مر علينا منذ أيام عيد الميلاد المجيد.. عيد ميلاد نبي المحبة والسلام سيدنا عيسى بن مريم- السيد المسيح- الذي جاء إلى هذه الدنيا هادياً ومبشراً بالمرحمة والعدل والسلام.. ويصادف الاسبوع الأول من شهرنا هذا عيد أخوتنا الشرقيين الاقباط شركاءنا في الوادي والوطن والرحم والدم.. أبناء وادي النيلين الخلصاء.. وهم يحيون ويحتفلون بهذه الذكرى العزيزة علينا جميعاً ذكرى ميلاد السيد المسيح.. وقد تعودنا نحن أبناء هذا الوطن الواحد أن نشارك بعضنا بعضاً أفراحنا وأتراحنا فنفرح لما يفرحهم ونحزن لما يترحم ويكدر صفوهم.. وقد اقترن هذا العيد للأسف بحادث الاسكندرية المؤسف الذي فجر فيه رموز الغدر والفتنة والظلام.. كنيسة القديسين بالاسكندرية، والأشقاء يقيمون قداسهم بهذا اليوم السعيد رأس السنة الميلادية بالتقويم الجريجوري والذي يصادف ميلاد المسيح وفقاً لتقويم الغربيين.. وقد بادرنا نحن من جانبنا بمواساة أخواننا الأقباط في مصر لهذا الحدث الجلل، فما يصيبهم يصيبنا وما ينالهم ينالنا، وقد كان للاتحاد العام للأدباء والكُتَّاب السودانيين موقفه ووقفته من إدانة وشجب هذا العدوان.. شأنه في ذلك شأن جميع أشقائه في كافة أرجاء الوطن العربي من الكُتَّاب والأدباء والمبدعين الذين أدانوا هذا العدوان، وفي هذا التوقيت بالذات، والذي يرمي إلى بذر شرور الفتنة والفرقة والمرارة في نفوس أبناء أمتنا من مسحيين ومسلمين.. وإذا كانت الأمة قادرة على أمتصاص هذا الحدث، فهي بذات القدر قادرة على كشف خفافيش الظلام الذين يستهدفون الوطن كله بكافة ألوانه وطوائفه. ولن تفسد مثل هذه المحاولات قدسية وبهجة الاحتفال بميلاد رمز الحب والمحبة والسلام.. ولن تخدش مؤامرات أعداء الوطن كله بناء السلام الشامخ الذي تعانق فيه الهلال والصليب.. وتهنئة صادقة لأشقائنا الأقباط في عيد ميلادهم المجيد.. وتحية للرجل الوطني الكريم الكاتب الأديب الأب فيلوثاوس فرج الذي تعود في كل عام أن يجعل هذا العيد عيداً لأهل الأدب والفكر والسياسة والرأي.. وكل عام وأنتم بخير.