القمة العربية تصدر بيانها الختامي.. والأمم المتحدة ترد سريعا "السودان"    إسبانيا ترفض رسو سفينة تحمل أسلحة إلى إسرائيل    كواسي أبياه يراهن على الشباب ويكسب الجولة..الجهاز الفني يجهز الدوليين لمباراة الأحد    ناقشا تأهيل الملاعب وبرامج التطوير والمساعدات الإنسانية ودعم المنتخبات…وفد السودان ببانكوك برئاسة جعفر يلتقي رئيس المؤسسة الدولية    مدير الإدارة العامة للمرور يشيد بنافذتي المتمة والقضارف لضبطهما إجراءات ترخيص عدد (2) مركبة مسروقة    منتخبنا فاقد للصلاحية؟؟    إدارة مرور ولاية نهر النيل تنظم حركة سير المركبات بمحلية عطبرة    اللاعبين الأعلى دخلًا بالعالم.. من جاء في القائمة؟    جبريل : مرحباً بأموال الإستثمار الاجنبي في قطاع الصناعة بالسودان    قيادي سابق ببنك السودان يطالب بصندوق تعويضي لمنهوبات المصارف    شاهد بالصورة.. (سالي عثمان) قصة إعلامية ومذيعة سودانية حسناء أهلها من (مروي الباسا) وولدت في الجزيرة ودرست بمصر    شاهد بالفيديو.. الرجل السودني الذي ظهر في مقطع مع الراقصة آية أفرو وهو يتغزل فيها يشكو من سخرية الجمهور : (ما تعرضت له من هجوم لم يتعرض له أهل بغداد في زمن التتار)    شاهد بالصورة والفيديو.. الفنان أحمد محمد عوض يتغزل في الحسناء المصرية العاشقة للفن السوداني (زولتنا وحبيبتنا وبنحبها جداً) وساخرون: (انبراش قدام النور والجمهور)    الخارجية تنفي تصريحا بعدم منحها تأشيرة للمبعوث    آفاق الهجوم الروسي الجديد    كيف يتم تهريب محاصيل الجزيرة من تمبول إلي أسواق محلية حلفا الجديدة ؟!    شبكة إجرامية متخصصة في تزوير المستندات والمكاتبات الرسمية الخاصة بوزارة التجارة الخارجية    مناوي: وصلتنا اخبار أكيدة ان قيادة مليشات الدعم السريع قامت بإطلاق استنفار جديد لاجتياح الفاشر ونهبها    مانشستر يونايتد يهزم نيوكاسل ليعزز آماله في التأهل لبطولة أوروبية    يوفنتوس يتوج بكأس إيطاليا للمرة ال15 في تاريخه على حساب أتالانتا    إنشاء "مصفاة جديدة للذهب"... هل يغير من الوضع السياسي والاقتصادي في السودان؟    عثمان ميرغني يكتب: السودان… العودة المنتظرة    واشنطن تعلن فرض عقوبات على قائدين بالدعم السريع.. من هما؟    د. الشفيع خضر سعيد يكتب: لابد من تفعيل آليات وقف القتال في السودان    الكشف عن شرط مورينيو للتدريب في السعودية    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني في الموازي ليوم الأربعاء    رسميا.. كأس العرب في قطر    وسط توترات بشأن رفح.. مسؤول أميركي يعتزم إجراء محادثات بالسعودية وإسرائيل    عالم آثار: التاريخ والعلم لم يثبتا أن الله كلم موسى في سيناء    "تسونامي" الذكاء الاصطناعي يضرب الوظائف حول العالم.. ما وضع المنطقة العربية؟    "بسبب تزايد خطف النساء".. دعوى قضائية لإلغاء ترخيص شركتي "أوبر" و"كريم" في مصر    شاهد بالصورة.. حسناء السوشيال ميديا "لوشي" تنعي جوان الخطيب بعبارات مؤثرة: (حمودي دا حته من قلبي وياريت لو بتعرفوه زي ما أنا بعرفه ولا بتشوفوه بعيوني.. البعملو في السر مازي الظاهر ليكم)    حتي لا يصبح جوان الخطيبي قدوة    5 طرق للتخلص من "إدمان" الخلوي في السرير    انعقاد ورشة عمل لتأهيل القطاع الصناعي في السودان بالقاهرة    أسامه عبدالماجد: هدية الى جبريل و(القحاتة)    "المايونيز" وراء التسمم الجماعي بأحد مطاعم الرياض    محمد وداعة يكتب: ميثاق السودان ..الاقتصاد و معاش الناس    تأهب في السعودية بسبب مرض خطير    باحث مصري: قصة موسى والبحر خاطئة والنبي إدريس هو أوزوريس    أصحاب هواتف آيفون يواجهون مشاكل مع حساب آبل    الفيلم السوداني وداعا جوليا يفتتح مهرجان مالمو للسينما في السويد    بنقرة واحدة صار بإمكانك تحويل أي نص إلى فيديو.. تعرف إلى Vidu    كيف يُسهم الشخير في فقدان الأسنان؟    روضة الحاج: فأنا أحبكَ سيَّدي مذ لم أكُنْ حُبَّاً تخلَّلَ فيَّ كلَّ خليةٍ مذ كنتُ حتى ساعتي يتخلَّلُ!    هنيدي ومحمد رمضان ويوسف الشريف في عزاء والدة كريم عبد العزيز    أسترازينيكا تبدأ سحب لقاح كوفيد-19 عالمياً    الصحة العالمية: نصف مستشفيات السودان خارج الخدمة    تنكُر يوقع هارباً في قبضة الشرطة بفلوريدا – صورة    معتصم اقرع: حرمة الموت وحقوق الجسد الحي    يس علي يس يكتب: السودان في قلب الإمارات..!!    يسرقان مجوهرات امرأة في وضح النهار بالتنويم المغناطيسي    بعد عام من تهجير السكان.. كيف تبدو الخرطوم؟!    العقاد والمسيح والحب    أمس حبيت راسك!    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الصفقة
نشر في الصحافة يوم 28 - 06 - 2010

موضوع الصفقة هو الوحدة الصادقة لا الجاذبة ولا الكاذبة.
