شاركت العديد من القطاعات والفئات المختلفة بولاية القضارف مؤخراً في احتفالات المسيحيين بأعياد الميلاد في موقف جسّد معاني التلاحم بين أبناء الولاية بمختلف دياناتهم التي جعلت التسامح والمحبة هما القاسم المشترك بين كافة أصحاب الديانات السماوية. والتعايش السلمي بين الأديان يعتبر كما يرى والي القضارق، الضو الماحي، الذي تحدث لبرنامج (كاميرا الشروق)، هو أساس العلاقة بين الأفراد والجماعات ويحكمهم في ذلك مبدأ القبول بالآخر واحترام خيارات الغير. وقال إن العلاقة بين المسلمين والمسيحيين بولاية القضارف، على سبيل المثال، هي أكبر دليل على احترام وتعزيز هذه المبادئ، فالجميع مسلمهم والمسيحي منهم في ألفة وتناغم وانسجام تام ووداد، تجمعهم الأفراح والأتراح، والصلات بينهم ممتدة ومشاركتهم بعضهم البعض في مناسباتهم ما هي إلا تعزيز لهذه الصلة. أجواء المعايدة "ما شهدته ساحة الكنيسة الأرثوذكسية في احتفالات أعياد الميلاد المجيد مؤخراً بولاية القضارف يمثّل الدليل القاطع وشاهد العدل لهذه العلاقة المتميزة"، بهذه العبارة ابتدر قس الكنيسة الأرثوذكسية بولاية القضارف حديثه لبرنامج (كاميرا الشروق) وقال إن سنة التواصل بين الإخوة المسلمين المسيحيين ممتدة بولاية القضارف في الاحتفالات بأعياد السيد المسيح، مشيراً إلى أن المسلمين يقومون بزيارتهم في الأعياد وغيرها إعلاء لقيمة المحبة التي يعيش فيها المجتمع بلا حواجز ومساحة متسعة للقلوب وقد حضروا إلينا اليوم للمشاركة وليقولوا لنا (كل عام وأنتم بخير). والمحبة والسلام كما يقول مسيحيون استطلعتهم كاميرا البرنامج بولاية القضارف، هما وجهان لعملة واحدة؛ هي الأمن والطمأنينة في عالم تحيط به الحروب، خاصة وأن دعوات القديسيين والأئمة قد تم توجيهها لعالم معافى تتعالى فيه قيم الحق والخير والجمال نحو وطن آمن يسع الجميع. أهداف الرسالة وقد أراد المشاركون في الاحتفالات أن يوجهوا رسالة تؤكد أن لا أحد يبدأ بعمل كبير إلا من داخل المنزل (ولاية القضارف)، حيث النشأة والميلاد لتكون رسالة المشاركة للمسلمين والمسيحيين في كل المناسبات والأعياد لأرجاء السودان والعالم نموذجاً يحتذى به، باعتبار أن الحروب والاقتتال الذي تشهده بعض الدول ما هو إلا تعبير عن (نقص المحبة) والتشارك والتفاعل الاجتماعي وعدم قبول الآخر. " وقد أراد المشاركون في الاحتفالات أن يوجهوا رسالة تؤكد أن لا أحد يبدأ بعمل كبير إلا من داخل المنزل ولاية القضارف، حيث النشأة والميلاد لتكون رسالة المشاركة للمسلمين والمسيحيين في كل المناسبات والأعياد لأرجاء السودان والعالم نموذجاً يحتذى به " وميلاد السيد المسيح الذي يحمل بين طياته العديد من المعاني والعبر يمثل الاحتفال به مناسبة للوقوف والتأمل في الحكمة الأهلية وعبرة لمن يعتبر في قدرته جل وعلا وإرادته الغالبة، فمسقط رأس السيد المسيح متفق عليه عند كل المسيحيين لكنهم مختلفون في تاريخه بين الشرقيين منهم والغربيين والكل يعتمد في التاريخ على أشهر مختلفة، منها القبطية والقمرية لكن الثابت عند أغلبهم هو الأول من يناير استناداً على السنة الميلادية وبالرغم من اختلاف البعض حول التاريخ المحدد إلا أن الثابت هو عظمة المناسبة والتي فيها يعيد المسيحيون ذكرى ميلاد السيد المسيح. القلب النابض وتحمل أعياد المسيح المجسّم الأنيق الذي تم تنسيقه بأيادٍ مبدعة جسّد ميلاد السيد المسيح كان تعبيراً عن مدى قدسية المناسبة عند المسيحيين لكنهم في المقابل كانوا قلباً ينبض بحب الوطن وهم يمزجون فرحتهم ويجعلونها مقترنة بأعياد استقلال السودان في تعبير عكس الانتماء وإعلاء قيمة الوطنية في روعة تجلت في الحضور المميز ولحظات العناق بين رجال الدين الإسلامي والمسيحي وهم يتبادلون التهاني والدعوات في مشهد يعبر عن نفسه ويحمل الرسالة ذات المضمون: (إن الذي يجمع أكثر مما يفرّق).