ü أقبل أكثر من خمسة عشر ألف مواطن للتسجيل للانتخابات المؤجلة في جنوب كردفان في اليوم الأول لبدء التسجيل.. وفي هذا مؤشر واضح يدل على ارتفاع وعي مواطني ذلك الجزء العزيز من بلادنا بأهمية هذا الاستحقاق الدستوري لمستقبلهم سكاناً وأرضاً.. حاضراً ومستقبلاً.. وماضياً تليداً وضع بصماته الظاهرة الباهرة في تاريخ بلادنا كفاحاً ونضالاً وجهاداً ونكران ذات.. وجنوب كردفان لا تمتن بتضحياتها على وطنها الكبير ولا على أبناء شعبها وإن حاك في صدرها شئ من حتى. ü وكانت «ضربة معلم» سدد رميها السيد الرئيس باختياره لمولانا أحمد هارون لقيادة تلك الولاية الأبية العصية على المتربصين والمأجورين والحاقدين وسرعان ما اخترق مولانا هارون حواجز الوهم وشراك التخذيل وانخرط مع نائبه القائد عبد العزيز الحلو في عمل متناغم وأداء منسجم من أجل رفعة الولاية وخدمة إنسانها وربطها في نسيج اجتماعي متجانس يسهم فيه الكبير والصغير والغني والفقير والأصيل والبديل.. حتى شكلت ولايته رأس الرمح في الحفاظ على روابط الشعب الواحد «رغم حتمية الانفصال» كما جاء في خطابه أمام المجلس التشريعي لولاية جنوب كردفان الخميس الماضي والذي وصف فيه اتفاقية السلام الشامل بأنها «اتفاقية الحلول الجريئة على ما بها من آلالام ظرفية».. لكنها حلها ناجع وسرها باتع.. وهي بذلك خيرُ ُ من المسكَّنات.. التي تخفف الألم وتبقى على الورم. ü تتميز حدود ولاية جنوب كردفان بأطول شريط حدودي يشكل أساس التمازج بين الشمال والجنوب والتداخل الاجتماعي والاعتماد الاقتصادي المتبادل والتمازج الثقافي.. وقد أتبعت الولاية قولها بالعمل فأنجزت شبكة للطرق البرية تربطها «بدولة الجوار الوليدة» حيث استعرض هارون الطرق وهي «المجلد - الميرم - أويل» و«المجلد - أبيي - قوقريال» و «كادقلي - البرام - الأبيض - فارينق» و «تلودي - الليري - تونجا» و «كيقا - هجليج» علاوة على إعادة تأهيل خط السكة الحديد «بابنوسة - أويل - واو».. وقال مولانا إن هذه الطرق شرايين حقيقية ترفد ذلك التمازج بدماء جديدة يعززه ويقويه مفهوم الشعب الواحد في دولتين بما يضمن استدامة السلام ويحقق أعلى درجات التماسك والإجماع الوطني داخل الولاية.. ودعا إلى النظر للانتخابات كمحطة جديدة لتعزيز التوافق السياسي والاجتماعي لا الكسب الانتخابي الحزبي.. والعمل على الاصطفاف الوطني القوي والمتفرد «وغير التقليدي» لتحويل التحديات المقبلة إلى منافع وطنية كبرى وأشاد بالشراكة والتوافق السياسي مع القوى الأخرى مما أثمر استقراراً وتنمية وهذا هو المفروض والمطلوب. ü إن الدفع بدماء حارة وجديدة دون التقليل من خبرة الشيوخ أثبت نجاعته وها هو هارون يقدم مثالاً حياً في أول تجربة ولائية له.. لكن لأنه يعرف الولاية بحكم انتمائه لها وعمله فيها قاضياً في محاكمها.. ولأنه يحوز على دعم المركز وثقة الرئيس.. ولأنه بطبعه وخلفيته العدلية يميل إلى رد المظالم وإحقاق الحق.. ولأنه يمزج بين حنكة الشيوخ وعنفوان الشباب.. فقد اختط لنفسه خطاً متصالحاً مع الجميع «بدون فرز» وواضحاً مع الجماهير «بدون لولوة» وعملاً ميدانياً بلا تدليس أو مواربة.. رأي الناس إنجازاته رأي العين وأبت دنانير التنمية إلا أن تطل بأعناقها ليراها الناس طرقاً قومية وطرقاً داخلية.. واستقراراً أمنياً.. وتصالحات ومصالحات قبلية.. وتخطيطاً مستقبلياً.. ونهضة تنموية.. وسيادة لحكم القانون.. وتوعية جماهيرية.. وبسطاً للعدل.. وبناءً للمؤسسات.. وزيادة في الإنتاج والإنتاجية.. وترقية للبيئة الحضرية.. وانتشاراً للخدمات البيطرية.. وحصاداً للمياه.. وخدمات إسكانية وكهرباء ومياه شرب نقية.. وتأهيلاً للمستشفيات وتعظيماً للشعائر.. وتنمية للمجتمع.. تعليماً وتدريباً للشباب واهتماماً بالرياضة.. وقد حلَّت البركة على الدعم الآتي من المركز لتحقيق كل هذه المنجزات بفضل قليل من الصبر ومزيد من الجهد لتطرير الموارد الذاتية بلا أعباء ضريبية مما رسم البسمة على شفاه مواطني الولاية العتيدة العنيدة. ü ولعل من أبرع العبارات التي سمعتها من مولانا أحمد هارون «صاحب الابتسامة الدائمة» قوله: «إن الحدود المرنة وتبادل المنافع وجسور التواصل.. ستجعل من انفصال الجنوب حدثاً هامشي. ü ولا بد من أداء تحية تعظيم سلام للقائد عبد العزيز الحلو الذي ساند الوالي أحمد هارون في كل خطواته متناسياً انتماءه الحزبي في سبيل رفعة ولايته فأضفى على حماس هارون حكمته وخبرته فمثَّلا ثنائياً رائعاً نرجو أن لا تفسده الانتخابات. «نصرني الشباب حين خذلني الشيوخ» قالها المصطفى عليه الصلاة والسلام.. وقد بذل شباب في عمر الزهور دماءهم فداءً للعقيدة والوطن وماتوا على ذلك.. قال الشهيد أنس الدولَّب الذي استشهد يوم 31/1/1994م بجبال سندرو «أجعل من صلتك بالله ما يعينك على أمر الجهاد خدمة وتعاوناً مع إخوتك.. وقوة وصبراً عند اللقاء.. ولساناً ناصحاً عند البلاء.. لا قيمة لليد المتوضئة اذا لم تُعِن إخوانها عند الحاجة.. ولا معنى للوقوف بين يدي الله في الأسحار.. إذا لم تقف وتخدم إخوتك». وهذا هو المفروض..