أطراف الصفقة:
1- الولايات المتحدة الاميركية.
2- جمهورية مصر العربية.
3- جمهورية السودان.
4- الحركة الشعبية- بقيادة د. قرنق.
5 المنطلقات الاميركية للصفقة:
1- الولايات المتحدة الاميركية: المصالح الاقتصادية العليا بحسبان ان السودان الموحد من وجهة الموارد الاستراتيجية الطبيعية والمصنعة «الوقود، الحيوي» ووفرة مصادر المياه والطاقة الشمسية والمناخ والموقع الجغرافي الاستراتيجي وخصائص وقيم وأخلاقيات الشعب السوداني المتفرد. بهذه الخصائص اضحى السودان دائرة من اهم دوائر الامن الوطني القومي الاميركي من منظور الفهم المتقدم لتفريق الامن القومي الاميركي -الحديث- الذي تخطى الحدود الجغرافية، وارتبط مباشرة بالمصالح المتعلقة بالموارد الاستراتيجية وانطلاقاً من متطلبات وسياسات الهيمنة المتبعة من قبل الولايات المتحدة في مناطق العالم التي أكدت أن الموارد الاستراتيجية والمواقع الاستراتيجية من وجهة نظر الولايات المتحدة «لا وطن لهما»، وانطلاقا من هذه العقيدة الاستعلائية اضحى من غير المستغرب ان نشاهد ما نشاهده اليوم من اجتياح القوات الاميركية بالقوة العسكرية لاي بلد تتواجد فيه المصالح العليا الاميركية ومن دون وجود اية مبررات قانونية ولا أخلاقية، ولنا في العراق وافغانستان ترجمة حقيقية لهذه المفاهيم الاستعلائية على ارض الواقع.
2- المنطلقات المصرية للصفقة:
وحدة السودان بالنسبة لجمهورية مصر العربية، تعتبر من اهم الركائز للامن القومي المصري المرتبط عضويا بضمان انسياب مياه النيل وفق الاتفاقيات الاقليمية والدولية التي ترتبت عليها حقوق مصر المكتسبة في مياه النيل بالاضافة الى ان وحدة السودان وامنه واستقراره يعد بدون ادنى شك امرا محورياً بالنسبة للعمق الاستراتيجي للامن القومي المصري من الناحية الجنوبية.
3- المنطلقات السودانية للصفقة:
الوحدة مطلب شعبي ورسمي اكيد.
- الوحدة بالنسبة للسودان ظلت وما زالت وستظل هي الهدف القومي والاستراتيجي الاعلى.
وأي تراخ أو استرخاء في حيال هذا الهدف القومي الأعلى، سيعرض البلاد إلى فوضى عارمة في جميع أرجائه وأن اي فوضى او تفكك في اي جزء من السودان لا يقوى هذا الجيل ولا الاجيال القادمة بكل مكوناته السياسية والاجتماعية - على تحمل تبعاته الوخيمة ولا تحمل عبء مسؤولياته التاريخية المجلجلة الاثر.
ان وحدة السودان عبر هذه الصفقة هي الضمان الوحيدة لبقاء هذه النظام واستمراره في الحكم الى ما بعد حدوث الوحدة عبر الاستفتاء.
أ/ المتطلبات الحكومية للصفقة:
ايقاف الحرب ، حكم الجنوب، قسمة الثروة والسلطة ومشاركة الشمال في الحكم، تجنب الحرب الجنوبية، الجنوبية : الحرب الاهلية).
امكانية حكم السودان في المستقبل كما حكم اوباما الولايات المتحدة الامريكية اليوم.
اذن من خلال القراءة الصحيحة لمآلات تقرير المصير ، قد تأكد لنا في وحدة السودان تلاقحت المصالح العليا والاستراتيجية لأقوى دولة عظمى في العالم وهي الولايات المتحدة الامريكية، مع مصالح اقوى دولة اقليمية رائدة في المنطقة العربية والافريقية هي جمهورية مصر مع مصالح اكبر دولة واعدة ومهانة في المحيط العربي والافريقي وهي جمهورية السودان - مع مصالح اقوى حركة حاملة للسلاح في السودان. وعلى قيادتها شخصية قيادية جنوبية يشار اليها بكل اعجاب وفخر في السودان والمحافل الدولية.
