البشير يقول ما جعلنا أساساً إلا من أجل قضايا متعددة، وأهمها قضية التنمية الاقتصادية والاجتماعية والعدالة، والانفتاح الى ربط السودان المتخلف.. أما قرنق يقول الحركة الشعبية من أجل تحرير السودان من الظلم والمحسوبية والاستبداد وكل الأساليب الفاسدة، وهذا شيء جميل، وعلى الساسة تعميق هذه المفاهيم وترجمتها الى عمل جاد ومخلص متفاني فيه، وبذلك يتخلص الشعب السوداني من العوائق التي تعوق مسيرته نحو حياة أفضل، وبناء كل المجتمع السوداني وبصفة خاصة الذي يعاني من التخلف والانكماش.. الطريق شاق وطويل، والسودانيون قادرون على حل مشاكلهم بأنفسهم،اذا كان الشعب يسير في الطريق الصحيح برسم السياسات ووضع الخطط والبرامج الرامية لتطويره، من أجل التقدم والازدهار، ومن أجل ذلك فلابد من قيام حكومة قومية، من أجل تكوين جبهة عريضة تضم في طياتها كل الأطراف دون اقصاء لاي حزب، ومن أجل مواجهة تيار المد الفكري المضاد لوحدة السودان الحبيب، وهذا هو الأساس المتين لوحدة الصف المناهض للتفكك والتمزيق، والجنوب لم يكن مهماً اجتماعياً وفكرياً حتى يستوعب معدلات الانفصال، مع الأخذ في الاعتبار أن الأممالمتحدة ترفض اي اتجاه لتأجيل الاستفتاء في السودان، والأممالمتحدة لا تتعهد بشيء، وعلى سبيل المثال نرى الفلسطينيين يقتلون صباح ومساء ولا تفعل اي شيء، فإذا اجتمعت لتتخذ قراراً بالادانة فسرعان ما تتحرك الولاياتالمتحدةالامريكية لاستعمالها نقض القرار وحق الفيتو، فكيف تنتظر أمريكا أن تفعل شيئاً من أجل تقدم السودان وازدهاره بين الأمم المحبة للسلام، وأقول للمؤتمر الوطني أن يتنازل ويوافق على قيام حكومة قومية من أجل وحدة السودان، ومواجهة كل المهددات التي يواجهها من دول الاستكبار ويكون السودان فوق المكايدات الحزبية والمنازعات والخلافات، التي لا تجدي بشيء ونسأل المولى عز وجل أن يهدينا جميعاً الى الصراط المستقيم، أنه نعم المولى ونعم النصير.