الشمس تشرق كل يوم!! وترسل الضياء والنور - وستفعل اليوم كما تفعل كل يوم في الخرطوموجوبا.. جوبا تتهيأ لاستقبال الناخب الجنوبي الذي سيدلي بصوته ليقرر هل يريد اليد الواحدة التي لا تصفق أم يريد اليدين معاً!! ü نعم ستشرق الشمس وسترسل ضياءها كما تفعل كل يوم، وستمضي الحياة كما أرادها الله لنا، ومع ذلك سيبقى هذا اليوم كبيراً وتاريخياً يُحكى في ذاكرة الأيام السودانية والعربية والأفريقية والعالم من حولنا. ü جلست أقلب ما استطيع في دنيا التاريخ، وأسأل نفسي عن الأيام التاريخية في حياة الأمم والشعوب فأجدها حافلة بالكثير والمثير. الأيام التاريخية في حياة الشعوب ليست كلها انتصارات!! وليست كلها هزائم وانكسارات، وهي كالدهر يوم لك ويوم عليك!! كل أمة عاشت يوماً قريباً من هذا التاسع من يناير، ويبقى في ذاكرة الأجيال حاضراً على الفعل والتحول الكبير!! تشرق الشمس في الخرطوموجوبا لتسجل حالة انكسار وانقسام في جسد الأمة السودانية التي تخلقت قبل أكثر من «55» عاماً من المحاولات المضنية والمرهقة لفعل أي شيء يجعل الناس يعيشون في سلام ووئام تحت سيادة وعلم ونشيد واحد..!! اليوم لسنا في مقام البحث عن المخطيء، ولا أقول الجاني الذي أوصل بلد المليون ميل مربع إلى هذه المرحلة التي كنا لا نتمناها كلنا، حتى الذين يصفقون الآن في جوبا في فرح وسرور لهذا اليوم ولهذا الانفصال!! نعم ليس في رؤوسنا «قرون»، فقد عملت قوى خارجية بكل مثابرة وتصميم للوصول لهذه المرحلة.. مرحلة تمزيق أكبر أقطار العروبة والإسلام وأفريقيا بكل هذه السهولة وكل هذه «الرخصة» بفتح الراء والخا والصاد .. وفي ذات الوقت عملت قوى داخلية كثيرة منها حكومة ومعارضة وحركات وأشخاص بكل مثابرة وتصميم لمساعدة هذه القوى الخارجية في الوصول لهذه النتيجة فليشربوا جميعاً من هذا «الإناء». يوم «تسعة يناير» ليس يوماً تاريخياً.انه في نظري يوم «عابر» و«غابر» كغيره من الأيام المرة التي مرت بهذه الأرض العظيمة من قبل وتجاوزتها بعون الله وحده. ü اليوم التاريخي سيأتي حتماً.. هذه أرض الميعاد!! إنها دوماً وبإذن الله على موعد مع الشرف والسؤدد والمجد الرفيع.. هكذا يحدثني قلبي والتاريخ وهما عندي لا يكذبان!!