وبقي علينا ان نوضح بان هذا التلاقح الذي اشرنا اليه ليس هو تلاقح مصالح عليا واستراتيجيات لها ما لها وعليها ما عليها فقط وانما اضحى هذا التلاقح يمس الجهاز العصبي للأمن القومي بصورة مباشرة لهذه الاطراف المشار اليها، الامر الذي من وجهة النظر الامنية يعطي الحق المطلق لهذه الاطراف مجتمعة او منفردة او التدخل بأية صورة من صور التدخل بدون التقيد بالنظم والاطر القانونية والاخلاقية التي تحول بينها وبين حماية امنها القومي في مسألة الصناعة بالتهديد المباشر والاكيد.. وعلى كل طرف من هذه الاطراف المعنية بالصفقة عليه اتخاذ التدابير الامنية والعسكرية اللازمة لمقابلة حالات الانفلات الامني والقومي التي ربما تعوق مسار هذه الصفقة المرتكز الاساسي للوحدة الحقيقية. مع اعترافنا الاكيد بان هنالك عقبات ستحول دون تحقيق الوحدة غير الصفقة. هذه العقبات منها ما هو داخلي ومنها ما هو خارجي.
العقبات الداخلية:
1- استمرار الحرب في الجنوب التي امتدت واقعدت السودان سياسيا واقتصادياً واجتماعيا ردحا من الزمان دون مبررات اخلاقية ولا موضوعية.
2- شح الموارد المالية للبلاد وضعفها بالمقارنة بحجم السودان وطبيعة التحديات الامنية الداخلية والخارجية التي تواجه البلاد، بالاضافة للمصاعب التمويلية المتعلقة بحياة المواطن واتساع رقعة الفقر وتفشي البطالة بين الشباب والنزوح والتداعيات بين القبائل في مناطق التماس -العدالة الاجتماعية.
3- توجهات النظام الحاكم التي في نظر البعض بها قدر من التشدد وفي نظر البعض الآخر بها قدر اكبر من الاعتدال في الآونة الاخيرة.
4- غياب العقيدة الوطنية الممثلة في المواطنة كعقيدة وطنية وليس كشعارات ترفع.
5- الفعاليات السياسية التقليدية التي تعج بها الساحة السياسية اليوم تعيش في حالة من الارتباك الهيكلي وتعاني من هشاشة المواقف وعدم صلاحيتها في معالجة كثير من المصاعب التي يعاني منها السودان بدءاً بحياة المواطن وانتهاء بضعف المشاركة والمساهمة في الحلول الوطنية المتعلقة بالقضايا الحساسة التي تمس الجهاز العصبي للامن القومي السوداني مباشرة مثل جنوب النيل الازرق، دارفور، الوحدة، الجنائية الدولية.
3- العقبات الخارجية:
السودان دولة محاطة ب 9 دول عربية وافريقية هذه الدول لها مصالح مباشرة مع دول كبرى وعلى رأسها الولايات المتحدة الاميركية.. هذه الدول تعاني من مصاعب التخلف الاقتصادي والتردي الامني.. واغلب خرائط هذه الدول مفتعلة بالتداخل القبلي وبالنزاعات والتوترات الكامنة.
بعضها طامع في خيرات السودان المتعددة وبعضها يسعى جاهداً لحل مشاكله الداخلية عبر تصديرها للسودان عن طريق التسلل الجماعي غير المشروع. والاقامة فيه بدون اي مسوغ قانوني. ومنهم من تجرد باستقطاع اراضي خصبة من السودان والبعض الآخر وضع يده في مناطق واعدة بالخيرات المستقبلية.
دور الولايات المتحدة الاميركية في الصفقة:
إن الولايات المتحدة الاميركية هي اللاعب المحوري في الصفقة، وعبر اجهزتها الاستخباراتية في السودان والمنتشرة في الدول المعنية بالسودان وعبر اعوانها بالداخل والمنتشردين في ارجاء العالم الذين امدوها بالمعلومات الاستخباراتية الصادقة والحساسة عن السودان وان من المؤكد ليس من المحتمل بانها -اي- اميركا اضحى ما لديها من معلومات وفيرة عن السودان وما يجري فيه من احداث سياسية وامنية ومستقبلية انطلاقاً من فهم اميركا المتقدم لهذه الحقائق والقدرة على توظيفها حماية لامنها القومي المرتبط بالمصالح العليا الخاصة بالسودان ادراكا منها باهمية الوحدة عبر الصفقة في تحقيق هذه المصالح، قامت بكل ما لديها من شجاعة وقوة باستلام ملف مسألة الجنوب وعزلت كل المبادرات التي كانت مطروحة من قبل اطراف ذات شأن بما فيهم المبادرة العربية اليت طرحها كل من مصر وليبيا ولم تنجح مصر لعلمها بالصفقة التي هي تمثل احد اطرافها ولم تنجح ليبيا التي تعتقد بانها التي كانت تشتم رائحة الصفقة ولا تعلم شيئاً عن ابعادها واطرافها.
محاكم لها ما بعدها في طريق الصفقة:
1/ جاءت منظمة الايقاد كمظلة افريقية ارضاء للدول الافريقية.
2/ كان شركاء الايقاد واصدقاء الايقاد ارضاء للدول الاوربية ولضمان التمويل اللازم لاتمام الصفقة.
3/ كانت القوات الدولية ارضاء للامم المتحدة تأمينا لمسارات الصفقة في حالة ظهور مهددات حقيقية.
4/جاء ابعاد الفعاليات السياسية السودانية المؤثرة في الساحة السياسية عن المشاركة لا في العلم بالصفقة ولا في توقيع الاتفاقية من اجل انسياب الحلول والاغراءات والمحفزات المقدمة من الحكومة للحركة من احداث اي ضوضاء سياسية في الساحة من قبل هذه الفعاليات تؤثر على الصفقة.
5/ امعانا من النظام الحاكم في اضعاف الفعاليات السياسية التقليدية وانشغالها بذاتها وخصوصياتها قام باستعماله عبر اغراءات السلطة والثروة لاعداد مؤثرة في هذه الاحزاب الى الانضمام الى عضوية المؤتمر الوطني الحزب الحاكم.
6/ قام النظام الحاكم عبر سياسات السوق الاقتصادية التي تجاهلت البعد الاجتماعي تماما بالاضافة الى جبايات وارتفاع رسوم الخدمات الضرورية كل هذه التصرفات المالية ادت ارتفاع تكاليف المعيشة لعدد كبير من قطاعات الشعب على كافة المستويات ، هذه السياسات وضعت هذه للقطاعات امام خيار المفاضلة بين الانشغال الذاتي المرتبط بتوفير لقمة العيش وبين الهم الوطني المرتبط بالقضايا المصيرية للوطن.
اهم العوامل المؤثرة في تحقيق الصفقة:
1- ضرورة ايقاف الحرب في الجنوب.
2- ضرورة استمرار نظام الانقاذ في الحكم لكي تعيد من خلاله الصفقة.
3- ضرورة وجود العقيد جون قرنق في قيادة الحركة لضمان توقيع الاتفاق وايقاف الحرب في الجنوب.
اذن من اجل اكتمال الصفقة لا بد من وجود العقيد جون قرنق ولا بد من بقاء هذا النظام واستمراره في الحكم من اجل تكملة استحقاقات الصفقة عبر الاستفتاء ولكن هنالك مشكلة تواجه الطرفين وهي ضعف الموارد المالية للدولة، ولهذا جاء البترول المملوك للادارة الاميركية عبر شركة شيفرون لحل الاشكالية بالنسبة للطرفين.
إذن البترول مكن النظام من الاستمرار ومكن الحركة بقيادة قرنق لتحكم الجنوب.. وهنا يجيء دور الولايات المتحدة الاميركية الفاعل في تحقيق السلام ولكن هنالك اشكال آخر بالنسبة للنظام الحاكم وبالنسبة لاميركا وهو شخصية العقيد جون قرنق والطموحات الشخصية غير المحدودة والذكاء الملحوظ، والتصرفات غير المبررة خاصة احتلال توريت ابان التفاوض في نيفاشا واحلامه في حكم السودان الجديد وتخطي الحدود في التأثير على القيادات الافريقية، كل هذه الخصائص ادخلته في دائرة عدم الاطمئنان والشك بالنسبة للنظام وكذلك بالنسبة لاميركا، فاذا تحقق حلمه في حكم السودان عبر الانتخابات الديمقراطية المقررة كاستحقاق من استحقاقات نيفاشا، من المؤكد وليس من المحتمل سيدخل مع الشمال في اشكالية علمانية الدولة وفي تطبيق الشريعة في العاصمة القومية، الامر الذي من المؤكد سيعيد السودان الى المربع الاول بين الشمال والجنوب، وهذا الامر غير مرغوب للشماليين ولا بالنسبة لاميركا. هذا بالاضافة الى ان طموحات جون قرنق لن تتوقف مع حدود السودان بل ستذهب الى بعض قادة دول الجوار، وهذا غير مرغوب في تكرار نكروما او كنياتا مرة اخرى الى القارة الافريقية.
نخلص بالقول بان قرار ابقاء العقيد جون قرنق على قيادة الحركة امر مطلوب ومرغوب من قبل السودان ومن قبل الولايات المتحدة الاميركية للتوقيع على اتفاق السلام ولكن استمراره في لعب ادوار في الساحة السياسية بعد التوقيع على اتفاق نيفاشا، سيتوقف على قرار خبراء الباراسيكولوجي الذين يشكلون وجوداً مكثفا في قاعات المفاوضات في نيروبي من اجل التوصل لاكتشاف الجوانب الخافية والغامضة من شخصية العقيد جون قرنق، فاذا توصل هؤلاء الخبراء بان العقيد جون قرنق رجل مرحلة كان بها ولا غضاضة من الاستمرار في لعب ادوار مهمة في الساحة السياسية السودانية، ولكن مع الاسف عندما وصل العقيد قرنق الى الخرطوم وهو اكيد مستدرج عبر الاغراءات والمحفزات والتنازلات غير المفهومة من الطرف الاميركي المفاوض في نيفاشا، الاستقبالات الجماهيرية العفوية وغير المعهودة بالنسبة للقيادات السودانية. قد تأكد لخبراء الباراسيكولوجي لأنه رجل دولة من طراز كوامي نكروما في غانا وكنياتا في كينيا ونايريري في تنزانيا، فتحولت ملفاته على الفور الى الاجهزة الاستخبارية الغازية التي من المفترض ان تتعامل مع مثل هذه الشخصيات السياسية الواعدة والتي ربما يشكل وصولها الى الحكم حتى عبر الديمقراطية. عقبة ومصاعب امام تحقيق مصالحها العليا المنشودة ، ليست في السودان فحسب وانما في القارة الافريقية هذا ما كان من ا مر مستقبل العقيد جون قرنق كلاعب محوري في الصفقة.
من هم صناع الصفقة:
1/ السيناتور دانفورث بدأ بمشاكوس وانتهى بنيفاشا من احدى منتجعات نيروبي.
2/ خبراء لهم باع في الشأن الافريقي عامة والشأن السوداني بصفة خاصة.
3/ خبراء لهم باع في فنون التفاوض.
4/ خبراء ماليون وقانونيون.
5/ خبراء في العلاقات الدولية والدبلوماسية شأن الاتفاقيات.
6/ خبراء في علوم الباراسيكولوجي .
بالتأكيد ان السيناتور دانفورث هو مهندس نيفاشا.
الفلسفة التي يتابعها لتحقيق نيفاشا:
لاول مرة في تاريخ مسيرة الحياة السياسية في السودان، قام السيناتور دانفورث عبر بروتوكولات نيفاشا، قام بتشخيص العلل التي يعاني منها السودان ووضع حلولا ليعطيها وترك البعض الآخر للقائمين على امر الحياة السياسية في السودان (الشريكين) . علما باختلاف رؤية كل طرف منهم في حل هذه المشاكل منفردين او بمساعدة الآخرين اذا استعصى على الشريكين. وأول خطوة خطاها دانفورث على ايقاف الحرب وحسم مسألة الصفقة والثروة بالنسبة للجنوب. وترك بعض القضايا مسار الخلاف بين الشريكين مثل أبيي وجنوب النيل الازرق، واعطى الجنوب كل ما يريده (السلطة والثروة ومناطق نفوذ في الشمال، وإشراكهم في حكم الشمال وإرضاء لرغبات بعض النخب من أبناء الجنوب.. اعطاهم حق تقرير المصير عبر الاستفتاء..) كل هذه المطالب ضمن كشف الإغراءات والاستدراجات ومن اجل تسهيل انسياب مسار الصفقة. بل قام باعطاء الفعاليات السياسية في الشمال الأمل في التغيير أو التبادل السلمي للسلطة عبر الانتخابات الديمقراطية.. كل هذه المعطيات سواء بالنسبة لابناء الجنوب أو لأبناء الشمال جاءت تصب في قنوات الصفقة، وأن الفلسفة التي اتبعها دانفورث في معالجة مسألة الجنوب عبر البروتوكولات الستة بها قدر كبير من المصاعب التي عند التنفيذ على ارض الواقع تخلق خلافات مصطنعة من قبل الشريكين، ما توهم الرأى العام بأن اتفاقية نيفاشا في طريقها للانهيار وهذا أمر يخالف واقع الصفقة، وكل الخلافات التي نشبت بين الشريكين واخطرها على الإطلاق كان في موضوع أبيي وترسيم الحدود وقانون الأمن وخروج نواب الجنوب من البرلمان ومقاطعة الجلسات، ولكنها في اعتقادنا سيناريوهات أو فصول لمسرحية هزلية يقوم بادوارها الرئيسية عناصر من الطرفين لا قبل لهم باصول اللعبة الحقيقية.
المقاصد الحقيقية للسيناتور دانفورث
1/ إيقاف الحرب وتأسيس وحدة السودان على أسس جديدة.
2/ التوزيع العادل للسلطة والثروة في السودان- إقرار لمبدأ العدالة الاجتماعية.
3/ إضعاف سلطة المركز على الاقاليم والولايات.
4/ التداول السلمي للسلطة عبر انتخابات ديمقراطية.
5/ استمرار النظام الحاكم والحركة في الحكم الى حين اكتمال الصفقة.
6/ إعتماد المواطنة كعقيدة وطنية للبلاد.
7/ إجراء الاستفتاء على تقرير المصير المفضي الى الوحدة عبر الصفقة.
8/ ستتم هذه المقاصد وفق اطر وفلسفة توهم الرأى العام والمراقبين للشأن السوداني ان الخلافات المصطنعة بين الشريكين قد تؤدي الى إنهيار اتفاقية نيفاشا، وهذا الزعم يخالف مقاصد الصفقة ومتعارض مع المصالح الامريكية العليا في السودان الهادفة الى الوحدة وبواسطة الشريكين (الانقاذ والحركة الشعبية) تأكيداً للصفقة.
الشيخ علي عثمان احد صناع الصفقة
٭ أضحى الشيخ علي عثمان اللاعب المحوري في الصفقة بعد رحيل العقيد جون قرنق.
1/ يعد المرجع الاكيد والوحيد لاتفاقية نيفاشا.
2/ رجل دولة وقانوني متمكن جسور.
3/ ورجل يتمتع بصبر ومرونة ملحوظتين.
4/ الرجل الثاني في النظام وفي الدولة.
5/ يعي متطلبات الصفقة بأبعادها واطرافها المختلفة.
6/ يعرف متى يتحدث ومتى يسكت عن الحديث.
7/ يعرف متى يتحرك بسرعة ومتى يقل في الحركة في كل ما يتعلق بالصفقة خاصة عند محاولات البعض التعرض للخروج عن النص بجهالة تعوق مسار الصفقة مثال ترشيح عرمان وسحبه ضد السيد الرئيس وموضوع فوز الفريق مالك عقار بولاية النيل الأزرق وكلاهما عولج بحكمة وبتدخل من الشيخ علي تأكيداً وضماناً لمسيرة الصفقة والتعاون المباشر مع سلفا وغير المباشر مع الجنرال غرايشن.
العقيد جون قرنق لاعب محوري في الصفقة
يعتبر العقيد جون قرنق اللاعب الثالث والمهم في اتمام الصفقة، حيث كان له الدور المحوري في التوقيع على اتفاقية نيفاشا ومع الأسف انتهى دوره بانتهاء هذا التوقيع، وان طموحاته الشخصية غير المحدودة والعابرة لحدود السودان إلى القارة الافريقية وكارزميته العالية وصعوبة الولوج إلى معرفة دواخل شخصيته حتى عبر خبراء الباراسيكولوجي، كل هذه الخصائص المتفردة شكلت بالنسبة للاطراف الاخرى بما فيهم امريكا قدراً كبيراً من الخشية والتوجس من هذه الشخصية، خاصة عند وصولها إلى الحكم، الامر الذي أوجد البد الذي لا بد منه. وهو ايداع مستقبله في احدى ردهات المعبر المجهول لكي تتلقفه اجهزة المخابرات القذرة هنا وهناك وفي مناطق مجهولة وغير مأهولة بالآليات قادرة على اخفاء المعالم.
العوامل المؤكدة لحقيقة الصفقة - المعلم الأول
السماح الرسمي وغير المعلن بقيام منابر للقرصنة الاعلامية في الشمال تحت مسمى منبر السلام العادل وصحيفة الانتباهة الناطقة باسمه، يقابله على الجانب الجنوبي ما يسمى بقطاع الشمال وصحيفة أجراس الحرية الناطقة باسمه، كلاهما يمارس القرصنة الاعلامية لخداع الرأي العام تحت فلسفته (المشتهى الحنيطير يطير) من قبل منبر الشمال، يقابله في الجانب الآخر يقول الذي سيطير الآن من مرحلة بناء الريش استعداداً للطيران عندما يحين الوقت. وكلاهما في اعتقادنا يدخلان في الخشية من باب الخروج، ويبحران بقضية الانفصال والوحدة خارج المياه الاقليمية للصفقة. ويعجبك الكاتب العظيم والمسرحي الفذ وهو يعد من أعمدة الكتاب في صحيفة الانتباهة الذي يعتقد بأن جهة ما تمده ببعض المعلومات الحساسة التي تساعد بصورة أو بأخرى في ترويج الصحيفة عبر استخدامها - أي المعلومات- باسلوب مسرحي جذاب، وهذا يذكرنا بالفنان الراحل المقيم خضر بشير عندما كانت لا تعجبنا كلمات اغنيته- كنا نخفض صوت التلفاز ونستمتع بالطريقة التي يؤدي بها الاغنية.. هكذا حالنا مع كاتب الانتباهة في عموده الفذ عندما لا يستهوينا ما يكتب من موضوع نذهب مباشرة للاستمتاع بالاسلوب والطريقة المسرحية التي يلجأ او يستخدمها في طرح موضوعاته.
والسؤال الذي يطرح نفسه هذان المنبران الإعلاميان شبه الرسميين يروجان الى الإنفصال والدستور ونيفاشا اسسا على الوحدة الجاذبة- لماذا- لم تتخذ ضدهم الاجراءات اللازمة على الاقل (الايقاف) في هذه المرحلة لماذا!!
المعلم الثاني المؤيد للصفقة
٭ الادوار والنشاط غير المألوف الذي قام ويقوم به الجانب المصري في الجنوب والزيارات الرئاسية لاول مرة والمشروعات الخدمية من صحة وتعليم ومشاريع في البنية التحتية واللقاءات مع القيادات الجنوبية في مصر بالاضافة الى زيارة كبار المسؤولين المصريين للجنوب، الاول على مستوى وزير الخارجية ومدير المخابرات العامة الى جانب فتح قنصليات في مدن الجنوب.. كل هذه الانشطة المصرية بالاضافة الى التصريحات الداعمة للوحدة إن دلت على شيء إنما تدل على ان هنالك ادواراً إعلامية وغير إعلامية من المفترض على كل طرف من أطراف الصفقة ان يقوم بها دعماً لصفقته وخداعاً للرأى العام أو إحداث بلبلة وإرتباك في اذهان الرأى العام تجعله في حيرة وتوجس من أمر الوحدة والإنفصال.
المعلم الثالث المؤيد للصفقة
٭ تصرفات كبار المسؤولين في الادارة الامريكية عن الانفصال وما تصدره مراكز الابحاث من تقارير تميل الى الانفصال اكثر من الميل للوحدة، ولكن إن إصرار الجنرال غرايشن على إجراء الانتخابات في موعدها وكذلك كارتر اللذان دعما موقف الحكومة أو النظام الرفض لتأجيل الانتخابات إنصاعا لرغبة الكثير من الاحزاب.. هذا الموقف ان دل إنما يدل على ان امريكا عبر ممثليها تؤيد استمرار هذا النظام في الحكم واستمرار الحركة في حكم الجنوب كأحد أهم متطلبات الصفقة لأن كل الدلائل والمؤشرات تؤكد بأن الانتخابات ستعيد انتاج الانقاذ وستعيد انتاج الحركة.
المعلم الرابع المؤيد للصفقة
٭ تصريحات كبار المسؤولين الجنوبيين عن الإنفصال بمناسبة ومن غير مناسبة، علماً بأن من المؤكد وليس من المحتمل بأن سلفاكير بعد رحيل جون قرنق على علم بالصفقة وان الزيارات التي يقوم بها بعض قادة الجنوب الى امريكا والتي آخرها كانت زيارة لمقر الأمم المتحدة ومحاولة المشاركة في المناقشات الدائرة في اروقة الأمم المتحدة عن السودان والمقابلة الاخيرة التي تمت في كينيا بين نائب الرئيس الامريكي جون بايدن وسلفاكير.. كل هذا الجهد ونحن على قناعة بأنه يصب في قنوات الصفقة بالرغم من تصريحات الخداع التي تصدر من هنا وهناك بين الفينة والاخرى من اطراف جنوبية.
المعلم الخامس المؤيد للصفقة
سحب عرمان ابان اجراءات الاقتراع بعد لقاء علي عثمان وسلفا في جوبا، ونحسب بأن ا لجنرال غرايشن كان وراء هذا الانسحاب المفاجئ من على البعد. نحن نعلمها ولا نبوح بها.. ونفس الاجراء اتخذ مع فوز مالك عقار بمنصب والي النيل الازرق عندما قال النجمة ولا الهجمة. وان حكمة العقلاء من الطرفين حسمت هذه القضية بأسلوب حضاري يصبح من المؤكد في صالح الصفقة. والغريب في الامر ان عرمان بعد الانسحاب صمت صمت أهل القبور، والفريق عقار بعد الفوز اضحى من الذين يروجون للوحدة ويتحدث عن المخاطر التي ستواجه الجنوب والشمال في حالة الانفصال.
المعلم السادس المؤيد للصفقة
الانتخابات الرئاسية والبرلمانية الأخيرة
إن هذه الانتخابات هي أهم استحقاقات اتفاقية نيفاشا التي قام بهندستها السيناتور دانفورث وبها قدر كبير من الدهاء الاستخباري الهادف إلى ارضاء كل الاطراف ذات العلاقة بالهم السوداني:
1- رفع درجة الاحساس لدى الفعاليات السياسية في الساحة السودانية ورفع درجات الأمل في التغيير والتحول الديمقراطي عبر الانتخابات. كما رفع من أسهم اتفاقية نيفاشا في نظرهم.
2- ضمن استمرار الشريكين (الانقاذ والحركة الشعبية) في الحكم إلى حين اكمال استحقاقات نيفاشا المتعلقة بالانتخابات وتقرير المصير عبر الاستفتاء المفضي إلى الوحدة الأكيدة التزاماً من قبل كل الاطراف بالصفقة.
3- اعطاء هذا الجيل الفرصة لكي يتعرف على أرض الواقع لممارسة الديمقراطية والوقوف على استحقاقاتها وإجراءاتها.
الانتخابات الاخيرة من الناحية الاجرائية بدءاً بقانون الانتخابات مروراً بالمفوضية وانتهاد بالاقتراع واعلان النتائج، ديمقراطية 100% بالرغم من الاعتراف المطلق بانها انتخابات خطيرة ومعقدة وتجري في ظروف محلية واقليمية ودولية غاية في التعقيد وقد صاحبها قدر كبير من الاخطاء والتجاوزات والمقاطعات والانسحابات من الأحزاب التقليدية إلا انها في النهاية قال عنها كارتر الذي راقبها بنفسه عند اعلان النتائج قال انها لا تفي بالمعايير الدولية لكنها مفيدة للسودان.. وسار في نفس المنحى الجنرال غرايشن.. ومن المعلوم ان المؤتمر الوطني اكتسح الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في كل الشمال والحركة الشعبية في كل الجنوب.. والسؤال الذي يطرح نفسه هل هذه النتائج سواء في الشمال والجنوب والتي حصل عليها كل من المؤتمر الوطني والحركة الشعبية هى نتائج مقنعة لكل دارس في الصف الاول علوم سياسية بأن نتائج الانتخابات ديمقراطية ناهيك عن المراقبين الدوليين وناهيك عن الدبلوماسيين المعتمدين في السودان ناهيك عن دولة ديمقراطية لها عراقة التجربة والممارسة الديمقراطية مثل إنجلترا وامريكا، ونحن ما زلنا في معية الاجابة عن السؤال لماذا سكتت امريكا بقبول هذه النتائج ولم نتقبل بنتائج الانتخابات في جورجيا واوكرانيا وغينيا وزيمبابوي وايران.. لماذا لم تحرك امريكا الشارع في الخرطوم كما حركته في تلك البلدان بالرغم من ان الانتخابات في تلك البلدان بها قدر من الديمقراطية ولم يكتسحها أي حزب بالصورة التي جاءت بها نتائج الانتخابات في السودان.. لماذا سكتت امريكا والخرطوم عن نتائج الانتخابات في الجنوب والكل يعلم بتفاصيل التفاصيل بما جرى فيها من تجاوزات.. ولماذا تدخلت امريكا بطريقة مباشرة لسحب ياسر عرمان في الانتخابات الرئاسية في منتصف الحملة الانتخابية؟؟ الجواب واضح كالشمس متطلبات الصفقة التي امريكا تشكل الضلع الرئيسي فيها، تفرض السكوت عليها.. السكوت أو غض الطرف عن النتائج هنا وهناك من أجل إعادة إنتاج واستمرار الانقاذ والحركة الشعبية في الحكم لأن بدون الشريكين لن تتحقق الصفقة المؤدية الى الوحدة.
المعلم السابع للصفقة
٭ عقب إعلان نتائج الانتخابات عقد الدكتور نافع علي نافع المسؤول التنظيمي لحزب المؤتمر الوطني مؤتمراً صحفياً شاهده العالم وأعلن فيه بأنهم اجتاحوا الانتخابات بهذه الصورة لأنهم بدأوا الاعداد لهذه الانتخابات من عام 7002م وأعدوا لها العدة والرجال والمال في الوقت الذي لم تتحرك الاحزاب لخوض الانتخابات إلا في الآونة الاخيرة.. والسؤال الذي يطرح نفسه اليوم ولم يبق على موعد الاستفتاء على تقرير المصير إلا ستة أشهر فقط ايهما احق بالاستعداد والاعداد في نظر الدكتور نافع الفوز ام تقرير مصير السودان الذي ربما يؤدي الى تفكك السودان؟!
إن هذا المنحى من المؤتمر الوطني له تفسير واحد لا ثاني ولا ثالث له وهو ان وحدة السودان مرتبطة إرتباطاً عضوياً بفوز المؤتمر الوطني في الشمال والحركة الشعبية في الجنوب.. أليس هذا المسلك ينم عن أن هنالك صفقة لضمان الوحدة.
المعلم الثامن المؤيد للصفقة
٭ الحملة الإعلامية التي انطلقت هذه الايام والتوجهات الرسمية التي عمت كل وسائط الاعلام ومراكز الابحاث وعقد الندوات هنا وهناك وتصريحات المسؤولين بدءاً بالسيد الرئيس وإنتهاء بما دون الرئيس، والتي تتحدث عن الوحدة هذه الأيام.. كل هذا الجهد مؤكد صادق ولكن في اعتقادنا يدخل في دوائر الخداع لصرف الرأي العام عن الصفقة.
المعلم التاسع والأخير والخطير
إن الدولة الوحيدة في العالم التي تسعى جاهدة لتفكيك السودان هي دولة اسرائيل ولأسباب معلومة للجميع وقد صرح بهذه الرغبة وزير الأمن الداخلي ونشرتها كل صحف العالم.. والسؤال الذي يطرح نفسه في الوقت الذي تسعى فيه اسرائيل لتفكيك السودان نجد امريكا هي الداعمة، والساعية لوحدة السودان وبينهما - أي امريكا واسرائيل - تحالف استراتيجي معلن.، نعم، ولكن هناك حقيقة يجب أن تفهم عندما تتعارض مصالح اسرائيل مع مصالح امريكا على كل طرف ان يذهب منفرداً من أجل تحقيق مصالحه من دون ان تتضارب هذه المصالح في أي منطقة في العالم ولنا في مستوطنات اسرائيل في الأراضي الفلسطينية دليل على ما نص توضيحه.. المهم تحتم القول على أي سوداني وطني غيور سواء كان شمالياً أو جنوبياً حاكماً أو محكوماً مدنياً أو نظامياً القسم على حماية تراب هذا الوطن يفكر مجرد التفكير في انفصال الجنوب عليه أن يعي الحقائق التالية:
1- الانفصال يعني دخول الجنوب في حرب أهلية مؤكدة.
2- إن هذه الحرب سيكون لديها انعكاسات خطيرة على أمن كثير من الدول المجاورة بما فيها شمال السودان.
3- ان أي مسؤول حاكم أو محكوم شمالي أو جنوبي يفكر في فصل الجنوب بالرغم من ان هنالك مواثيق دعو إلى ذلك عليه أن يفهم جيداً ويعي جيداً قبل ان يفكر في الالتزام بالمواثيق والعهود وهي مجرد التزام ببند في مرحلة ما تبدل حالها وأضحت معالمها البارزة اليوم تهدد الأمن الداخلي والاقليمي وربما الدولي.
عليه أن يعي أنه ينفذ وبالحرف الواحد ما تسعى إليه اسرائيل في السودان وفي هذه الحالة عليه ان يرحل عن السودان قبل ان يرحله أبناء السودان البررة بالقوة الجبرية مهما كانت مكانته.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.